توقعت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم الثلاثاء أن تفض "مصر الجديدة" تحالفاتها مع إسرائيل التي كانت قائمة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك ،الذي كان يوصف بأنه حجر زاوية لإسرائيل، وتعود للمعسكر العربي لتقودهم من جديد بعد أن تخلت عن هذا الدور طيلة ثلاثة عقود.
و قالت الصحيفة:" إن مصر بعد ثورة 25 يناير ستبتعد عن إسرائيل، وتعود ثانية إلى المعسكر العربي الذي تركته منذ توقيعها اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل عام 1979 والفجوة التي وقعت بينها وبين محيطها العربي منذ ذلك الوقت، وتخليها عن دورها في قيادة العرب بعهد حسني مبارك".
وأضافت الصحيفة إن ترك مصر لإسرائيل سيشكل ضربة جديدة لتل أبيب التي تخشى أن يحل محل نظام الرئيس الأسد حال سقوطه نظام أكثر تشددا ويهدد مصالحها، خاصة أن انهيار النظام في سوريا سيكون له تداعيات جيوسياسية جمة.
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس بشار الأسد ليس وحده الذي يشعر بقلق وهو يراقب الاحتجاجات في بلاده، فتغيير النظام سيعيد تشكيل الشرق الأوسط، فإذا ما عجز نظام الأسد عن إعادة تأكيد سلطته، وتم إسقاطه أو مجرد إضعافه بفعل فترة ممتدة من الاضطرابات الشعبية فإن التداعيات الجيوسياسية لذلك الانهيار ستكون جمة.
وتابعت الصحيفة : "أن سقوط نظام الأسد سيؤلم بشدة حلفاءه مثل إيران وحزب الله وحماس، إلا أن هذا السقوط سيشعر إسرائيل برضي كبير، إلا أن مشاعر الرضي هذه قد تخف قليلا إذا ما حل محل الأسد نظام إسلامي يكون أكثر تهديدا لمصالحها وأمنها".
وأوضحت ان التغييرات على الخريطة الجيوسياسية تشمل ظهور تركيا كلاعب مستفيد تعزز علاقاتها التجارية ويكون لها دور في حل النزاعات، ومن هذه التغييرات أيضا تعافي العراق البطيء كقوة عربية كبرى من الدمار الذي ألحقه بها توني بلير وجورج بوش والمحافظون الجدد في الولايات المتحدة.
وترى الصحيفة أن إيران والعراق اللذين خاضا حربا ضروسا في الثمانينيات من القرن الماضي قد يتقاربان تحت قيادة شيعية، ويشكلان معا كتلة ذات بأس، وستبدو الاستثمارات الأمريكية الرهيبة بالدماء والأموال في حرب العراق بلا طائل أكثر من أي وقت مضى.
وأشارت الى "ان هناك تحالفات ستظل على حالها، فمع انتهاء الأزمة ستظل تركيا تعمل على تنمية صداقتها مع سوريا مهما كان النظام الحاكم فيها لأن سوريا ستظل محورا رئيسيا في السياسة العربية الطموحة لتركيا، وقد تحل تركيا في الحقيقة محل إيران كالحليف الرئيسي لسوريا. كذلك فإن الأزمة لن تقلص نفوذ سوريا في لبنان فالنظام السوري أيا كان لن يتحمل وجود حكومة مناوئة له في بيروت، لأن أمنه خاصة فيما يتعلق بإسرائيل مرتبط بأمن جاره اللبناني".
وتختتم الصحيفة تقريرها بالقول" إن موجة الاحتجاجات التي تجتاح العالم العربي دفعت بالنزاع العربي الإسرائيلي إلى الصف الثاني من الاهتمامات، إلا أن ذلك قد يكون مؤقتا، وحتى يتم حل هذا النزاع فإن المنطقة لن تشهد استقرارا أو سلاما فعليا".