فعلاً مازالت فلول النظام السابق تستميت في البقاء بل وفي السطو علي أملاك الدولة من الأراضي ولو كانت جزراً أو محميات طبيعية.. هؤلاء كانوا منذ أقل من ثلاثة شهور ملء السمع والبسر ولكنهم تواروا واختفوا خوفاً من غضب الجماهير عقب اندلاع ثورة 25يناير.. والغريب أنهم ظهروا الآن وفي العلن وبدون خجل أو حياء وتصل الأمور أنهم شكلوا ما يماثل المافيا المستترة ليمارسوا النهب المنظم لمساحات هائلة من الأراضي.. فقط مجرد تكوين وإنشاء جمعيات وبمسميات تعاونية متعددة سواء كانت نباتية أوحيوانية أو سمكية.. عموماً من سمح لبقايا النظام السابق وميليشيات الحزب الوطني وأباطرته في بعض المحافظات بأن يتقدموا بأوراق ليستولوا علي الأراضي وبالمساحات؟
في هذا التحقيق نكشف في »الوفد« عن فساد مفضوح كان مسرح العرض عليه ديوان عام محافظة كفر الشيخ حيث حضر مؤلف المسرحية ومخرجها أيضاً واستعان بأبطال مسرحيته ليقدما العرض للمتفرج الأوحد محافظ كفر الشيخ اللواء »عابدين« ودون أن يدري بأنه تم استدراجه للعرض المسرحي.. فيقف المحافظ مبهوراً ويصفق بشدة إعجاباً بالعرض!!
المسرحية
والمسرحية ببساطة من عدة فصول وتتخللها مشاهد عديدة وتتلخص بأنه في يوم 16 فبراير الماضي وبعد قيام ثورة 25يناير بـ20 يوماً فوجئ ديوان عام محافظة كفر الشيخ بطبيب وأستاذ بالطب لجأ الي تكوين جمعية للثروة الحيوانية وسبق وكشفت تجاوزاته وبالمستندات الموثقة بالدلائل للسطو علي أراضي محمية البرلس الطبيعية ما علينا صعد الدكتور لمكتب اللواء أحمد عابدين محافظ كفر الشيخ بغرض الدردشة والحديث في أمر مهم يتعلق بالتصديق علي مخالفة جسيمة للاستمرار في نهب أراضي »المحمية« الطبيعية بمحافظة كفر الشيخ والادعاء الكاذب بسلامة موقف جمعيته المحصنة والتي لا يوجد عليها غبار ولا يمكن أن يفكر أحد بحرقها بالنار لأنها جمعية مازالت قائمة وتمارس نشاطها!!
وبالطبع صدق المحافظ علي دردشة الكلام وعرضت عليه »مذكرة« ودون أن يدري أنها خاصة بالجمعية التي سبق وتم حلها وتصفيتها في عام 2006 المذكرة طالبت بضرورة الموافقة علي ممارسة الجمعية التعاونية لتنمية الثروة الحيوانية بمطوبس لنشاط الاستزراع السمكي أسوة بالجمعيات المجاورة!!
العرض
وعرضوا علي »المحافظ« أوراقاً قديمة ومن جملتها موافقات سابقة من وزراء الزراعة السابقين »يوسف والي« والمهندس »أحمد الليثي«.
وبالطبع نظر »المحافظ« للطلب لأنه لم يدقق أو يشكك فيه ودون أن يدري أن هناك مؤامرة محبوكة ومعدة مسبقاً للحصول علي »موافقته« وبأي ثمن!!
