شتباكات بين أتباع الشيخ الأحمر والجيش يسقط فيها 6 قتلى بـوادر انزلاق يمني نحــو المواجهــات الأهليــة المصدر:
- صنعاء ــ «البيان» والوكالات
التاريخ:
24 مايو 2011
شهد اليمن، أمس، تطورين لافتين، غداة رفض الرئيس اليمني
التوقيع على المبادرة الخليجية: الأول عسكري، حيث دارت اشتباكات بين القوات
الحكومية ومسلحين من أتباع زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر، في شمال
العاصمة صنعاء، ما أوقع قتيلين و25 جريحاً. والثاني سياسي، حيث انشق أحد
قادة حزب المؤتمر الشعبي الحاكم عن الحزب، اعتراضاً على موقف الرئيس من
المبادرة، وعلى محاصرة مناصري الحزب لسفارة الإمارات في صنعاء، وفيها أمين
عام مجلس التعاون الخليجي.
وفي الشق الميداني، قال شهود عيان إن اشتباكات عنيفة دارت بين مسلحين
قبليين يتبعون الشيخ صادق الأحمر، الذي يؤيد الثورة المطالبة برحيل الرئيس
علي عبدالله صالح، وأفراد من قوات الأمن في حي الحصبة بشمال صنعاء، استخدمت
فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وأسفرت المواجهات، التي استمرت أكثر من ساعة، واخترقت خلالها بعض
الطلقات مبنى وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، عن مقتل ستة أشخاص من قبائل
حاشد وإصابة 39 آخرين بجروح.
وفي حين اتهمت المعارضة قوات الحرس الجمهوري بمهاجمة أفراد حراسة الشيخ
الأحمر وإطلاق النار عليها. حضّ المحتجون المعارضون للحكومة شيوخ العشائر
على تجنب الانجرار إلى حرب أهلية بعد رفض الرئيس التوقيع على اتفاق تسليم
السلطة.
وقال الناشط وليد العماري، لوكالة الأنباء الألمانية: «سنتصل بزعماء
العشائر ورجال القبائل لمساعدتهم على أن يفهموا أن الرئيس مراوغ، ولكي
ننصحهم بألا ينجروا إلى حرب أهلية». واتهم صالح بأنه يحاول إذكاء
الانقسامات في صفوف المعارضة. وكان صالح اتهم المعارضة مراراً بجر البلاد
إلى شفا حرب أهلية.
تحذير من الاقتلاع من جهتها، حذّرت المعارضة الرئيس صالح، من أن الثورة «ستقتلعه» إذا لم يوقّع على المبادرة الخليجية.
وقال الناطق باسم تكتل اللقاء المشترك المعارض، محمد قحطان: «إذا لم
يوقع صالح فالثورة ستقتلعه وتطرده من السلطة»، واتهم صالح بالتنصل من
التوقيع، وبأنه «متهالك على السلطة».
وشدد الناطق على أن المعارضة في أي توقيع في القصر الجمهوري كما اشترط
صالح، معرباً عن استعداد المعارضة للتوقيع في سفارة دولة الإمارات أو
الرياض أو أي عاصمة خليجية.
انشقاقفي غضون ذلك، أعلن عضو اللجنة العامة (المكتب السياسي) في حزب المؤتمر
الشعبي الحاكم، أحمد صوفان، استقالته من منصبه في الحزب، احتجاجاً على
محاصرة مسلحين موالين للرئيس صالح مبنى سفارة الإمارات في صنعاء.
وقال أحمد صوفان، في تصريح صحافي: «أعلن عن استقالتي من اللجنة العامة
للحزب احتجاجاً على ما قام به بعض كوادر المؤتمر وأنصاره بمحاصرة سفارة
الإمارات العربية المتحدة والسفراء الذين كانوا مجتمعين داخلها.. واحتجاجاً
على عدم قيام الأمانة العامة في الحزب بتقديم اعتذار للسفراء».
تنديد غربي بتصرف ومراوغة صالح عبّرت بعض الدول الغربية عن استيائها من تنصل الرئيس اليمني علي عبدالله
صالح من توقيع المبادرة الخليجية، وعبّرت الولايات المتحدة وفرنسا عن خيبة
أملهما. وعبرت الولايات المتحدة، على لسان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون،
عن خيبة أملها الشديدة إزاء رفض صالح توقيع المبادرة.
وقالت هيلاري في بيان إن «الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل شديدة إزاء
رفض الرئيس صالح المستمر للتوقيع على مبادرة مجلس التعاون الخليجي»،
وأضافت: «إنه يتنصل من التزاماته ويزدري بالتطلعات المشروعة للشعب اليمني».
من جانبها، نددت فرنسا أمس بالسلوك «غير المسؤول وغير المقبول» للرئيس
اليمني.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان الرئيس
اليمني «يتحمل بتراجعه عن التزامه مسؤولية هذا الفشل وتبعاته إزاء الشعب
اليمني والأسرة الدولية».
وأردف القول: «نندد بشدة بموقف أنصار الرئيس اليمني الذين يعرقلون حرية
تنقل» موفد مجلس التعاون الخليجي والسفراء في صنعاء والذين كان من المفترض
أن يتوجهوا إلى القصر الرئاسي لحضور مراسم التوقيع. وتابع انه «في حال واصل
الرئيس صالح عدم الوفاء بالتزاماته فإن فرنسا مستعدة لاستخلاص العبر،
بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي وشركائها الأوروبيين»، من دون أن يحدد ماهية
الإجراءات التي يمكن أن تتخذ.
أما رئيسة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون فثمّنت
«الجهد المتميز» الذي قام به مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الأزمة
اليمنية. وقالت في تصريحات للصحافيين إنها ستتناقش مع مجلس التعاون الخليجي
قبل اتخاذ أية خطوة أخرى لأنه من المهم أن نعرف الوضع على حقيقته.