وخير ما ابتدي به حديثي في هذا الامر الجليل الذي يشغل كما هائلا من عامة الناس وخاصتهم , ان من بركة العلم ان ينسب العلى لصاحبه ومن معنى تلك العبارة العامية اللطيفة التي ذكرها كاتبنا المحبوب ابراهيم عيسى في احدى حواراته فيما معناه (ان كان عمرو موسى يتمتع بكارزما فان البرادعي ذات دين ) وليس هذا يقيد منه محو الصفة الثانية عن المشار اليه الاولى فان الدين وحقيقته يكون بين العبد وربه . وليس هذا ما يشغلنا ولكن ما نتشفاه في هذا المعنى هو التدقيق في امورا جليلة في ذلك المرشح وليس من اجل من ان يكون مرشحا ذات دين وانني لا ارى ان نتخلى بعد هذه الثورة المجيدة عن كثيرا من المصطلحات الخافتة التي اورثتنا اياها ذلك النظام البائد ومن اهمها ما هي الصفة السياسية لذلك المرشح . فليس شريطا ان يكون مرشحا ذات صفة سياسية حتى يتقدم بنفسه وخاصة بعدما ثبتت لنا عجز كل من كان لهم صفات سياسية وبالنقيض فان الزيت استطاعوا ان يغيروا وجه التاريخ لم يكن لهم صفات السياسية .
ابعد ذلك البرهان يكون صاحب الصفة السياسية صاحب الحق في جني ثمار الثورة التي لم يكتمل نضجها بعد ولكني انادي بقول الشاعر (ليس المرء من قال كان ابي ولكن من قال ها انا ذا)
ولأسرد للقارئ العزيز بعض القصص الواقعية التاريخية قديما وحديثا . وفي هذه القصة الغريبة التشابه ما اشبه اليوم بالبارحة . عندما فرغ عرش مصر العظيمة في عهد شجرة الدر بعدما تكالب امراء المماليك على الكرسي واستغلت تلك المرأة الطاغية شجرة الدر كل السبل للحفاظ على دوام سلطانها وظل التناحر والتقاتل حتى خسر بعضهم البعض وكانت اخرهم تلك المشعلة للفتن با عاقبها الله عز وجل خير عقاب . هذه طبيعة مصر على الظالمين ولكن لا تبقى عليهم . وكان وقتها وقد تقدم الزحف التتاري حتى وصل اطراف مصر والعرش فارغ فتقدم ذلك المملوك الذي بيع في سوق الرقيق فاعتلى العرش ولم يكن له صفة سياسية الا انه عبدا مملوك وقد استطاع ان يلمم شتات الجيش المصري ويوحد الامة واستطاع ان يهزم التتار وينزل بهم شر هزيمة واستطاع ان يعلو بشأن مصر في اعالي القمم ولم يكن معروف لدى المصريين بان من سلالة الملك نور الدين محمود ولم تكن له صفة . اذا نحن في حاجة الى قطز واليك عزيزي القارئ قصة من الزمن الحديث
بائع الموز الذي حكم ماليزيا وكثيرا من مثقفي العصر الحديث يعرفون (مهاتير محمد) الذي حكم ماليزيا لمدة 21 عام واستطاع ان يصل بها الى امجاد التاريخ وان يتقدم بشعبه في شتى المجالات المختلفة .
وليس هذا بمعنى انني اطالب ان يكون صاحب جوائز عالمية واجندة شهادات او شخصا مشهورا رئيته في الصحف والمجلات القومية وعلى شاشات التليفزيون وصاحب شعارات .
ولا يكون له عزيمة المحارب وتقوى الراهب ورحمة الام وباس المجاهد وليس هذا بمعنى ان اغمض اصحاب الايادي النظيفة البيضاء في زمن اسودت فيه الايادي والقلوب والوجوه الا من رحمة ربي ولا انادي بتزليل عراقيل الدستور والقوانين ولكن انادي بتزليل عراقيل الاذهان والعجرفة والبيروقراطية المقيتة وروتين ابن الرئيس رئيس وابن الوزير وزير وابن الضابط ضابط .