ولم يعلم المحافظ »عابدين« أنه توجد أطراف أخري علي الخط جاهزة ومستعدة ومترقبة لتأشيرة المحافظ!! ومن جملتهم مثلاً مديرا التعاون الزراعي والثروة السمكية بالمحافظة!! وبالفعل وقع المحافظ علي الطلب المقدم من الدكتور »علي محمد الشافعي« رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية لتنمية الثروة الحيوانية بمطوبس بمحافظة كفر الشيخ والذي تضمن في بداياته بأنه بتاريخ 19 نوفمبر 1927 تسلمت جمعيته مساحة 1383 فداناً تم تخصيصها من الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية والتي كانت قد تسلمتها من الهيئة العامة للثروة السمكية وبأن هناك قراراً وزارياً برقم »1347« لسنة 1998 بالموافقة علي اقامة جسر فاصل بين المساحة المخصصة للجمعية وبين بحيرة البرلس علي نفقة الجمعية!! المهم المذكرة تضمنت كلاماً وانتهت الي استعطاف المحافظ لما عهدوه فيه من تشجيع ودوره البارز في إرساء أسس الانتاج وتشجيع الاستزراع السمكي وطلبوا عمل اللازم اسوة بجمعيتي فوة وسيدي سالم رغم كونهما جمعيتي استصلاح أراض!! وطبعاً وقع المحافظ بتأشيرة موجهة لمدير التعاون الزراعي ومدير الثروة السمكية لعرض الموضوع عليه كاملاً!!
وعلي طول وعلي طريقة الاعلان القديم الشهير »إجري بسرعة ياواد ياحسين شوف لينا »ريري« بيتباع فين« وطار طلب المحافظ وبسرعة البرق والريح لمكتب التعاون الزراعي الذي تلقفه وبسرعة فائقة للتصديق علي صحة ما تضمنه!! وتناسي مدير التعاون الزراعي عمداً وتجاهلاً بأنه سبق وأصدر القرار رقم »5« لسنة 2006 بتشكيل لجنة لتصفية هذه الجمعية.. وعليه يجب ان يحاسبه المحافظ ويحقق معه.. فهل سيفعل؟ وليكون في مأمن قال مخاطباً المحافظ في مذكرة أرسلها للواء »عابدين« بأنه يتشرف بالاحاطة بأن إدارته ليست جهة اختصاص في تحديد صلاحية الأراضي للاستزراع السمكي من عدمه!
الاختصاص
ولكن الاختصاص للهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية وهي جهة الاختصاص في ذلك.. ووقع علي ما أرسله يوم »16 فبراير 2011« وهو ذات يوم تقديم طلب الجمعية التي لا وجود لها أصلاً وسبق وتعرضت للتصفية!! لم يختلف الحال في هيئة تنمية الثروة السمكية فقد سارع المهندس »علاء عفت« رئيس الادارة المركزية لمنطقة وسط الدلتا بإرسال مخاطبة للمحافظ »عابدين« وأورد في ختامها بأن من حق جمعية الثروة الحيوانية بمطوبس أن تمارس نشاط الاستزراع السمكي أسوة بجمعيتي »سيدي سالم« و»فوة« وأنه سوف يبدأ حالياً بعمل تراخيص للمزارع السمكية لهذه الجمعيات الثلاث ووقع ايضاً علي مذكراته يوم »16 فبراير« أيضاً.. وخللوا بالكو معايا!! اشمعنا المرؤوسين يوقعوا يوم »16 فبراير« وهوه أنا أقل منهم في سرعة الاستجابة لإمضائي وتوقيعي.. هكذا دار التفكير في ذهن المحافظ »عابدين« فيسارع هو الآخر بارسال مذكرة للدكتور.. أيمن فريد أبوحديد.. وزير الزراعة واستصلاح الأراضي ليزكي طلب جمعية الدكتور »الشافعي« التي تم تصفيتها في عام 2006 بمطوبس لتحويل أرض الجمعية للاستزراع السمكي والبالغة مساحتها »1383« فداناً والمخصصة لها من قبل الدولة للاستزراع النباتي طبقاً لخطة الدولة وقال لوزير الزراعة بأنه أخذ رأي مدير التعاون الزراعي والثروة السمكية بمحافظته.. وقال لوزير الزراعة في مذكرته له »آمل« بالتكرم باتخاذ اللازم لتحقيق رغبة أعضاء الجمعية مع أن الجمعية كما سبق وقلت ليس لهما وجود وتم تصفيتها.
