"ماذا سيحدث عندما يتم تأجيل محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك المقررة الشهر القادم؟".. سؤال طرحته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية لمعرفة رد فعل المصريين الذين يتوقعون بكل تأكيد تأجيل محاكمة مبارك، هو ما يثير مخاوف من انزلاق البلاد نحو المجهول خاصة وأن هناك بعض الناشطين يخططون لاحتجاجات غير مسبوقة إذا تأجلت.
وقالت الصحيفة اليوم الأحد من المقرر رسميا بدء محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك بعد نحو 10 أيام بتهم يمكن أن تصل عقوبتها للإعدام، والسؤال المقلق في القاهرة الآن ليس ما إذا كان سيتم إدانته أم لا، ولكنه ماذا سيحدث عندما يتم تأجيل محاكمته؟.
وأضافت أن القلق الآن هو كيف سيكون رد فعل المصريين ضد مبارك إذا ما تم تأجيل محاكمته المقررة مطلع الشهر المقبل، وفي محاولة لاستباق الأحداث، يخطط بعض الناشطين بالفعل للاحتجاجات غير مسبوقة قد تقود البلاد نحو المجهول، خاصة أنهم يعتقدون أن موضوع محاكمته هي مجرد مسرحية وجزء من التنازلات الفارغة التي تقدمها الحكومة العسكرية بعد كل مظاهرة كبيرة في ميدان التحرير.
ونقلت الصحيفة عن محمود خضيري القاضي السابق قوله إن:" العلامات تظهر أنه ليس هناك نية لمحاكمته.. أنا واثق من ذلك"، وإنني أخطط للسفر لشرم الشيخ، حيث يوجد مبارك، للمشاركة في الاحتجاج المقرر 5 أغسطس بعد تأجيل المحاكمة المقررة 3 أغسطس.
وبحسب الصحيفة، فإن محاكمة مبارك تخيف البعض من أن تكون منهاجا تسير عليه بعض الدول الأخرى، فالبعض في شوارع تلك البلدان قلقون من أن محاكمة مبارك ستشد عزيمة قادة تلك الدول التي تشهد ثورات لعدم التخلي عن السلطة.
وفي مصر ، رغم القلق مما قد يحدث في هذه الأثناء، خاصة بعد خمسة أشهر من تصاعد المظاهرات التي تدعو للعدالة ضد مبارك الذي يواجه اتهامات بالفساد وبقتل المتظاهرين، يحذر البعض من انفجار بركان غضب إذا لم يحضر في الموعد المحدد للمحاكمة أو يتم تأجيلها.
ونقلت الصحيفة عن أحد المتظاهرين ويدعى محمد صبري الجزار (34 عاما) قوله:" اعتقد انه سيكون وضعا حرجا إذا لم يظهر في قفص الاتهام".
وأوضحت الصحيفة أن هناك أسبابا كثيرة للشك في أن مبارك قد يحاكم أولها أن موعد المحاكمة سيكون خلال شهر رمضان، وفي هذا الشهر تكون روح المحبة والإخاء عالية لدى المصريين، إلا أن الصحيفة تشير إلى أنه بدون عذر شهر رمضان فإن رجال مبارك تم تأجيل محاكمتهم أكثر من مرة.
ثم هناك تساؤلات حول صحة الرئيس مبارك والتي تمنعه من السجن أو المحكمة، فقد مكث في مستشفى بالقرب من منزله الصيفي بشرم الشيخ منذ عانى من آلام في القلب خلال استجوابه الأولي، واعتبر مسئولون حكوميون وضعه الصحي حساس للغاية بالنسبة السجن.
ومع اقتراب موعد المحاكمة، أثار محاميه فريد الديب مرتين إنذارات حول الأمراض الأخرى التي قد تمنع مبارك من المحاكمة، بما في ذلك السرطان والسكتة الدماغية ودخوله في غيبوبة رغم أن الأطباء نفوا ذلك.
واختتمت الصحيفة بالقول إن المصريون يصرون أيضا رغم النفي الرسمي، أن الممالك الغنية بالنفط - والجهات المانحة المحتملة - مثل المملكة العربية السعودية تمارس ضغوطا ضد محاكمة علنية، خوفا من أن ذلك سوف يشجع التمرد في أماكن أخرى من المنطقة.