وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الإعلان عن اعتقال الرئيس السابق بأنه آخر حلقات السلسلة الدرامية للأحداث التي تشهدها مصر، والشبهات التي تحوم حول مبارك وكبار مساعديه السابقين.
وأشارت الصحيفة الأمريكية في تعليق بثته على موقعها الالكتروني الي أن الإعلان عن حبس مبارك يأتي بعد ساعات من دخوله مستشفي "شرم الشيخ" الدولي للعلاج من مشاكل قلبية.
وقالت الصحيفة إنه منذ تنحى الرئيس السابق في 11 فبراير الماضي، تواصلت دعوات المصريين لإجراء تحقيقات حول حسني مبارك ونظامه والعديد من أعضاء حكومته، مشيرة الي بيان النائب العام الذي أوضح أن مبارك يواجه تهم الفساد واستغلال السلطة لتحقيق منافع شخصية، مشيرة الي أن قرار حبس مبارك جاء بعد ساعات قليلة من الإعلان عن حبس نجليه علاء وجمال بتهمة التربح وقتل المتظاهرين والفساد وإهدار المال العام واستغلال السلطة .
وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الي حالة الغضب العام بين المواطنين في مصر تجاه الرئيس السابق ونظامه، حيث تجمع نحو ألفي شخص مساء أمس الثلاثاء فى شرم الشيخ، مطالبين بحبس نجليه وهتفوا ضدهما.
ونقلت الصحيفة مشهد ترحيل جمال وعلاء من مكان التحقيقات الي السجن، وفور إعلان الحكم هتفت الحشود "الله أكبر..الله أكبر" وتم نقل الأخوين داخل عربة مصفحة وقامت الجماهير المحتشدة بإلقاء زجاجات المياه والحجارة على العربة، وذلك في مشهد لم تشهده اي دولة عربية من قبل، وذلك بحبس رئيس جمهورية وعائلته ونظامه بالكامل.
وأرجعت الصحيفة سبب كراهية المصريين لجمال مبارك، لازدياد نفوذه وتدخله في الحكم في الفترة الأخيرة وتصاعد شكوك المصريين حول خطة التوريث والتي ساعدت في تأجيج المظاهرات وأدت الي سقوط النظام.
وأشارت الصحيفة أيضا الي أنه ينظر الي جمال مبارك على انه مهندس برنامج الخصخصة في مصر والذي أسفر عن جلب مليارات الدولارات وجذب الاستثمارات الاجنبية، لكن بالرغم من كل هذا إلا أن الفجوة بين الفقراء والاغنياء اتسعت، وبات ملايين المصريين تحت خط الفقر.
وأوضحت الصحيفة أن العديد من مساعدي جمال مبارك يملكون مليارات الدولار وذلك بمساعدة وظائفهم في الحزب الحاكم والوظائف الحكومية التي ساعدتهم على تكوين ثروات طائلة.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن المستشارمحمد عبد العزيز الجندي وزير العدل قوله إنه تم استجواب مبارك وهو بملابس المستشفى عن دوره في قتل واستخدام العنف تجاه المتظاهرين.
وكان الرئيس السابق قد برأ نفسه في تسجيل صوتي من أي تهم او اداعاءات بشأن تربحه او استغلال منصبه وهدد برفع قضايا ضد من يشهرون به وبأسرته.