رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن المجلس العسكري الحاكم في البلاد يسعى لتوطيد وتقوية العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين للاستفادة من شعبيتهم الهائلة في الشارع لمواجهة الناشطين الليبراليين واليساريين الذين يشنون حملة ضده ويتهمونه بخيانة الثورة.
وقالت الصحيفة اليوم الثلاثاء إن المجلس العسكري الحاكم في مصر والناشطين الذين يسعون لتغييرات كبيرة وسريعة يتجهون إلى الاصطدام المباشر، في الوقت الذي يسعى العسكري لمحاولة كسب التأييد الشعبي من خلال دعمهم لجماعة الإخوان المسلمين التي لديها نفوذ واسع جدا في الشارع المصري.
وأضافت الصحيفة أن الناشطين الشباب لن يتراجعوا عن مهاجمة العسكري، ويراهنون على تزايد استياء المصريين من طريقة إدارة الجيش للبلاد، وفي المقابل يسعى الجيش - الذي تولى السلطة منذ الإطاحة بمبارك في فبراير الماضي- لشن حملة إعلامية مكثفة ضدهم وتصويرهم على أنهم أقلية مشاغبة لديها أجندات أجنبية لدفع البلاد نحو الفوضى، والاستيلاء على السلطة.
وتابعت الصحيفة أن الجيش في الوقت نفسه، يسعى لتقوية علاقاته بجماعة الإخوان المسلمين القوية، التي انضمت للشباب الليبرالي واليساري خلال الثورة التي أطاحت بمبارك، لكنها منقسمة معهم منذ ذلك الوقت حول العديد من القضايا، للاستفادة من الدعم الشعبي الواسع الذي تتمتع به الجماعة لمواجهة نفوذ المتظاهرين الليبراليين.
وأشاد اللواء محمد عصار - عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة - بجماعة الإخوان المسلمين أمس الاثنين، وقال: "إنها تلعب دورا بناء في مرحلة ما بعد مبارك".
وأضاف في خطاب ألقاه في واشنطن بمعهد الولايات المتحدة للسلام: "يوما بعد يوم تتغير الإخوان وتحصل على مسار أكثر اعتدالا .. إنهم لديهم الرغبة في المشاركة في الحياة السياسية".
وحذرت الصحيفة من أن التوتر القائم بين المعسكرين ( العسكري – والليبراليين ) يمكن أن يغرق مصر في الفوضى، ويمكن أن يعرقل انتقال البلاد إلى الديمقراطية، وهذا الفشل يمكن أن يكون له تداعيات أوسع على المنطقة التي تتطلع إلى مصر لتقدم نموذجا للانتفاضات المؤيدة للديمقراطية في أماكن أخرى من العالم العربي.