وجاء سحب قطر لمرشحها د. عبدالرحمن العطية ليؤكد حرص الدول العربية علي التوافق العربي والبعد عن الانشقاق.
والسؤال الآن كيف نجح اسم »العربي« في حصد التوافق والإجماع العربي عليه؟
هنا نؤكد ان نبيل العربي.. شخص أدمن النجاح في كل موقع عمل به.. سفيراً كان أو وزيراً.. فقد نجح الرجل خلال عمله في وزارة الخارجية ولمدة شهرين فقط في ضخ الدماء من جديد في العروق والشرايين المجمدة وترك الرجل فيها بصمة لاتنسي.. فالرجل الذي جاء الي وزارة الخارجية عبر إرادة ثوار التحرير.. أثبت كفاءة ومهارة وفتح ملفات محظورة ومسكوتاً عنها سنوات طويلة.. لعل أهمها تجدد العلاقات مع ايران وإدراكه أهمية العلاقات العربية الايرانية مع تأكيده أن أمن الخليج خط أحمر وأن العلاقات مع ايران لن تكون ابداً علي حساب دول الخليج والعلاقات الأزلية معها.. إذن هو شخص أدمن النجاح في كل موقع يشغله.
أما الآن وقد جاء العربي إلي جامعة الدول العربية.. فهل يعتبر الطريق أمامه مفروشاً بالورود أم حافلاً بالأشواك التي تتحدي نجاح الرجل وتجعله في اختبار صعب؟
أول هذه الأشواك والتحديات كيفية تعامل الجامعة وأمينها العام مع ثورات وحقوق الشعوب العربية، فالعالم العربي بأكمله يموج بثورات متعاقبة اشبه بتوابع الزلزال بعد نجاح ثورتي مصر وتونس.. فسوريا وليبيا واليمن والبحرين.. كلها بلاد أصبحت علي شفا حفرة من الثورة والفوران.. فكيف سيتعامل العربي مع هذه الألغام؟.. فالاختيار صعب فإذا ما إنحاز إلي الحكام.. وهو ما تفعله الجامعة طوال تاريخها.. خسر الشعوب.
أما إذا ما كان اختياره مصالح الشعوب فانه قطعاً سيعادي الحكام..وهم هنا من يختارون الأمين العام.. وهم الذين يضمنون نجاحه أو اخفاقه في مهامه لأن الأمين العام للجامعة لا يصنع سياسة الجامعة وانما ينفذ إرادة الدول العربية بأكملها.
وقد خسرت الجامعة كثيراً في آخر اجتماع لوزراء الخارجية العرب والذي تم من خلاله اختيار العربي.. كأمين عام.. عندما أكد الوزراء تعليقاً علي المظاهرات السورية واليمنية حول أسوار الجامعة ان ما يحدث في كل من سوريا واليمن شأن داخلي.. لا دخل للجامعة العربية به.. وقد تم اتخاذ هذا الموقف ارضاء لدول الخليج التي تري ان هناك فرصة لنجاج المبادرة الخليجية في اليمن!!
رغم ان الجامعة لم تفعل ذلك في الشأن الليبي واتخذت قراراً حاسماً بتعليق عضوية ليبيا في الجامعة العربية وعدم مشاركها في أي نشاط عربي.. فهل سيقدم العربي علي نفس السلوك ويكيل بمكيالين في التعامل مع المطالب المشروعة للشعوب؟!
القضية الفلسطينية » تحدٍ كبير«
أما ثاني التحديات التي يواجهها العربي وستحدد نجاحه من فشله فهي قضية فلسطين.. فإن كان العربي قد نجح في اجراء المصالحة بين فتح وحماس فان استمرار هذه المصالحة وعدم الرجوع فيها تحد أكبر.. كما أن التعامل مع التعنت الاسرائيلي تحد رهيب يواجهه العربي.. خاصة أن الفلسطينيين سيلجأون الي مجلس الأمن في سبتمبر المقبل للموافقة علي قيام دولتهم، وهو ما سيواجه بالتأكيد ويصطدم بالفيتو الأمريكي وهنا لن يكون أمام الفلسطينيين والعرب الا اللجوء الي الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كذلك من المشاكل المطروحة تلك المتعلقة بالسودان والتي نشأت مع الانفصال بين الشمال والجنوب الذي سيدخل حيز التنفيذ في يوليو المقبل وعلي رأسها تلك الخاصة بالنزاع حول منطقة »ابيي« الغنية بالبترول والتي هددت حكومة البشير بنسف الانفصال وعدم الاعتراف بدولة الجنوب في حالة عدم الاتفاق حول مصير المنطقة كذلك لبنان وما يحدث فيه من تحرش اسرائيلي في نزاع بين الأكثرية والأقلية.. كلها قنابل والغام ستحدد مدي نجاح أو فشل العربي في أداء مهمته داخل الجامعة العربية. والسؤال هل سيجعل العربي من الجامعة جامعة شعوب أم جامعة حكام.