قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن التحالف الدولي للإطاحة بنظام العقيد الليبي معمر القذافي يواصل جهوده في هذا الإطار، وإنه يحث دولا عربية حاليا على تولي تمويل وتدريب قوات المعارضة الليبية لتعزيز وضعها الميداني قبل أي مفاوضات لوقف إطلاق النار، أو استئجار شركات أمن خاصة، يعتمد بعضها على عناصر سابقة من القوات الخاصة البريطانية لتدريب قوات المعارضة بتمويل عربي.
ونقلت الصحيفة في عددها الصادر اليوم عن مصادر عسكرية بريطانية رفيعة المستوى قولها إن القرار البريطاني لإيجاد سبل لتدريب وتسليح الثوار دليل آخر على عزم إدارة التحالف طرد القذافي، وإجهاض لما يقوله الثوار عن تردد حلف شمال الأطلسي لتبني حملة قصف أكثر عدوانية على تلك القوات، فالمصادر البريطانية تصر على أن الحرب ببساطة لا يمكن تحقيق النصر فيها من الجو والقوات البريطانية لن يمكن استخدامها على أرض الواقع.
ويوضح التقرير إن هناك تقديرا عاما الآن أن قوات المعارضة غير المنظمة لن تحرز تقدما وحدها، لذا ينظر أعضاء حلف شمال الاطلسي (الناتو) في الطلب من دول عربية مثل قطر والإمارات للقيام بتدريب قوات المعارضة أو دفع تكاليف التدريب، ومعروف أن قطر والإمارات تشاركان عملية ناتو العسكرية في ليبيا حاليا.
ويتوقع أن تأخذ عملية تدريب مقاتلي المعارضة الليبية شهرا على الأقل كي يصبحوا قادرين على المناورة وتحقيق تقدم على الأرض.
وتنقل الصحيفة عن مصدر بريطاني قوله:" إنهم لا يتقدمون، فقط يسيرون على الطريق بالسيارات وحين يرون مدافع موجهة نحوهم يعودون أدراجهم".
ويعتقد أن التدريب، لو تم، لن يكون مناقضا لقرار الأمم المتحدة بالتدخل العسكري في ليبيا إذ أنه يقع تحت عبارة "كل السبل الضرورية" لحماية المدنيين من هجمات القذافي.
وتقدر المصادر البريطانية أن عدد القوات الفعلية بين المعارضين، مع إضافة المنشقين عن جيش القذافي، هو في نطاق المئات أو عدة آلاف قليلة، ويقدر الجميع أنه في مرحلة ما سيكون هناك وقف فعلي لإطلاق النار، والمشكلة أنه حين يحدث ذلك لا يجب أن يكون الوضع العسكري لصالح قوات القذافي.
وحول اتهامات الثوار للناتو بعدم حماية المدنيين من هجمات القذافي، قالت بريطانيا إنها تحرك أربع طائرات تايفون من منطقة حظر الطيران للقيام بأدوار أرضية وقصف قوات القذافي بعد انتقادات الثوار للناتو وفشلهم في حماية مصراتة. وقالت مصادر بريطانية أيضا إنها تراقب عن كثب مخزونات القذافي من غاز الخردل، فلديهم معرفة جيدة بموقعه، وذلك لضمان عدم تأثره بضربات الحلف الجوية، أو الإفراج عن الغاز.