الامر العظيم 5
عين الغرب في قلب الشرق : مجتمعان لا يلتقيان , حضارتان لا تتشابهان انهما العرب والغرب , ان العرب لهم عاداتهم وتقاليدهم واسلوبهم في طريقة العيش مبنية على اسس ومفاهيم وترابط اسري وعشائري وقبلي , ومهما قال القائلون او دعى الدعاة باشكالهم وانواعهم لن يستطيعوا نزع هذه الاصول من جذورها , ربما نسمع او نرى من ينادي بالغاء هذه الظاهره واستبدالها بنهج الغرب تحت مسميات كثيره مثل الديمقراطيه او الاشتراكيه او العلمانيه او ... الخ . ولكن لن يستطيع العرب العيش الا في ثوبه الاصيل للحفاظ على تماسكه وكرامته , وحين اختص الله دين الاسلام للعرب وبعث فيهم نبيا عربيا منهم لم يغير فيهم صفاتهم ولم ينهاهم عن مكارم الاخلاق بل حثهم على التمسك بها وعلى الترابط الاسري ولكن جاء ليطهرهم من عادات سيئه وينهاهم عما يفرقهم من نزاعات كانت بينهم على اثر العصبية القبليه ولكنه حثهم على التماسك القبلي القائم على المودة والخير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر بل اكثر من ذالك جعلهم كلهم قبيلة واحدة واسرة واحده تتماسك كالبنيان المرصوص يشد بعضه اصر بعض بل جعلهم كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى . ولو كان غير هذا النهج ينفع العرب لكان الله اختاره لهم , فلن ولن يفلح العرب الا بهذا الدين . اما ما يسمى بالديمقراطيه وهي الحرية المطلقه للافراد كل يغني على ليلاه انما هي تمزيق لهذه الوحدة وتفكيك للاسره الواحدة وتخلق مجتمع هش وضعيف وتؤدي الى انحلال بالاخلاق والقيم الانسانية كما هو موجود في المجتمعات الغربيه حيث اماتت فيهم الانتماء الا للمصالح فكل يجري وراء مصالحه تحت مسمى الحريات فنتج عن ذالك الفساد الظاهر مما ادى الى دمار المجتمع برمته وهذا دليل واضح على فشل الديمقراطية في المجتمعات التي صنعت الديمقراطية فهل يقبل العرب ان يصدر اليهم الغرب هذه السلعة الفاسدة ؟
لقد حرص الغرب بان يبقى العرب تحت الانظمة الديكتاتوريه على مدى عقود من الزمان فلم يريد الغرب تصدير الديمقراطية الان؟؟ ان حرص الغرب على فساد هذه الامة انما ينبع من صراعات قديمة على مدى التاريخ حيث سطر العرب انتصاراتهم المشرفة على الغرب خاصة ابان الفتوحات الاسلامية وازدهار الدولة انذاك , وبعد تفكك الدولة الاسلامية وتقسيم الوطن العربي اصبح شبح عودة الاسلام جل ما يقلق الغرب فحرصوا على ان يحافظوا على هذه الفرقة ليضمنوا سيادتهم مما يؤمن لهم نيل مرادهم والحفاظ على مصالحهم ولكن ؟؟
تذكر الغرب بان الضغط يولد الانفجار فمن اول قنبلة انفجرت في تونس تفاجؤوا وحين تلتها مصر خافوا واخذو يراجعوا حساباتهم وادركوا ان الخطر قد اقترب من وحدة تجمع العرب فراحوا يتخبطون يمينا وشمالا ثم استقر عليهم الراي بان سبب الانتفاضه هي تلك الانظمة الديكتاتوريه وانه لا بد من علاج فتارة يساعدون على ازالتها وتارة ينادون باصلاحها (( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )) ((يخربون بيوتهم بايديهم وايدي المؤمنين فاعتبروا يا اولي الابصار)) فان كانت هذه مشيئة الله في التغيير فلا عجب ان يسخر لها كل شيء حتى اعداؤها (( والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون )) .