لن أتأخر
طبعاً وزير الزراعة »مش« حيتأخر ولن يمانع بالموافقة علي المكتوب من المحافظ والمحرر أيضاً »16 فبراير« بمثل مرؤوسيه وفي ذات يوم تقديم الطلب التمهيدي له يوم »16 فبراير« برضه! علي الفور يوقع وزير الزراعة.. أبوحديد.. ابن شاعرنا الراحل الكبير »فريد أبوحديد« ليطلب من الدكتور »صلاح يوسف« و»ابراهيم العجمي« و»محمد فتحي« اتخاذ اللازم وفقاً للقواعد وكان ذلك يوم »19 فبراير« من ذات العام 2011..
لاحظوا السرعة وعدم التباطؤ أو تعمد »اللكاعة«.. في ثلاثة أيام تم التخليص بدون التمهل أو الانتظار لأسبوع أو شهر أو حتي سنة!! طبعاً إحنا في عهد »الثورة« التي حولها البعض الي »عورة«!! ويبدو أن سيناريو »التدليس« كان معداً وبدرجة الاتقان والامتياز للطش وسرقة فدادين الدولة..ومن حقي أن أقول إن مكتب وزير الزراعة ومعاونيه شارك في المؤامرة وعندي الدليل!!
والدليل ليس »كالفيل اللي في المنديل« لأن خطاب المحافظ سبق وصوله وبالفاكس لوزير الزراعة ووقع علي التأشيرة لثلاثة من المسئولين! ثم تم ارساله مرة أخري بالبريد وبرقم صادر »153« يوم »17 فبراير 2011« وتم عرضه مرة ثانية علي وزير الزراعة ومن جديد فهل كان يعلم انه سبق ووقع علي ذات الخطاب لأن ذات الخطاب عليه تأشيرة ثانية للوزير ووجهها فقط للدكتور »محمد فتحي عثمان« وطالبه بالدراسة والإفادة بالرأي!! ويقال ان الدكتور »عثمان« من بقايا النظام السابق أيضاً وكان عضواً في أمانة السياسات.. المرجو إفادتنا حتي لا يقول أحد »ياوكستنا«!! الدكتور أعد مذكرة بصفته رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية تضمنت كذباً فادحاً يقول ان جمعية الثروة الحيوانية بمطوبس سليمة »100٪« وأنه بتاريخ 25 فبراير 2010 تم تحديد وترخيص فتحه ري لها واستند الي طلب معاملتها كجمعية فوة ومطوبس واستناداً لطلب رئيس الجمعية الذي تقدم به يوم »16 فبراير 2011« لمحافظ كفر الشيخ والذي سبق وتلقي مكاتبات مرؤوسيه في ذات اليوم بالموافقات وخصوصاً رئيس الادارة المركزية للثروة السمكية الذي يترأسه الدكتور »عثمان« وكل ذلك و»الدكتور« لا يعلم بأن هذه الجمعية تمت تصفيتها في عام 2006!! عمنا الدكتور »محمد فتحي عثمان« قام بقذف الكرة لملعب وزير الزراعة وكتب في مذكرته المكتوبة بالحبكة والدقة.. الأمر معروض عليك.. يامعالي الوزير يوم 14 مارس الماضي طبعاً الوزير يستعد الآن لتسديد الكرة في شبكة وزارة الزراعة مادام قد اقتنع بأن من حقه أن يسدد ضربة الجزاء ليتم الاعلان عن فوز »فريق« نهب أراضي محمية البرلس بدوري الاستيلاء علي الأراضي.. مطلوب من رئاسة المجلس العسكري أن تأمر بالتحقيق الفوري والعاجل فيما كشفناه لأن زمن »النهب« المتحايل قد انتهي..ولابد من محاكمة فورية لمن سبق وحصدوا ملايين الملايين من الجنيهات..والدلائل والمستندات موجودة وليست مفقودة.. يادي الحوسة!!