وقالت الصحيفة اليوم الاثنين إن الثورات التي تجتاح الشرق الأوسط أعطت بعدا جديدا يوم أمس في ذكرى النكبة، حيث سعى المئات لاختراق حدود إسرائيل تأييد للفلسطينيين، وهو ما ردت عليه إسرائيل بوابل من الرصاص قتل ثمانية أشخاص على حدود إسرائيل مع لبنان وسوريا وقطاع غزة في الذكرى 63 للنكبة.
ولقي شخصان مصرعهما وأصيب أكثر من 100 عندما فتحت القوات الإسرائيلية النار على محتجين اخترقوا من السياج الحدودي بين سوريا وإسرائيل ومرتفعات الجولان المحتلة وساروا إلى وسط قرية مجدل شمس، والقرية تحت السيطرة الإسرائيلية منذ حرب الأيام الستة عام 1967، وهذه هي المرة الأولى التي يخترق فيها أي شخص السياج الحدودي، والتي يحيط بها حقول الألغام وتحرسها الأمم المتحدة وإسرائيل وسوريا.
وأدانت سوريا الهجوم واعتبرته بمثابة "أعمال إجرامية" من جانب إسرائيل، وهو ما رد عليه مسئولون إسرائيليون بالقول إن الاختراق "استفزاز" يحمل "بصمات إيران".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقد أصدرت تعليماتي للجيش للعمل مع أقصى درجات ضبط النفس لمنع أي عمليات تسلل إلى حدودنا .. ونحن مصممون على حماية حدودنا وسيادتنا".
وتوضح الصحيفة أن أسوأ الأحداث وقعت عندما حاول آلاف من المتظاهرين في جنوب لبنان بقرية مارون الرأس كسر السياج الحدودي واختراق الحدود الإسرائيلية، حيث أطلقت القوات الإسرائيلية واللبنانية طلقات تحذيرية وأسفرت عن مقتل خمسة أشخاص. ونقلت الصحيفة عن ماثيو كاسل أحد شهود العيان قوله:" الجيش اللبناني بدأ بإطلاق النار في الهواء من دون توقف وكان هناك تدافع واللاجئون يفرون".
وتشير إلى أن قطاع غزة لم يكن بمنأى عن تلك الأحداث، حيث وقع عدد من القتلى في غزة، حينما تظاهر الآلاف على معبر اريز الحدودي مع إسرائيل، وفتح حراس الحدود النار بقذائف الدبابات والرشاشات، وقال مسعفون في غزة قتل شخص واحد وأصيب أكثر من 40 آخرين، وكانت هناك أيضا اشتباكات عنيفة بين الفلسطينيين والاحتلال في الخليل والقدس الشرقية، وقلنديا، والولجة.
ونقلت الصحيفة عن محمد عليان من اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة :إن" الشعب الفلسطيني اليوم أكثر صلابة في مواجهة الاحتلال وسياسة التطهير العرقي وسيتم تدمير المؤامرة الصهيونية ضد شعبنا". وفي وقت سابق قال إسماعيل هنية، "نأمل بشكل كبير وضع حد للمشروع الصهيوني في فلسطين".
وبحسب الصحيفة، فقد أصابت هذه التحركات بخاصة من على الجانب السوري رعب إسرائيل التي وقف قادتها يصرخون بسبب عدم كفاية الإجراءات وعدم تحسب الجيش للتحرك السوري، حيث أحتج العميد يوآف مردخاي بالقول لم يكن في مجدل شمس سوى حفنة من الجنود الإسرائيليين واخذوا على حين غرة حينما وجدوا أكثر من 1000 حافلة ظهرت على الجانب السوري من الحدود.
وقال أحد سكان مجدل شمس :" لا أعتقد أنهم (الإسرائيليون) كانوا على استعداد حقا لشيء، واستغرق أكثر من ساعة لاستدعاء قوات من الاحتياط .. ودخلنا القرية ولم ينفجر ولا حتى لغم أرضي واحد، رغم أننا نعلم جميعا أن هذا المكان مليء بالألغام الأرضية".