ريم مشرفة
تاريخ التسجيل : 08/01/2011 المشاركات : 2382 التقييم : 18 النقاط : 3128 الجنس : الإقامة : مزاجى :
| موضوع: مهر الحور العين الثلاثاء 26 يوليو 2011 - 16:21 | |
| تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
كظم الغيظ مهر الحور العين
من القرآن
{الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } (آل عمران 134)
{وَلَاتَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ*وَمَايُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَايُلَقَّاهَا إِلَّاذُو حَظٍّ عَظِيم ٍ} (فصلت: 34- 35)
ماذا قال الحبيب صلوات ربى وتسليماته عليه
عَنْ معاذ بن جبل رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي قال "من كظم غيظا وهو قادرعَلَى أن ينفذه دعاه اللَّه سبحانه عَلَى رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره مِنْ الحور العين ما شاء" رواه أبو داود والْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ قال "ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" متفق عَلَيهِ.
أحلى ما قال السلف
عبد الله بن عون كان التابعي عبد الله بن عون لا يغضب فإذا أغضبه الرجل قال له: بارك الله فيك
زين العابدين بن علي سب رجل يوما زين العابدين بن علي فقال:ما ستره الله عنك من عيوبنا أكثر.. ألك حاجة نعينك عليها؟! وخلع عليه ثوبه وأمر له بألف درهم فقال له الرجل:إنك من أولاد الأنبياء
أنس بن مالك قال أنس بن مالك في قوله تعالى (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) هو الرجل يشتم أخوه فيقول: إن كنت كاذبا فغفر الله لك وإن كنت صادقا فغفرالله لي
ابن المبارك قيل لابن مبارك :أجمع لنا حسن الخلق في كلمة فقال: ترك الغضب
الغضب
كظم الغيظ... به تغلب الشيطان أحبائي في الله من الملاحظ في المعاملات الاجتماعية بين الناس أن بعضهم قد يسيئون إلى إخوانهم إساءات مختلفة،في ألسنتهم،في أيديهم،في غيرذلك من جوارحهم، في تصرفاتهم المالية أوغير المالية،وقد تمس الإساءة النفس، أو تمس العرض والشرف، أو تمس المال والمتاع، أو تمس الأهل والعشيرة...إلخ.
ولما كان الأمر بهذه الصورة فإن هذه الإساءة لو تعامل معها المرء للوهلة الأولى مستجيبًا لحظ نفسه وهواه لترتب على ذلك شرعظيم وفساد ذات البين،وانتشار العدوات بين أبناء المجتمع.
وقد وجه الله تعالى عباده المؤمنين لضرورة التحلي بالصبر وكظم الغيظ، بل والدفع بالتي هي أحسن (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [فصلت:34،33].
فما أحوجنا إلى هذا الخلق العظيم لتقوى الروابط وتتآلف القلوب، ويُبنى ما تهدم من الروابط الاجتماعية، ولننال رضى الله وجنته (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران:133، 134].
إن الشرع المطهرقد أجازلنا أن نعاقب بمثل ما عوقبنا به، لكنه مع ذلك بيَّن أن العفو وكظم الغيظ أفضل وأحسن (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ)[النحل:126].
من فضائل كظم الغيظ
إن لكظم الغيظ فضائل عظيمة؛ فبالإضافة إلى ما سبق من الفضائل هناك جملة من الفضائل الأخرى التي نطقت بها هذه الأدلة،منها:
1- عن ابن عمر- رَضي الله عنهما -: أن رجلا جاء إلى النبي فقال:يا رسول الله! أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله " أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس،وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور يدخله على مسلم،أو يكشف عنه كُربةً،أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا،ولأن أمشي مع أخٍ في حاجةٍ أحبُّ إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - يعني مسجد المدينة - شهرًا، ومن كفَّ غضبه ستر الله عورته،ومن كظم غيظه - ولو شاء أن يمضيه أمضاه - ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة،ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى يتهيأَ لهُ؛ أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام".
2- عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله"ما من جُرعَةٍ أعظم أجرًا عند الله من جرعةِ غيظ كظمها عبدٌ ابتغاء وجه الله".
3- عن أنس رضي الله عنه أنه قال: إن النبي مَرَّ بقومٍ يصطرعون؛ فقال:"ما هذا؟" قالوا:فلانٌ ما يُصارع أحدًا إلا صرعه، قال:"أفلا أدلكم على من هو أشد منه؟ رجلٌ كلمه رجلٌ فكظم غيظه فغلبه وغلبَ شيطانه وغلب شيطان صاحِبِهِ".
4- عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: خرج رسول اللّه إلى المسجد وهو يقول بيده هكذا- فأومأ أبوعبد الرحمن بيده إلى الأرض-"من أنظر معسراً أو وضع عنه؛ وقاه اللّه من فيح جهنم، ألا إن عمل الجنة حَزْن بربوة(ثلاثاً)،ألا إن عمل النار سهل بشهوة، والسعيد من وقي الفتن،وما من جرعة أحبُّ إليَّ من جرعة غيظ يكظمها عبدٌ،ما كظمها عبدٌ للّه إلاَّ ملأ اللّه جوفه إيماناً".
5- عن معاذ بن أنس عن أبيه رضي الله عنهما أن رسول الله قال: "من كظم غيظًا وهو قادرٌعلى أن يُنفذه دعاه الله عزوجل على رؤوس الخلائق حتى يُخيِّره من الحور ما شاء". وعلى هذه الأخلاق النبيلة تربى السلف رضي الله عنهم ...
1- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "من اتقى الله لم يشفِ غيظهُ، ومن خاف الله لم يفعل ما يُريدُ، ولولا يومُ القيامة لكان غير ما ترون".
2- عن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال: قدم عيينة بن حصن فنزل على ابن أخيه الحرابن قيس، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر، وكان القراء أصحاب مجلس عمر ومشاورته كهولاً أو شباناً. فقال عيينة لابن أخيه:يا لك وجه عند هذا الأميرفاستأذن لي عليه قال:سأستأذن لك عليه، فاستأذن الحر لعيينة، فأذن له عمر. فلما دخل عليه قال:هي يا ابن الخطاب! فوالله ما تعطينا الجزل، ولا تحكم فينا بالعدل! فغضب عمر حتى همَّ أن يوقع به. فقال له الحر:يا أمير المؤمنين! إن اللَّه تعالى قال لنبيه (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) [الأعراف 199]. وإن هذا من الجاهلين. والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان واقفاً عند كتاب اللَّه.
3- جاء غلام لأبي ذر رضي الله عنه وقد كسررجل شاةٍ له فقال له: من كسررِجل هذه؟ قال:أنا فعلتُهُ عمدًا لأغيظك فتضربني فتأثم. فقال:لأغيظنَّ من حرَّضك على غيظي، فأعتقه.
4- شتم رجلٌ عديَّ بن حاتم وهو ساكتٌ، فلما فرغ من مقالته قال: إن كان بقي عندك شيءٌ فقل قبل أن يأتي شباب الحي، فإنهم إن سمعوك تقول هذا لسيدهم لم يرضوا.
5- قال محمد بن كعب رحمه الله تعالى: ثلاثٌ من كُنَّ فيه استكمل الإيمان بالله:إذا رضي لم يُدخله رضاه في الباطل، وإذا غضب لم يُخرجه غضبُهُ عن الحق، وإذا قدر لم يتناول ما ليس له.
6- قال رجلٌ لوهب بن منبه رحمه الله تعالى: إن فلانًا شتمك. فقال:ما وجد الشيطان بريداً غيرك؟!.
7- قال الغزالي رحمه الله تعالى: إن كظم الغيظ يحتاج إليه الإنسانُ إذا هاج غيظُهُ ويحتاجُ فيه إلى مجاهدةٍ شديدة، ولكن إذا تعود ذلك مدة صار ذلك اعتيادًا فلا يهيج الغيظ، وإن هاج فلا يكون في كظمه تعبٌ، وحينئذ يُوصف بالحلم.
8- وذكرابن كثير رحمه الله من صفاتِ أصحاب الجنة عند تفسيرالآية (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) إلى قوله: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ) فقال:إذا ثار بهم الغيظ كظموه بمعنى كتموه فلم يعملوه، وعفوا مع ذلك عمن أساء إليهم.
9- ذكر ابن كثير في سيرة عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى أن رجلاً كلمه يومًا حتى أغضبه، فهم به عمر، ثم أمسك نفسه، ثم قال للرجل: أردت أن يستفزني الشيطان بعزة السلطان، فأنال منك اليوم ما تناله مني غدًا؟ قم عافاك الله، لا حاجة لنا في مقاولتك. فهيا أحبابنا نعوّد أنفسنا كظم الغيظ والتحلي بالحلم عسى أن يملأ الله قلوبنا إيمانًا وحكمة، ويزيدنا يوم القيامة رفعة.
التطبيق العملي إذا غضبت فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم أو توضأ. وغير موضعك فإن كنت جالسا فقف أو قائما فاقعد. وإن شاء الله يذهب عنك الغضب هيا معا نحيي سنة الحبيب
صلاة الحاجة روى أحمد بسند صحيح عن أبي الدرداء أن النبي قال: من توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى ركعتين يتمهما أعطاه الله ما سأل معجلا أو مؤخرا سبحان الله من منا ليس عنده مشاكل؟؟ ومن منا ليس عنده آمال يسعى إلى تحقيقها ؟ أليس أشرف للمسلم الموحد بالله أن يلجأ إلى الله تعالى وأن يلح عليه ويسأله فهذا أفضل من أن يدعو غير الله أو يسأل غير الله تعالى |
|