لا تريد سوزان مبارك أن تهدأ أو تتراجع.. فمازالت لديها أسلحة كثيرة تحتفظ بها وتحاول استخدامها لإجهاض تحركات ثوار التحرير وإفشال مخططهم في محاسبة الرئيس المخلوع مبارك، ومازالت تعتقد حتي الآن أن بإمكانها إنقاذ رقبة زوجها من الإعدام وأن المظاهرات المليونية التي يشهدها ميدان التحرير لا يمكن أن تؤثر علي مخططها حتي لو اعتصم الشعب كله فهي تتحدي الجميع وتناور بالأسلحة التي تمتلكها.
فعندما كانت سوزان مبارك علي أعتاب سجن النساء بالقناطر بعد أن خضعت لتحقيقات مكثفة في الكسب غير المشروع تمارضت وقضت فترة الحبس الاحتياطي 15 يوما داخل إحدي غرف العناية المركزة في مستشفي شرم الشيخ الدولي.. بعدها انتفض الرئيس المخلوع وهدد بنشر ملف فساد شخصية سيادية يحتفظ به لدي احد أقارب زوجته، والذي هرب الي الخارج بطائرة خاصة فور القبض علي علاء وجمال وإيداعهما سجن طرة ولكن سوزان زوجتة حصلت علي حريتها بعد الإفراج عنها وتنازلها عن كل اموالها وخرجت من القضية بدون ضمان.
الآن بعد ان دخلت محاكمة مبارك مرحلة الجد، جاء الدور علي سوزان لترد الجميل لمبارك الذي لم يتحمل أن يري زوجته في سجن القناطر وأصبح لزاما علي سيدة القصر أن تفتش في دفاترها القديمة ودواليب قصرها لعلها تجد السلاح المناسب الذي تناور به لمنع محاكمة زوجها وبالفعل عثرت عليه بكل سهولة فهي التي كانت تحتفظ بأسرار مصر كلها في قصر العروبة وكانت تسخر كل امكانيات الدولة من أجل مراقبة كل شبر وتفتيت الصعوبات أمام توريث الحكم لابنها.
السلاح الذي عثرت عليه «الهانم» تحدثت عنة صحيفة الديار اللبنانية أوائل الأسبوع الحالي وقالت إن سوزان لديها أشرطة جنسية خاصة ببعض الأمراء العرب وأنها قامت بالاتصال بهم وتهديدهم للتدخل لمنع محاكمة مبارك من خلال الضغط علي المجلس العسكري وأنه في حال حصول مبارك علي حكم إدانة فسوف تسارع بنشر تلك الشرائط..تهديدات سوزان كانت حاسمة وقاطعة: إما إنقاذ مبارك او نشر الفضائح الجنسية فورا.
الواقعة خطيرة جدا خاصة انها تكشف السياسة التي كان النظام السابق يدير بها مصر..وعلي النائب العام ان يحقق في القضية ويكشف تفاصيلها خاصة ان عددا من رموز النظام السابق وردت أسماؤهم فيما كشفته الصحيفة.
احتفظت سوزان بتلك التسجيلات في خزانة خاصة لما يقرب من سبعة أعوام وحصلت عليها في تلك الفترة كنوع من الانتقام من هؤلاء الأمراء بعدما شعرت أنهم يمثلون تهديدا واضحا لخطة التوريث.
فعندما كانت سوزان تبحث لجمال عن ملكة لتكتمل امبراطوريته في الحكم وتشاركه عرشه ظلت تبحث عن أميرة عربية تكون تحت سيطرتها ونفوذها وقادرة علي تلميع وجه الوريث والحفاظ علي صورته أمام الجميع، وعندما وقع اختيارها علي واحدة أرسلت رسالة واضحة الي ملكة تلك الدولة وطلبت منها ترشيح احدي سيدات القصر الملكي للزواج من رئيس مصر القادم كما قالت في الرسالة ورحب الملك بعدما علم بمضمون الرسالة وراح يخاطب جميع أفراد عائلته ويعرض لهم مميزات الزواج من رئيس مصر القادم ومدي النفوذ الذي تتمتع به إلا أن الملك لم يجد شخصية واحدة لديها القبول للزواج من جمال مبارك وفشلت ضغوطه في التأثير علي أي شخصية ولم يجد ما يفعله في الورطة التي وضعة فيها فاستشار اقاربه وأصدقاءه الذين نصحوه بالتجاهل وعدم الرد علي مضمون الرسالة أفضل من أن يرفض الطلب أو يرد بحقيقة ما حدث.
وبعد مرور عدة أشهر لم تجد سوزان ردا علي رسالتها التي تكررت مرتين فاستشاطت غضبا ولم تجد ما ترد به علي إهانة الملك، فقررت الانتقام والرد بطريقتها فاستدعت صفوت الشريف وعرضت عليه الموضوع وطلبت منة الاستفسار عن حقيقة ما حدث في تلك الدولة وأسباب عدم الرد وعلي الفور تحرك الشريف الذي كان يملك اتصالات هائلة وعلاقات متينة مع قادة ومسئولين في تلك الدولة فأخبروه أن بنات العائلة المالكة كلها رفضن الارتباط بجمال مبارك وان الملك مارس ضغوطا عليهم حتي يقبلوا الزواج إلا أنه فشل حتي ان إحدي الفتيات قالت بالنص «إن بنات الملوك لا يجب ان يتزوجن إلا من ملوك».
وعرض الشريف القضية كلها علي سوزان مبارك التي انفجرت غيظا وطلبت منه أن يبحث لها عن أسلوب مناسب للرد علي إهانات تلك الدولة وإسكات المسئولين فيها حتي لا يبوحوا بالسر الأعظم الي وسائل الإعلام وتحرك الشريف بناء علي أوامر سوزان واستعان بالشرائط التي كان يحتفظ بها لبعض الملوك العرب ومنها ملك تلك الدولة وبعض الوزراء فيها وقام بمنح التسجيلات كاملة التي تخص ملك تلك الدولة وبعض الحكام العرب أيضا الي سوزان التي وجدتها وسيلة مناسبة للرد ولكنها تحت ضغوط من مبارك نفسة لم تسرب تلك التسجيلات واحتفظت بها في خزائنها لعلها تجد فيها منفعة في وقت آخر.
والآن بعد أن شعرت أن راس مبارك قريب من حبل الإعدام وأنها تمثل حلا لإنهاء حالة من الفوضي السياسية التي تعيشها مصر الآن أخرجت تلك الشرائط من خزانتها وأرسلت رسائل تهديد واضحة الي مسئولين مصريين مازالوا في الحكم وبعض الملوك والأمراء العرب بنشر التسجيلات الخاصة بهم والتي تتضمن وقائع جنسية صريحة في حالة عدم تدخلهم والضغط علي المجلس العسكري لمنع صدور حكم ضد مبارك.
والغريب أن بعض الدول العربية بدأت في بث برامج ونشر مقالات تطالب المصريين بالعفو عن مبارك وعائلته.
وما حدث لا يعدو محاولات لاسترضاء سوزان التي يمكن ان تفقد عقلها في لحظة معينة وتقوم بنشر التسجيلات وتهدد عرش بعض الملوك والأمراء الذين اتخذوا مواقف سلبية من محاكمة مبارك ورفضوا الاستجابة لرغبات الشعب وساروا عكس الاتجاه.