دمعة حزن المديـرة العامـة
تاريخ التسجيل : 06/07/2009 المشاركات : 8744 التقييم : 50 النقاط : 10540 العمر : 34 الجنس : الإقامة : المهنة : العمل/الترفيه : الرسم الهواية : مزاجى :
سمسمة: قصة عذابي مع الزمن ثلاثة حكايات,,,حكايتي الاولى..فقدت حبيبي مدى الحياة,,,والثانية..ذهب العمر مع الذكريات,,,والثالثة..لوعة على كل ما فات إلى يوم الممات,,,وقصة حلمي مع الزمن ثلاثة أحلام،،،حلمي الأول.. ذهب مكبل بالأنين والأهات،،،وحلمي الثاني.. استيقضت ووجدت قلبي غارقاً ببحر الدمعات،،،وحلمي الثالث.. ما زلت أحلم وأدعو ان يوفقنى رب الارض والسموات
| موضوع: حرية بالالوان الأربعاء 27 يوليو 2011 - 16:22 | |
| تذكير بمساهمة فاتح الموضوع : وللحريِّة الحمراءِ بابٌ بكلِّ يدٍ مضرجةٍ يُدَقُّ
ربما كان شوقي يعني بالحريِّةِ حريتكَ - أيَّها العربي - في اختيار طريقة حريتكَ في اختيار شكل حياتكَ وتحديد محلِّكَ من الإعراب في جُملةِ هذا الوطن.
ولهذا طلى شوقي هذا النوع الفريد من الحريَّةِ باللونِ الأحمر الفاقع وأهداهُ على شكلِ بيتِ شعرٍ عمودي إلى كلِّ الجرحى والقتلى والمطاردينَ مِن زبانيةِ الموتِ والعذابِ والمحاطينَ كالأرانبِ المذعورةِ بكلابِ الصَّيدِ و فوهاتِ البنادقِ وأسنِّةِ الحرابِ والسَّكاكين.
حاولتُ أن أدَقَّ هذا البابَ مراراً..
كانتَ المرَّةُ الأولى في اليومِ الذي تفتَّحتْ فيه عيناي بعد أربعين يومٍ من ولادتي على سمائنا التي تشبهُ سقف زنزانةً منفردةٍ وحدود بلادنا التي تشبه جدران زنزانةٍ منفردةٍ بلا نوافذ. يومها أخبرتني أمي أنَّ خلف بابِ هذه الزنزانةِ وحشٌ أسطوري اسمه الحريّة يأكل الصبيان والبنات معاً ولا يستثني الكبار..ولقنتني كلَّ التعاويذ والتمتمات التي تحميني من مجرِّد التفكيرِ في ملامحه.
لكنَّ شوقي كذبَ عليَّ و أخبرني أنَّهُ شيء جميل وأنَّ البابَ الذي هو خلفهُ بكلِّ يدٍ مضرَّجةٍ يدقُّ وأنَّ عليَّ المحاولة...
وأنا إنسانُ فضولي يا ربي , أريدُ أن أعرفَ كلِّ شيء , حتى ولو فعلتُ ذلكَ كذبابةٍ على أنفِ رجلٍ عصبي المزاج. استمرت محاولات " الدقِّ " منذ ذلك اليوم وحتى السَّاعة..و ستستمرُ على الأغلب حتى قيامِ السَّاعة. وستبقى يدي مضرَّجةً بحبري ودمعي ودمي كما كانتْ يوم ولادتي.. وسيبقى البابُ ساخراً من عبثيةِ محاولاتي المستمرة.
هذا عنِ الحريِّةِ الحمراء..
فماذا عن الألوان الأخرى للحريّة ؟ الحريّةُ البيضاء بلا أي أبواب تحتاجُ إلى أيدٍ مضرَّجةٍ أو غيرِ مضرَّجةٍ لدقِّها. وهي حريّتكُ - أيَّها العربي - في التزامِ الصَّمت.. لأنَّ كلَّ ما تقولهُ قد يُستخدمُ ضدَّكَ وضدَّ أصولكَ وفروعكَ وجميع من تربطكَ بهم صلةٌ حتى الجدِّ السَّابعِ والحفيدِ السَّابع والجّار السَّابعِ والصَّديق السَّابع.
حريّتكَ في أن تكونَ أميَّاً رغم شهادتك العالية ومنصبكَ الأكاديمي..
حريّتكَ في أن تظلَّ جاهلاً رغمَ معرفتكَ - المفترضةَ - بكلِّ ما يدور من حولك.. حريّتكَ في أن تضع نفسكَ على شمالِ المعادلة كأيِّ صفرٍ آخر رغمَ قدرتكَ - المفترضة - على القفزِ بسهولةٍ إلى اليمين.
الحريّةُ الصفراء ببابٍ واحد يشبهُ ثقباً في جدار أسمنتي
وهي حريتكَ - أيَّها العربي - في تعاطي الأوكسجين الملوَّث برئاتِ الآخرين قبل وصولهِ إلى رئتيك. والآخرون - ولأنهم يحبّونكَ ويخافون عليكَ كما خافت عليَّ أمي في بدايةِ هذا المقال - قد عملوا مثل كيميائيين محترفين على تنقية كلِّ الشوائبِ التي كانت عالقةً بالأوكسجين الأول الذي خلقهُ الله لك. أنتَ لستَ بحاجةٍ إلى تلكَ الشوائب صدقني..لأنكَ ستختنقُ بها حتماً إن لم تكن رئتاكَ كرئاتهم تستطيعُ أن تحوِّلَ الأوكسجينَ إلى مورفين.
الحريّةُ الزرقاء بابها في الأعلى
وهي حريّتك - أيَّها العربي المُنتمي إلى الفئةِ العربية النَّاجية - في الطيرانِ فوقَ الحدودِ والنظرياتِ والقوانين والأعراف ورؤوسُ العبادِ وعظامهم. هل تمتلكُ جناحين ؟ حلِّق إذاً ورفرف وحدك أو في سرب واختر الجهةَ والارتفاع الذي تريد. ولا تكترث قليلاً أو كثيراً بالذينَ يصفقون لصفاقتكِ في الأسفل كثيراً ويقولون " ياااااي " كلما سقطت ريشةٌ مقدسّةٌ من ريشكَ الملوَّنِ كريشِ طاووس فتسابقوا للتبرِّكِ بها كما يتبرَّكُ السكارى بثوبِ راقصةٍ في ملهى ليلي.
الحريّةُ السوداء بابها في الأسفل..
لا تقلق - أيَّها العربي - ولا تتعب نفسكَ في دقِّ هذا الباب.. ثمةَ من يدقُّهُ عنك..أما أنتَ فما عليكَ إلا تجهيز الكفن وانتقاء سببٍ وجيه من الأسباب المتاحة للموت في سجلات مكاتب دفن الموتى
|
|