خاص - قضت أزمة إنعدام المشتقات النفطية على ما
تبقى من حياة في العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية ,ورسمت هذه الازمة الحادة مؤشرات كارثية وخطيرة في ظل
انقطاع الكهرباء وانعدام الغاز المنزلي وارتفاع أسعار المواد الأساسية التي باتت تخضع أسعارها
لتوقعات نذر الاسوأ في المستقبل القريب في ظل أزياد الأوضاع المعيشية والحياتية تعقيدا وتأزما وتتجه
بالبلد نحو الموت البطيء , المواطن البسيط وصاحب الدخل المحدود لم يعد بإمكانه مجابهة
كل هذه المشاكل التي تحدق به وتخنقه بل صار عاجزا عن توفير الاحتياجات الأساسية في
ارتفاع أسعار النقل والمواد الأساسية.


وتشاهد الطوابير
الطويلة للسيارات التي تقف لأيام في طوابير طويلة تمتد لعد كيلو مترات في انتظار
دورها الذي قد يأتي بعد أيام , ولم يعد يمتلك المواطن من مناص سوى ان يسلك هذه
الطوابير التي أدت بعضها إلى قطع الشوارع جراء هذه الأزمة التي لم تشهد لها اليمن
مثيل , أو الاتجاه نحو السوق السوداء التي وصل فيها سعر الدبة الواحدة " 20
لتر" إلى ثمانية آلاف ريال.


وعجزت الحكومة
اليمنية عن شراء احتياجات المشتقات النفطية بعد ان كانت قد لجأت إلى ذلك الحل لعدم
قدرتها على سدادا قيمة تلك المشتقات , بسبب توقف أنبوب النفط في مأرب عن الضخ منذ أربعة
أشهر جراء التفجير , وكانت العائدات ترفد الخزينة العامة بالعملة الصعبة .


ورغم الإعلان مؤخرا
عن هبة مقدمة من خادم الحرمين الشريفين الملك
عبدالله بن عبدالعزيز قدرها ثلاثة ملايين برميل الا إن الأسواق تزداد
انعداما للمشتقات النفطية.


وكانت أزمة المشتقات
النفطية ضمن ابرز المواضيع التي ناقشها الاجتماع المشترك للجنة العامة للحزب
الحاكم ومجلس الوزراء برئاسة نائب الرئيس عبدربه منصور هادي الذي نبه من خطورة
الوضع , وقال انه من غير المقبول أن تنظر الدولة والحكومة إلى معاناة الناس في
أزمات المشتقات النفطية والغاز ومختلف احتياجات الناس دون اتخاذ قرارات حازمة.. داعياً
في هذا الصدد كل الجهات المسئولة والمعنية إلى تفعيل القوانين التي توجب الضبط
والمسائلة ومعاقبة كل من يخل بالنظم ويعمل على عرقلة إيصال المواد النفطية
والغازية وكذا معاقبة كل من يعتدون على المنشآت الكهربائية بدون وازع إنساني أو
إدراك لما يقومون به من عمل إجرامي.


وفيما تتهم السلطات أحزاب
المعارضة " المشترك " بالوقوف وراء قطع إمدادات النفط , إلا إن أحزاب المشترك ترفض ذلك وترد التهمة
على النظام نفسه ,وحذرت أحزاب اللقاء المشترك من وصفتها ببقايا النظام الأسري من
الاستمرار في العقاب الجماعي للشعب اليمني، من خلال اصطناع الأزمات الاقتصادية
وقطع الطرقات وحصار المدن وإخفاء المشتقات النفطية، ومضاعفة الانطفاءات الكهربائية
.


ولم يكن تبادل
الاتهامات حول الوقوف وراء التقطعات لقاطرات النفط والغاز على طريق صنعاء مأرب
وليدة اليوم بل هي بعمر الازمة السياسية التي تمتد لاكثر من أربعة أشهر وسبق وان أعلنت
الحكومة ان السفير الأمريكي بصنعاء تدخل لدى قيادات المشترك لحل الأزمة وأكدت ذلك
السفارة الأمريكية , ومايزال المواطن العادي يترقب الفرج من أي جهة كانت دون ان
تلوح في الأفق ما يرسم التفاؤل !!