اعتبرت مجلة "أتلانتيك" الأمريكية، أن خروج المتظاهرين إلى ميدان التحرير مرة أخرى، بمثابة وضع الثورة في "غرفة الإنعاش" لإعادة إحيائها مرة أخرى، ولتصحيح مسارها، بعدما تعرضت لهزات كثيرة منذ الانتهاء من هدفها الأولي وهو إقصاء مبارك ورموز حكمه في فبراير الماضي.
وأوضحت المجلة أنه لأول مرة منذ منتصف فبراير، يمتلئ الميدان بأكمله بحشود ضخمة، ممن لا يمكن تعريفهم مطلقاً بأنهم نشطاء سياسيون. وقد كثر المتظاهرون لأنهم تجمعوا لأجل هدف لا يمكن لأحد منهم الاختلاف عليه، وهو محاكمة مبارك وأفراد الحكم السابقين، خاصة أفراد الشرطة الذين قتلوا المتظاهرين المسالمين. وتكررت كلمتان في الميدان: العدالة والقصاص.
وأضافت المجلة أن المتظاهرين رددوا هتافات تقول "لن تضيع دماء الشهداء" وهم يحملون صوراً لحسني مبارك معلقاً في مشنقة. وكثيرون منهم قالوا إنهم لم يشاركوا في أي مظاهرات منذ فبراير، لكنهم أتوا من أجل حث المجلس العسكري على المسارعة بمحاكمة مبارك وإصلاح الشرطة.
وضمت المظاهرة أناسا من مختلف الأطياف من الإسلاميين سواء الإخوان المعتدلين أو السلفيين المتشددين والليبراليين والاشتراكيين والأصوليين الماركسيين والشباب الذي لا ينتمي لأي أحزاب أو أيديولوجيات.
ونقلت المجلة حوارات كثيرة منها ما دار بين سلفي وإخواني عن مدى ثقتهما في المجلس العسكري. وقال محمد علي وهو سلفي عمره 34 عاما إنه يريد توجيه رسالة إلى الرئيس باراك أوباما وهي "نحن لسنا عرائس ماريونيت في يديك وسيكون الشعب هو من يحدد مصيره. لا يهمنا ما تنفقه من مال لأن زمان عملاء أمريكا قد ولى. ولسنا إرهابيين بل مسلمون."
وقرر الإخوان المسلمون في آخر لحظة أن يشاركوا بعد أن وافق النشطاء الشباب على عدم الإلحاح على مطلبهم بأن يكون الدستور أولا قبل الانتخابات. لكن الإخوان غادروا الميدان عند الغروب ولم يؤثر هذا على الميدان الذي ظل يردد هتافات ضد المشير طنطاوي ورموز النظام القديم في مصر.
ونقلت المجلة قول "باسم كامل" المنضم للحزب الديمقراطي الاشتراكي، ذو التوجه اليساري: "نعتقد أن الإسلاميين لم يعودوا يهتمون بالوحدة الثورية لكننا سنظل أوفياء للثورة."
واختتمت المجلة بقولها إن المعارضة تفتت إلى عشرات الأحزاب ولم تتحقق مكاسب كثيرة للثورة، وهو ما شعر به الثوار الذين جاءوا إلى ميدان التحرير وتحملوا الحر الشديد الذي سبب الكثير من حالات الإغماء بينهم.