في جلسة تاريخية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية.. رحب يوسف بن علوي وزير الدولة للشئون الخارجية بسلطنة عمان رئيس الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية بعودة ليبيا للجامعة العربية، مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة أن يعمل العرب على التغلب على الأزمة الخطيرة التي تشهدها سوريا.
وقال بن علوي إن سوريا تمر بظروف قاسية وتطورات خطيرة ، مما يتطلب التشاور والتعاون حول ما يمكن تقديمه للأشقاء فى سوريا ، بما يمكنهم من التغلب على هذه الأزمة والخروج منها على قاعدة التفاهم لما يحقق لسوريا الحرية والعدالة والاستقرار.
وفيما يتعلق بليبيا ، هنأ بن علوى الشعب الليبي معربا عن تطلعه أن تعود ليبيا لمكانتها في الجامعة العربية ومنظماتها المتخصصة ، وأن يحقق الشعب الليبي كل مايصبو له إليه من تقدم ورخاء.
ورحب بالدكتور نبيل العربي الأمين العام الجديد في أول اجتماع وزاري عربي، معربا عن تطلعه أن يسهم في وضع برنامج عمل عربي مشترك على أسس فعالة، مؤكدا ضرورة التعاون مع الأمين العام للجامعة العربية لتحقيق ذلك.
ورحب بن علوي بوزير خارجية مصر محمد كامل عمرو في أول مشاركه في مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية.
من جهته، رحب الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية بالوفد الليبي برئاسة السيد محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي، معربا عن سعادته باستعادة ليبيا لمقعدها وعودتها لتساهم في العمل العربي، كما رحب بوزير الخارجية محمد كامل عمرو.
وقال العربى إن المنطقة العربية تشهد ثورات ومظاهرات تطالب بالإصلاحات، والتغييرات الجذرية، وقال إن هذه الثورات ليست من الصدف العابرة بل هي نتائج إرهاصات أملتها طبيعة التطور، وهي مطالب مشروعة يرفع لواءها الشباب العربي المواكب لعصره، مؤكدا ضرورة التجاوب مع هذه المطالب دون تأخير .
وأضاف "لقدأثبتت الأحداث عدم جدوى استعمال العنف بل يجب التجاوب مع هذه المطالب" مؤكدا أن هذه الطريقة تؤمن البلاد العربية ضد التدخلات الأجنبية.
وقال "لقد أطلعت على عدد من الوثائق العربية التي لو التزمت بها الدول الأعضاء لكان الأمر مختلفا، مثل وثيقة التطوير والتحديث التي صدرت عن قمة تونس 2004 ، والميثاق العربي لحقوق الإنسان، وهي وثائق تعزيز الديمقراطية ، وإطلاق الحريات ، واستقلال القضاء" مشددا على ضرورة الالتزام بهذه الأسس "وهو الذي يوفر الأمن للدول العربية".
وأضاف أن الجامعة العربية تتعرض لضغط متزايد من الرأي العالم العربي فيما يتعلق بهذه التطورات ، وهي تحتاج إلى مواكبتها، وأردف قائلا "أنوي أن أتقدم للمجلس في دورته القادمة بتصور حول هذا الموضوع ودور الجامعة العربية في المرحلة القادمة".
وأكد على متابعة جامعة الدول العربية للتطورات في ليبيا ، وخاصة فيما يتعلق بالجانب الإنساني ، مشددا على ضرورة الإفراج عن جميع الأموال الليبية المجمدة للاستفادة منها في إعادة البناء والإعمار، وبناء المؤسسات الدستورية، في إطار الحفاظ على وحدة ليبيا، وكذلك العمل على إطلاق مشاريع لإعادة البناء .
ونبه إلى أهمية الدعم العربي لتوجه فلسطين لطلب عضوية الأمم المتحدة، مجددا الدعوة في هذا الإطار إلى الالتزام العربي بدفع الحصص المالية لدعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الضغوط الإسرائيلية.
وطلب الدكتور محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذى للمجلس الانتقالى الليبى رئيس الوفد الليبى فى اجتماع وزراء الخارجية العرب من وزراء الخارجية مساعدة ليبيا فى المرحلة الراهنة من خلال الاسراع بتقديم الدعم المالى والانسانى والافراج عن الاموال الليبية المجمدة حتى يتمكن المجلس من تقديم الخدمات اللازمة للشعب الليبى موضحا أن شرعية المجلس فى المرحلة الراهنة تستمد من مدى وفاءه بمستلزمات الشعب الليبى .
وقال فى كلمته فى الجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس الجامعة العربية غير العادى الليلة إن المجلس الانتقالى سيطلب من الدول العربية المساعدة فى ضبط وحفظ الامن فى هذه المرحلة الحرجة التى يمر بها الشعب الليبى اذا عجز المجلس عن توفيره.
وأشاد بموقف الجامعة العربية ودولها لقرارها التاريخى فى 12 مارس الماضى ـبفرض منطقة حظر جوى فوق ليبيا ـ والذى أدى إلى إنقاذ الآلاف من الأبرياء الليبيين.
وقال إن ليبيا اليوم تقف بين فكى رحى حيث يشعر المجلس بمسئولية كبرى مع انهيار نظام القذافى مؤكدا أن شرعية المجلس الانتقالى تؤسس بقدرته على تقديم الخدمات للشعب الليبى.
كما أشاد بمبادرة دولة قطر بتوفير مليارين ونصف المليار دولار من المجتمع الدولى لليبيا قبل حلول عيد الفطر المبارك، وكذلك قرار لجنة العقوبات الدولية بالافراج عن مليار ونصف المليار دولار من الأموال الليبية المجمدة.
وعقب انتهاء كلمة جبريل أعلن بن علوى رفع الجلسة على أن تعود بعد عشر دقائق فى جلسة مغلقة لرؤساء الوفود فقط بالاضافة إلى عضو واحد مرافق.