أكد أن موقف اتحاد العلماء من مساندة الثورات العربية في ليبيا واليمن وسوريا مستمد
من القرآن والسنة
القرضاوي: الثورات العربية منحة إلهية أعادت لشعوبنا
حقوقها
23/4/2011- الصحوة
نت - متابعات
أشاد
الدكتور يوسف القرضاوي رئيس اتحاد العلماء المسلمين ووصفها بأنها شعبية شبابية
سلمية مائة بالمائة.
وأكد أن
الثورات العربية "صنعت تاريخاً جديداً لأمتنا وأنها لم تُقلد أوروبا ولا أميركا،
ولم يتنبأ بها كهان وعرافون".
وأوضح أن
الثورات العربية تميزت بأنها "وحدوية لم تفرق بين الأعراق والديانات والمذاهب،
وتجمع ولا تُفَرق وتبني ولا تهدم".
وقال: إن من
مكاسبها أنها: "ثورات وطنية تعمل لمصلحة كل أبناء الوطن لا لمصلحة أجنبي، ولا تستمد
قوتها من أجانب".
ودان رئيس
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشدة موقف الحكام «الظَلَمَة» من الثورات ومواجهة
الثائرين المسالمين بالرصاص والقتل وسفك الدماء.
وقال: إن كل
الحكام الذين قامت في بلادهم ثورات تورطوا في قتل الشباب المسالمين بدءا بزين الدين
بن علي ومرورا بمبارك والقذافي وعلي صالح وانتهاء ببشار
الأسد.
ودافع عن
موقف اتحاد العلماء من مساندة الثورات العربية في ليبيا واليمن وسوريا، مؤكدا أنه
موقف شرعي مستمد من القرآن الكريم والسُنة النبوية.
وقال إن
الاتحاد في كل بياناته يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم، ويبني مواقفه على
الحجج والمنطق والبينات.
وتعجب من
موقف وزير الأوقاف السوري الذي هاجم بيانات اتحاد العلماء، واعتبرها تدخلا في الشأن
السوري، واتهم الذين أصدروا البيانات بأنهم ينفذون أجندة حزبية، ويؤيدون مواقف جهات
تتآمر على سوريا.
وعلق على
مزاعم الوزير السوري بأنه "ممن يعيشون في الأوهام، ويخافون من خيالهم، ويعرفون أنهم
يكذبون، ويضخمون الأشياء على الناس". ووصفه بأنه "وزير أبْلَه
عبيط".
وأشار إلى
أن بيانات اتحاد العلماء بشأن ما يحدث في سوريا ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فقد
سبقتها بيانات مماثلة حول الأوضاع في مصر وتونس واليمن وليبيا، ويتعقبها بيانات حول
ما سيحدث في أي بلد عربي آخر.
وأكد الشيخ
القرضاوي أنه وزملاءه في اتحاد العلماء يعيشون من أجل الأمة، ويدافعون عن مصالح
شعوبها.
وقال" "لو
كنا ننحاز لطرف على حساب طرف، ومددنا يدنا للحكام لجاءتنا الملايين، ولكن الله
أغنانا وأمدنا بملايين من حلال".
وأضاف: "لا
نرجو إلا مرضاة الله ولا نخاف إلا الله، ولا نطمع فيما عند
أحد".
وتابع
قائلا: "لأن كلمتنا تصدع بالحق فهي تزلزل الحكام الظالمين".
وأبدى دهشته
من الزعم بأن اتحاد العلماء يتدخل في الشأن السوري قائلا: "إن سوريا دولة عربية،
شعبها منا ونحن منه". وشدد على أن القرآن الكريم والسُنة النبوية المطهرين يخولان
اتحاد العلماء بالتدخل في شأن سوريا وفي شأن كل بلد يعاني شعبه من الظلم.
وأوضح أن
القرآن يحثنا في سورة العصر على التواصي بالحق والتواصي بالصبر في قوله تعالى:
"وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا
بِالصَّبْرِ".
وذكر أن
النبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن "الدين النصيحة.. لله ورسوله وكتابه ولأئمة
المسلمين وعامتهم".
وأقَرَّ أن
المسلمين –وفي مقدمتهم أعضاء اتحاد العلماء- مطالبون بنصح ووصية حكامهم وأمرائهم
استجابة لأوامر القرآن والسُنة، والشريعة الإسلامية، وعملا بفريضة الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر.
