حذر الكاتب البريطاني روبرت فيسك اليوم الاربعاء في مقال بصحيفة " الاندبندنت" من ان سوريا في طريقها لحرب أهلية ، مشيرا الى ان سقوط قتلى في صفوف قوات الأمن بسبب هجمات انتقامية يعني أن المعارضة بدأت في استخدام القوة.
وتابع فيسك تحت عنوان " إذا صحت الشائعات في سوريا فإن نظام الرئيس الأسد في طريقه إلى حرب أهلية": " إن كل ليلة على شاشة التلفزيون السوري هي ليلة رعب بسبب عرض جثث لقتلى تعرضوا لإطلاق نيران وإصرار التلفزيون الرسمي على أنهم قتلوا على يد عصابات اجرامية مسلحة بالقرب من محافظة درعا".
وأشار الى الصور التي عرضها التلفزيون السوري ، قائلا:" انها تثير الكثير من الشكوك وبخاصة أن إطلاق النار على المواطنين أثناء تشييع الجنازات هو تخصص قوات الأمن السورية".
وأوضح أن التلفزيون لم يعرض جنازة واحدة لقتيل مدني من بين مئات القتلى الذين سقطوا خلال الشهر الماضي حيث قتل ما يقرب من 320 من المتظاهرين في أكثر من شهر. فيما أفيد عن مقتل نحو 20 اخرين امس درعا.
وتابع "أنه على الرغم من الشكوك حول التقارير الحكومية إلا أنها مهمة للغاية لأنه إذا افترضنا مقتل عناصر من الأمن نتيجة لعمليات انتقامية على يد العائلات التي فقدت أبناءها فهذا يعني أن المعارضة مستعدة لاستخدام القوة ضد من يعتدي عليهم".
ولكن إذا كانت هناك حقا جماعات مسلحة تتجول في سوريا فإن نظام الرئيس بشار الأسد البعثي في طريقه إلى حرب أهلية.
وقال فيسك:" المتظاهرين كشفوا عبر لقطات الفيديو على شبكة الانترنت ان النظام الديكتاتوري الحاكم لم يتوان عن استخدام دباباته لسحق المواطنين في مدينة درعا".وان ضابط شاب في العشرينات من عمره فقئت عيناه بسكين أو أداه حادة.
وأشار إلى أن ما يحدث الآن يعيد إلى الأذهان مذبحة حماة عام 1982 ويؤكد أن البعثيين يستخدمون قواعد اللعبة ذاتها التي استخدمت آنذاك.
وعرض فيسك اقوال شهود عيان الذين قالوا أن القتلى الذين سقطوا بين صفوف رجال الأمن ما هم إلا جنود رفضوا استخدام القوة وإطلاق النار على المدنيين.
وأشار الى ان السلطات السورية لن تلوم الا نفسها لعدم مصداقيتها بعد ان لجأت الى سياسة المستبدين في المنطقة وبدأت في الاشارة الى "المؤامرات الخارجية" .موضحا ان سوريا حظرت دخول جميع الصحفيين الاجانب وتم ارسال قائمة المراسلين القادمو من الشرق الأوسط إلى وزارة الداخلية .