مدينة القدس والمسجد الأقصى يشهدان احتلالا جديدا من يوم 17 الى اليوم
شهدت مدينة القدس والمسجد الأقصى اليوم الثلاثاء إحتلالا جديدا ،
تمثل بإندلاع مواجهات عنيفة في محيط المسجد الأقصى والأحياء المجاورة ،
ووقوع عشرات الاصابات وإعتقال عشرات الشبان ،
والاعتداء بعنف على الشبان والمعتقلين وإقتحام المنازل .
وأوضح المسعف فادي عبيد من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن مواجهات اليوم
أسفرت عن إصابة 91 مواطنا بينهم نساء وأطفال، 8 بالعيون، و40 بالرصاص المطاطي في انحاء مختلفة بالجسم،
ولم يتم تحديد عدد المعتقلين في حين أعلنت الاذاعة الاسرائيلية انه تم اعتقال 60 شابا.
المسجد الأقصى
وقد ساد الهدوء في المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح حتى المساء ،
في حين شددت القوات الإسرائيلية حصارها على بواباته ، وأغلقت جميع ابوابه ماعدا ثلاثة ابواب
هي باب الناظر وباب حطة والسلسلة ، في حين منعت عددا من النسوة الدخول للمسجد الأقصى ،
حتى الأطفال الذكور من بينهم طفل بالخامسة من العمر منع من الدخول برفقة والدته إلى المسجد .
وفي الساعة العاشرة والنصف صباحا اندلعت مواجهات عنيفة في باب الناظر أحد بوابات المسجد الأقصى ،
مما أدى إلى وقوع عدة إصابات ، وتشديد الحصار وإغلاق الطرق ما حال دون تمكن المسعفين من إنقاذ الجرحى ونقل المصابين ،
وعلى أثر المواجهات أغلقت الشرطة باب الناظر ،
ثم قامت قوات كبيرة بإقتحام حوش الجالية الافريقية بعد تحطيم البوابات الرئيسية بمعدات آلية ،
وتفتيش كافة البيوت بحثا عن شبان ، وخلال ذلك ، قاموا بالاعتداء على النساء والشبان ،
وقد طرحوا امرأتين أرضا وداسوا عليهما بأرجلهم ، وأصيبت ثالثة برصاصة مطاطية بصدرها ،
وأعتقل نحو سبعة شبان من الحوش ، اما في باب حطة وقعت مواجهات وأصيب ثلاثة شبان .
ومددت الشرطة توقيف خمسة من مواطني الجالية الافريقية
وهم الصحفي موسى قوس وعلاء قلمبو وهيثم جدة والشقيقان ثائر وجهاد سدر.
إصابة جندي إسرائيلي
وقالت مصادر اسرائيلية ان شرطيا اصيب مساء اليوم " الثلاثاء" بجراح في كفه وصفت ما بين الخفيفة والمتوسطة جراء اطلاق نار من مسدس في منطقة راس العامود بمدينة القدس المحتلة .
واضافت ان قوات الاحتلال تقوم حاليا بمداهمة منازل المواطنين في حي راس العمود بحثا عن مطلقي النار .
مستوطن
من ناحية أخرى وجد مستوطن اسرائيلي نفسه في ورطة حقيقية
حين عبر منطقة واد الجوز في القدس اثناء اعتصام المئات منهم نصرة للمسجد الاقصى المبارك ،
وقد إنهال المواطنون عليه بالحجارة وحطموا سيارته على رأسه وقد حاول دهس عدد من المواطنين أثناء فراره .
ثم فر الى شرطة الاحتلال المنتشرة عند مدخل حي واد الجوز ،
مستنجدا بهم ولكنهم لم يتمكنوا من الدخول الى المنطقة في ظل الأعداد الغفيرة التي وجدت في المنطقة
من المرابطين من فلسطينيي الداخل والمقدسيين .
في وقت أغلقت فيه المحال التجارية أبوابها وعم الإضراب التجاري مدينة القدس .
أحياء القدس
وعلى صعيد أحياء القدس، هاجم العشرات من الشبان في ساعة مبكرة من صباح اليوم الحاجز العسكري المقام على مدخل مخيم شعفاط إلى الشمال من مدينة القدس ورشقوا جنوده بالحجارة والزجاجات الفارغة بعد محاصرتهم داخل الحاجز.
في حين تم اعتقال شابين صادف مرورهما في منطقة المواجهات ،
وفي وقت لاحق أصيب العشرات من شبان المخيم لدى تجدد الاشتباكات ،
كما أعتقل العشرات منهم.
وقد اصيب الدكتور سليم العناتي من مخيم شعفاط بحروق في ساقه بعد إصابته بقنبلة صوتية خلال إسعافه أحد المصابين .
كما اندلعت مواجهات منذ ساعات الصباح في العيسوية ورأس العمود وسلوان
حيث هاجم الشبان بالحجارة في بلدة سلوان البؤر الاستيطانية خاصة بناية يوناتنان التي يقيم فيها العشرات من المستوطنين .
وفي حي العيساوية كانت المواجهات الاقوى حيث اطلق باتجاه الشبان الرصاص الحي والمطاطي وبلغت الاصابات أكثر من 40 اصابة بينهم ثلاثة صحفيين عرف منهم المصور معمر عوض،
وكان أشدها اصابة شاب في عينه رامي عثمان غريب 29 عاما.
وفي حي الصوانة تجمع المئات من أهالي الداخل والقدس ففوجئوا بقمعهم من قبل القوات الخاصة وحرس الحدود فرد الشبان عليهم باحراق الحاويات واطارات السيارات ورمي الحجارة واغلاق الشوارع،
وقاموا برفع علم فلسطيني ضخم كذلك قاموا بتعليق العلم الفلسطيني على أحد الأعمدة .
واطلقت القوات الخاصة وابلا من الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والغازية وقامت بمصادرة العلم
وأصيب خلال ذلك ما يزيد عن 15 شابا، وتم اعتقال 20 شابا آخر معظمهم على أيدي المستعربين.
وقام الشبان عصرا باقتحام البؤرة الاستيطانية في المنطقة المسمى "بيت أروط"
حيث كسروا الكاميرات وازالوا الاعلام الاسرائيلية واحرقوها.
وخلال ذلك أدى الشبان صلاتي الظهر والعصر
وبعد انتهائها حاولت مجموعة من الوحدة المستعربة الاعتداء عليهم واعتقالهم لكنهم قاموا باخلاء المكان.
وتظاهر شبان الجامعة العبرية العرب خارج الجامعة وقامت الشرطة بقمعهم واعتقلت 3 متظاهرين بينهم فتاة.
المسعفون
وقد أعاقت القوات الاسرائيلية عمل طواقم الاسعاف الذين يعملون في جمعية إتحاد المسعفين العرب ،
ومنعتهم من المرور عبر الحواجز لنقل المصابين ،
وقد أصيب أحد مسعفيها يدعى مروان عديله باختناق خلال محاولته إسعاف أحد المصابين في حي الصوانة .
وقد منعت القوات المتواجدة في الصوانه مرور سيارة كانت تقل إمرأة حامل على وشك الولادة بينما كانت متوجهة إلى مستشفى المقاصد لولا تدخل الطبيب محمود عرار من جمعية إتحاد المسعفين العرب الذي قام بإحضار سيارة إسعاف ونقلها إلى المستشفى .