وتحدث الشيخ
القرضاوي عن واقع الحكم في الدول العربية مقارناً بينه وبين الحكم في الدول
الغربية.
ونبَه على
أنه لا فضل لحاكم على محكوم إلا بالتقوى، وأن المحكوم قد يكون أفضل عند ربه ممن
يحكمه.
وأوضح أن
سُنة الله في الأرض اقتضت أن يكون للناس قادة ورؤساء يحكمونهم، لتسيير أمور الدنيا.
ولفت إلى أن
الأصل أن يختار الناس حكامهم ممن يرضون دينهم وخُلقهم وكفاءتهم وتجردهم من الأهواء.
وأشار إلى
أن أشهر أنظمة الحكم المعاصرة تنتمي لنوعين هما: الحكم الملكي بالوراثة والحكم
الجمهوري بالانتخاب الحر.
وبَيَّن أن
الناس أحرار في اختيار من يحكمونهم لفترات مؤقتة قد تكون 4 أو 6
سنوات.
وعاب على
الدول العربية مخالفتها للعالم في نُظم الحكم الجمهوري الذي يمتد لعشرات السنين
التي زادت على 40 عاماً.
ونبه إلى أن
نظام الحكم الذي يستمر طوال حياة الرئيس لا يعتبر حكما جمهوريا، ووصفه بأنه "أصبح
جمهوريات ملكية".
وأبدى
استغرابه من عدم وجود "رئيس سابق" في أكثر الدول العربية، رغم وجود أربعة رؤساء
سابقين في أميركا.
واستنكر حرص
الرؤساء العرب على الاستمرار في الحكم حتى الوفاة أو القتل، وحرصهم على توريث الحكم
لأبنائهم من بعدهم.
واتهمهم
بتغيير أنظمة الحكم المتعارف عليها دوليا والتي هدى الله الإنسان إليها. وحولوها
إلى "جمهوريات وراثية".
ولفت في هذا
الصدد إلى ما كان يخطط إليه حسني مبارك في مصر ومعمر القذافي في ليبيا وزين
العابدين بن علي في تونس وعلي عبد الله صالح في اليمن لتوريث الحكم
لأبنائهم.
وحمل الشيخ
القرضاوي بشدة على "حكام التوريث" الذين لم يستسلموا لإرادة الشعوب التي رفضت
التوريث، وطالبت بحقها في اختيار رؤسائها المنتخبين.
واعتبر
الثورات العربية "منحة إلهية أعادت لشعوبنا حقوقها، وجعلتها في مصاف الأمم المتحضرة
التي تختار رؤساءها بإرادتها".
وثمن مواقف
«الشباب الأحرار الأطهار الذين رفضوا الظلم ووقفوا في وجه الحكام الظالمين» مبينا
أن الظلم ممقوت عند الله وعند خلق الله، مشيرا إلى أن الله عز وجل يلعن الظالمين
ويهلكهم، وغرس في نفوس الناس كراهيتهم.
وانتقد
مواقف المادحين من الدعاة والشعراء الذين زينوا للحكام الظالمين أعمالهم، وأثنوا
عليهم بالإطراء والمديح حتى أفسدوهم وجعلوهم «فراعنة جدداً».
وقال إن
الحكام الظالمين أفسدوا حياة الأمة كلها، فأصبحت حياة غير طبيعية، وأصبح الناس
يعيشون غير حياتهم حتى أنقذتهم الثورات المباركة.
وأكد الشيخ
القرضاوي أن من حق الشعوب العربية أن تتمتع بحياة كريمة تتمتع فيها بحقوقها مثل
سائر البشر. وقال «آنَ للناس أن يعيشوا أحرارا كما ولدتهم
أمهاتهم».
وأقَرَ بأنه
لا خير في أمة ترضى بالظلم ولا تنكره، ووصف الحكام الظالمين بأنهم: «إمعات ونكرات
وجهال وسفهاء لا يساوون فلساً».
وطالب
الحكام المتشبثين بكراسي الحكم بأن يعطوا الحرية لشعوبهم ويرفعوا المظالم عن الناس.
وخاطبهم
قائلا: «أيها الحكام المتكبرون المتجبرون في الأرض لستم آلهة وستموتون كما يموت
الناس، فأعطوا الشعوب حقوقها».