يومان فقط فصلا بين الحكم علي حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق بالسجن 12 عاما في قضية التربح غير المشروع واستغلال الوظيفة والنفوذ وبين أحداث الفتنة الطائفية بإمبابة، التي حصدت 12 قتيلا وأكثر من مائتي مصاب.. لكن أحداً لم يلتفت إلي هذه المفارقة.
مصادر امنية أكدت ان عددا من رجال العادلي الذين تم تطهيرهم من أمن الدولة قادوا عملية سرية ضمت عدداً من عناصر الجماعات السلفية لإشعال الفتنة الطائفية في إمبابة بعد الحكم علي وزيرهم الأسبق، بهدف إثارة الفوضي والرعب لدي المواطنين، وإيقاع أجهزة وزارة الداخلية في ارتباك أملا في عودة الفوضي الشاملة لما كانت عليه في الأيام الأولي لتسريح الشرطة بأوامر من العادلي.
صدر الحكم ضد العادلي في 5 مايو فاشتعلت دولة امبابة بالفتنة في 7 مايو وكأن ما حدث يعيدنا الي فيلم "شئ من الخوف".. قصة سبق استهلاكها كثيرا في عهد الوزير الأسبق، فأراد تكرارها لأنها مضمونة، تحت اسم معتمد في عالم الفتنة في مصر"امبابة".
فلهذه المنطقة تاريخ من العمليات القذرة التي عرفها النظام السابق خاصة العادلي، ولطالما استخدمها في الحفاظ علي امن النظام، بتفجير الفتنة ورعايتها طوال سنوات ماعرف بالإرهاب.. فهذه المنطقة محفورة في ذهن العادلي بأنها مأوي البلطجية وتجار المخدرات فضلا عن انها مقر سابق لجمهورية الجماعة الإسلامية، التي كان يتزعمها جابر الطبال، الذين حولوه إلي بطل بينما كان بلطجيا في خدمة الراقصات.. مما يعني انها بؤرة مثالية لتنفيذ انقلاب أمني علي شعب الثورة وإشعال مصر، كانت بدايتها في ميدان مصطفي محمود بالمهندسين وموقعة الجمل بالتحرير.
فحسب مصادر مطلعة مازال رجال حبيب العادلي موجودين بوزارة الداخلية حيث يديرون صراعا محموما مع الوزير الجديد اللواء منصور العيسوي، وهناك من يتعمد إحراج الوزير الجديد بأنه غير قادر علي حفظ الامن بغض النظر عن ان يصبح الخاسر الوحيد هو مصر.
فكافة المعلومات الخاصة ببؤر الفتنة وكيفية اشعالها لدي رجال حبيب العادلي من ضباط مباحث امن الدولة ويبدو انهم أشفقوا علي زعيمهم ورجلهم الاول داخل سجن طرة فأرادوا الانتقام لزعيمهم فاشعلوها نارا ذهب ضحيتها 12 من القتلي ومئات الضحايا من المصابين السيناريو يتكرر حرقت كنيسة مارمينا بحلوان كما حرقت ايضا كنيسة مارمينا بإمبابة.
بدأ فتيل الأزمة في الاشتعال بالتزامن مع اعداد قانون جهاز الامن الوطني البديل لقانون امن الدولة سابقا في رسالة يريد أن يرسلها رجال العادلي الي المصريين والمجلس العسكري مفادها ان تلك ملفاتنا ولا احد يستطيع ادارتها غيرنا.
وحسب اللواء عادل سليمان مدير المركز الدولي للدراسات المستقبلية فإن رجال حبيب العادلي شعروا بالخوف من الحكم عليهم كما حكم علي زعيمهم خاصة أنه لم يكن وزيرا بقدر ما كان أشبه بزعيم للمافيا يدير عصابة اجرامية، واضاف ان احداث امبابة يحركها اصحاب المصالح من هؤلاء خوفا علي مليارات الجنيهات التي باتت مهددة بالضياع في أرصدتهم، وبالتالي فليس لديهم مانع من انفاق مزيد من الملايين بهدف الحفاظ علي ممتلكاتهم وثرواتهم وتابع ان منظومة الامن الحالية تفتقد الي الرؤية وهناك حالة من فقدان الاتزان، وانتقد سليمان ما يقوله بعض رجال الامن ان تعود الشرطة كما كانت بشروطها لان ذلك لا يحدث الا مع عصابات المافيا التي يتم تاجيرها.
وأوضح أن هناك محاولة لاجهاض الثورة من خلال حرق الوطن بالفتنة، فليست عبير هي الخنساء حتي يطالب المسلمون بحمايتها وليست هي القديسة حتي يحميها المسيحيون فهذه القصة يتم من خلالها الدفع ببعض "المتسلفين" وهم ليسوا سلفيين بالمعني الصحيح بل يتم استخدامهم لإشعال الفتنة ثم تأتي المرحلة الثانية حيث يتم الدفع بالبلطجية والمؤجرين الذين يحملو السلاح لتشتعل الفتنة.