حضور الألتراس كان له مفعول السحر في إنجاح جمعة 9 سبتمبر، ألتراس الأهلي والزمالك استطاعا سد الفراغ الذي تركه الإسلاميون في الميدان ونجحا في إعادة اكتشاف روح 25 يناير من جديد، قوة الإخوان والسلفيين ظهر لها قوة أخرى متمثلة في جماهير الأهلي والزمالك التي أدخلت نفسها دون أن تدري في اللعبة السياسية، فهل يتركون اللعب داخل المستطيل الأخضر ويلعبون في الشارع السياسي لأول مرة في تاريخ الحياة السياسية بمصر.
صلاح الدريني وشهرته صلاح أبو شهد المتحدث الإعلامي لألتراس الزمالك قال أن نجاح الألتراس في الخروج يوم جمعة "تصحيح المسار" بشكل لائق وقوي يرجع إلى أن هناك عامل مشترك بين الألتراس والقوى الإسلامية تحديدا وهو التنظيم، وبفضل ذلك نجح اليوم وخرج بالشكل الذي رأيناه بغض النظر عما حدث من تعدي على السفارة الإسرائيلية.
الدريني أشار إلى أن الأسباب الرئيسيىة لنجاح يوم 9 سبتمبر هو إنكار الذات، وأنه لابد للقوى السياسة على اختلاف ميولها واتجاهاتها من التوحد وإنكار الذات إن أرادت إنجاح اي عمل سياسي في الفترة المقبلة، وأن تكون جميع القوى السياسية متفقة على أهداف هذا العمل، لأن "الحاجات اللي فيها اختلاف لن يشارك الالتراس فيها ".
وعن مشاركتهم في الحياة السياسية والحزبية أفاد المتحدث الإعلامي لألتراس الزمالك أن الألتراس به خليط من كافة التيارات والأحزاب السياسية الفاعلة في المجتمع من إخوان وسلفيين وناصريين ويساريين وليبراليين وفيها "اللي مالوش فى حاجة خالص"، كوكتيل عجيب يجمع كافة أطياف المجتمع المصري، وبالقطع يتفاعل مع كافة الأوضاع السياسية داخل المجتمع، وليس بالضرورة أن يكون له حزب أو كيان رسمي يتحدث تحت مظلته.
وأشار الدريني إلى أن إنشاء حزب سياسي موضوع متشعب وسوف يدخلنا فى خلافات جوهرية بالإضافة إلى أننا "مش عارفين" هتكون مرجعية الحزب ده ايه !
قال أحمد عبد المنعم وشهرته "الخال شبرا" من شباب الالتراس، أننا كألتراس الزمالك توجهنا الأساسي نادي الزمالك فقط، واحنا عاملين الالتراس علشان خاطر النادي، لكن البلد لو محتجانا فى حاجه هنعملها، والتراس الزمالك بيوجه نفسه بنفسه "ومش بننزل" في أي مكان علشان حد بعينه، وشاركنا يوم 9 سبتمر في ميدان التحرير لأننا مؤمنين بمطالب وأهداف جمعة تصحيح المسار التى دعت إليها ائتلافات شباب الثورة وبعض القوى الأخرى.
عبد المنعم كشف عن أن الإخوان المسلمين عرضوا على الألتراس الانضمام لحزبهم لكنهم رفضوا، وذلك لأن عددنا أثناء حضور المباريات يفوق عددهم عند تنظيمهم لأي مظاهرة أو لقاء سياسي.
أحمد إدريس المتحدث الرسمي لألتراس الأهلي قال أن ألتراس الأهلي لم يذهب للتظاهر أمام السفارة الإسرائيلية ولم يتم القبض على أحد منهم، وأن الـ 10 آلاف شاب من الألتراس الذين شاركوا في جمعة تصحيح المسار انصرفوا جميعا بعد الساعة السادسة من ميدان التحرير بناء على الاتفاق الذي تم بين الألتراس والجمعية الوطنية للتغيير.
وعن مشاركتهم في الحياة الحزبية، أشار إدريس إلى أنهم جروب كروي فقط، وليس لديهم أي ميول حزبية، "مينفعش يكون ليهم حزب" لأن هدفهم الأساسي دعم النادي الأهلي.
محمد جمال وشهرته "جيمي" وأحد شباب الألتراس أكد "الدستور الأصلي" أن فكرة انشاء حزب سياسي مستبعدة تماما، ولم نتطرق إلى هذا الموضوع إطلاقا، ولن نسعى مستقبلا لتطبيق تلك الفكرة.
الباحث السياسي د.عمار علي حسن يرى أن القوى السياسية كانت مكتئبة من قيام الشباب بالاهتمام بالكرة واختزال الوطن في المنتخب، وكان الجميع يحلم أن تتجه طاقات هذا الشباب إلى صالح المجتمع ويهتم بالزراعة والصناعة والتجارة بقدر إهتمامه بمباريات كرة القدم.
وأثناء ثورة 25 يناير، عاد هذا الشباب مره أخرى ولعب دورا كبيرا يوم 25- 28 يناير ، وكان لهم دروا كبيرا فى حماية المتظاهرين في معركة الجمل، لكن بعد الثورة نسيهم الجميع وسرقت بعض القوى دورهم ونسبته إلى نفسها وركبت على الثورة .
وبعد الظهور المشرف لهؤلاء الشباب فى جمعة تصحيح المسار عادوا إلى الساحة مره أخرى بكل إمكاناتهم لكنهم ليست لديهم الخبرة والدراية فى الأمور السياسية وبالتتابع من الممكن أن يمتلكوا هذه المهارة بمساعدة القوى السياسية والاحزاب وينخرطوا فى الحياة السياسية بكل قوة
د.عمار أشار إلى ان اتحاد ألتراس الاهلى والزمالك فاتحة خير وتغيير واضح فى المفاهيم لدى هؤلاء الشباب، ودورنا كسياسيين مساعدتهم على الدخول والمشاركة فى الأحزاب الموجودة ، وأن نأخذ بأيديهم للنضال المدنى والسياسى السلمى، ولا توجد مشكله إن أرادوا إنشاء حزب سياسى ينضووا تحت لوائه شريطة أن يبحثوا عن أصحاب الفكر لكى يقودوهم إلى الطريق الصحيح وهذا يخضع لإرادتهم إن أرادوا ذلك.