قدر ... ماتضحك الدنياا لناا بقدر ماتضحك عليناا أضعافاا مضاعفـة .
فلو
نظرنا الى معظم مشاكلناا . وأزماتناا لوجدناا أن السبب الآساسي لتفااقمهاا
هو تجاهلناا لها . وغض البصر عنهاا وهي في المهد والمرور عليهاا
مرور
الكرام . وكأنناا ننتظر أن تحل نفسهاا بنفسهاا ., وأمام الصمت والتجاهل
تصاب حياتناا بالصدع والتوتر والقلق , وبعد وقت طال أم قصر نبدأ بالبحـــث
عن الحلول , وفي الغالب يكون الوقت قد تأخر وتراجعت معــــه علاقاتناا,
ولننظر ماا الذي يحدث لناا ولمن حولناا , وماذا جرى لثقافــــة حوارناا,
ومناقشتناا , وسلوكياتناا , وأفعالناا, فهناك من يتكلم عن الفضيلــة وهم
أبعد مايكونون عنهاا , ومنهم من يتكلموون عن الآخلاص والآمانة والشرف والحق
وهم من أوائل قوائم الخائنين , وهنااك من يطالبناا باحترام العقل والعلم
ونجده يتعامل بمنتهى الجنوون والغباء والجهــــــل , وهناك
من يندد
بالأنانية وهو يعشق ذاتـــــــــه, تسبقه رغبته في الأستحواذ وامتلاك كل
مافي يد الأخرين , وهنااك من تراه وهو يستنكر الظن السيئ والشك
وعقـــــــله يشك في أقرب النااس اليـــه , والبعض ممن نتوهم بأنـــه يحترم
ويقدر الآخرين أو يتصنع ذللك نجده في منزلــــــه لا يحترم حريـــــــــة
وخصوصية شريك حيااتـــــه , ولا يعرف معنى للاحترام مع أبنائـــه , وهنااك
أغلبية تطالب بحقوقهاا وتحارب لتأخدهاا , ولا تعرف ماواجباتهاا ولا
مسؤولياتهاا ولا تريد أن تعرفهاا , وهناك من يخطب بكلمات رنانة عن
أهميــــة التراجع عن الخطأ والأعتراف به وحل الأمور ببساطــة وتجده فيماا
يخصه أكبـر معاند واستفزازي في جدالــه , وهناك من ينادي بالتسامح والعفوو
والصفح وقلبـــــــــه ملئ بالحقد والحسد والغيرة المطلقة , ومنهم من يتغنى
بالقناعــة وبأنهاا كنز لايفنى وهم من الذين يكنزون الذهب والفضة ,
ومعظمناا نردد بأنناا متوكلون على الله حق توكلــــــه , لكنناا دائماا
قلقون خائفون متوترون , ولو كناا واثقيين من رحمتــــه تماام الثقة
لمايئسناا من الفرج ولماا خفنا من المستقبل .....
انــــه الزمن الجديد
مع الأســـــــف , زمن تعيش فيه النفوس بالحقد والحسد والكراهية والبغض
والكذب ,, زمن أصبح للشر روافد تغديه النيران ليحرق البسطااء فيعشش في
العقول الخاوية التي تختار أقصر الطرق الى بحور الوهم لتغرق فيهاا , زمن
ضيااع الحق الذي نتجرع فيــــه الأسى ونجلس نتفرج ونصااب جميعاا بالصمــت ,
انها مسميات كثيرة ومشكلات لا تنتهي من العنف وقتل وتعاطي المخدرات
والفقر والعنوسة وانحرافات وسرقات ورشوة وغش وانتحار وخطف واعتداءات وتزوير
وتزييف ونميمة وغيبة ونفااق وخداع وخيانــة وانتحار ,,,,, رأيناهاا
وسمعناهاا في مواقع كثيرة وفي أزمان مختلفة وبأسماء متغيرة جميعهاا مشتقة
من الظلم ... الظلم الذي أفسد عليناا حياتناا وجعلنا نتسااءل ليل ونهار
عماا
أصابناامن هم وغم وقلة حيلة وقلة بركة ,, مالذي حدث حتى اختلفت المفاهيم
وأصبح الكائن أقرب الى تمثاال حديدي فلا يحس أو حتى يشعر أو يتألم أو ينفعل
؟ تتملكه الأنانية والقسوة ولم يعد يفكر سوى بذاته ونفسه ,, ترى ماسر تجمد
مشاعرنا والتبلد الذي أصابنا ,, بعــد أن أصبحنا نرى ونسمع مشاكل غيرنا من
دون أن تهتز فينا مشاعرنا شعرة ,, ومن دون أن تتأثر جوارحناا وكأن كلآ
مناا يعييش في واد منعزل لا علاقـــــة له بالآخر سوى نفســـــــه وهمومه
ومتطلباته هو فقط ,, حتى بدأت الأخبــار السعيدة تنقرض ,, والصداقــة أصبحت
من الذكرياات ...
والمنافسة الشريفـــة صــارت حرباا غير متكافــئة
وضاعت القيم الآخلاقية الجميلة من نوعهاا التي كانت تصنع السعــــادة ,,
وأصبح الحب كلمة لا معنى لهاا ,, ولم نعد نسمعهاا ولم يعد يعرف الأنساان
مناا كيـــــــــف يحب نفسه .. وباالتالي لن يعرف كيف يحب غيره ,, أصبحناا
أناساا ضاقت بهم الدنيا بما رحبت ,,, يا ترى الى متــى سنستمر في غفلتنا ؟
وهل من الممكن لنا أن نعيد للحيااة توازنها مرة أخرى ؟ ليــــس أمامناا
وسيلة للهروب من واقعناا المر والتعيس الذي نعيشــه سوى بالتسلح بالصبر
والدعااء لرب العباد بأن يصلــــــــــــــح حال......