قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الساحة السياسية في مصر الجديدة تشهد حاليا ولادة حالة جديدة تسمى الليبرالية الإسلامية،
بعد اتخاذ اغلب الرموز الإسلامية لخطاب وسطي مع العلمانيين، وسعيهم الحثيث للتقارب مع العلمانيين بالقول إن الأرضية المشتركة بينهم أكثر من الاختلافات.
وأضافت الصحيفة إن ناجح إبراهيم - منظر الجماعة الإسلامية وهي واحدة من المجموعات التي حملت السلاح في وجه الدولة المصرية في الفترة ما بين 1980 و 1990 -كان واحدا من أوائل من استخدموا تعبير الليبرالية الإسلامية في محاولة واضحة لجذب العلمانيين للتقارب.
وقال إبراهيم في أحد خطاباته مؤخرا إن "الليبرالية لديها الكثير من الجوانب الحسنة التي لا تتعارض مع المبادئ العالمية للشريعة الإسلامية، ويمكننا البحث عن شكل من أشكال الليبرالية الإسلامية تكون متوافقة مع معايير المجتمع المصري ولا تعادي القوى الأخرى".
وأضافت الصحيفة أن إبراهيم -الذي دافع سابقا عن العنف *يلة لتغيير نظام مبارك- يقول الآن إن الإسلاميين والعلمانيين لديهم أرضية مشتركة أكثر من الاختلافات، وأن إبراهيم تجنب في الكثير من المناسبات والمقالات توجيه اللوم للعلمانيين والليبراليين أو أي قوى أخرى في الفوضى التي تلت سقوط الرئيس مبارك، وبدلا من ذلك أنحى باللائمة على أنصار النظام السابق.
وأوضحت الصحيفة أن ناجح إبراهيم لم يكن الإسلامي الوحيد الذي عدل من مواقفه واتخذ سبيل الليبرالية الإسلامية، فهناك محمد الزغبي بطل الحركة السلفية -وواحد من أشرس المنتقدين للعلمانية- ودعا مؤخرا الناشطين العلمانيين في البلاد بالقول إن "الإخوة الذين لديهم قلوب طيبة ووطنية يحتاجون فقط إلى معرفة الإسلاميين على نحو أفضل"، وكان قبلها ببضعة أسابيع وصف المتظاهرين العلمانيين في ميدان التحرير بأنهم "حفنة من المشردين".
وأصدر الشيخ أحمد الطيب -إمام الأزهر معقل الإسلام السني - وثيقة سعى من خلالها للتوفيق بين المواقف العلمانية مع نظريات المحافظين، وثيقة الأزهر، التى صدرت في أغسطس الماضي، جاءت فيها أن الدولة المدنية التي يحكمها القانون لن تتعارض مع الإسلام، وينبغي أن تضمن الحريات الفردية في الدستور والقوانين في المستقبل.
ونقلت الصحيفة عن عمرو حمزاوي أحد نجوم العلمانية الصاعدة قوله هناك عدد كبير من أوجه التشابه بين الإسلاميين والليبراليين.. وكحد أدنى كلا الجانبان يبحثان عن بلد يسوده القانون والمواطنة الحقيقية".