كفانا من هذه التجارب الفاشلة وكفى ايمانا وتوهيما لنا بتلك الشعارات بان الرئيس لابد ان يكون من هؤلاء الذين يدعون انهم اصحاب كفاءات وتجارب سياسية ومعارف دولية فليت ذلك مطلبا كافي لرئيس ولكن لابد ان يكونوا اصحاب تجارب انسانية معنوية اجتماعية نفسية اقتصادية ثقافية اقتصادية حربية دينية مؤسسية (شوارعية) واركز على هذه خاصة ان يكون الرئيس يشعر بهؤلاء ابناء الشوارع من العاطلين والباعة المتجولين وبائعي المناديل وماسحي الاحذية واصحاب العاهات وعاملي النظافة والصرف الصحي واصحاب طوابير العيش والبوتوجاز واصحاب بطاقات التموين ان لم يكن ذلك الرئيس القادم يشعر بمشاعر هؤلاء لا نريده ونحكم عليه بالفشل .
لا نريد حاكم لا يهتم الا بامور الكورة والفن وما يعدونه ثقافة لا نريد حاكم لم يشعر بمعاناة البطالة والفراغ والجوع والعطش لم يشعر ولو مرة ببرد الشتاء بهؤلاء الذين لديهم غطاء لكل خمس افراد باطنية ميري واحدة فقط وسكن السبعة افراد ببير السلم اريد حاكم يشعر بمرارة 75 % من محكوميه وليس حاكم يشمئز لمجرد رؤية الفقراء على الشاشة في فيلم حين ميسرة انني اطالب بشدة ان يكون انسان انسان انسان اننا نطالب برئيس صاحب رؤى صاحب برنامج واقعي لا يعرف شئ عن البيروقراطية والمماطلة والتنقيط في الحلول نريد رئيسا يعرف الحلول الجزرية لامور ليس لها بديل ويعرض لنا خريطة برمجية واضحة لمستقبل بلادنا يوضح فيها رؤيته وحلوله لكافة مشاكل مصر الخارجية والداخلية برؤى واضحة وصريحة يحدد فيها سقف زمني لا يتجاوز الفترة الاولى من رئاسته واني اناشد من يرى نفسه اهلا لذلك ان يتقدم وان تزلل له كافة العراقيل حتى ولو كان رجلا فقيرا مقعدا على كرسي .
وانني اناشد اصحاب الشأن بفتح باب الترشيح على مصرعيه ولنترك كلا يدلي بدلوه ولنترك فسحة للاختيار وليعرض كل مرشح ببرنامجه القادم ولتفتح جميع وسائل الاعلام مجالا واسعا للغاية من خلال عقد مؤتمرات ولجان شعبية كي تؤدي تلك الوسائل دورها الحقيقي في توصيل رؤية مرشحها الى كافة اطياف الشعب وليس لنا ان تدخل في دوامة من هذا ومن ذاك وما صفته معروف غير معروف مسلم مسيحي اسلامي سلفي اخواني ليبرالي علماني ماركي شيوعي لا يهمنا ذلك كله كل ما اريده من الذي يجعل مصر رائدة الامم في شتى المجالات ولو كانت امرأة .
ولي تعقيب اخر ورأي شخصي لا احتكر به على احد بان لا يكون قائد مصر من الذين كان لهم صلة بذلك النظام لان من عاشر القوم اربعين يوم صار منهم فما بالك بعشرة اربعين سنة ولا يتعلل بخوفه من بطشي النظام لماذا لم يستقيل لانه فضل المصلحة الشخصية على العامة فهذا لا يصلح . والرأي الاخر كفانا من وات الشعر الابيض الذين يدعون انهم اصحاب تاريخ وتجارب وخبرات لماذا لا يكون الرئيس في الاربعين او اقل لماذا فرض علينا وزراء في الستينات والثمانينات اعضاء برلمان كذلك اعضاء شورى كذلك في ادق الاماكن التي في حاجة الى شباب اصحاء ناضجون حالمون .
نضع رجل يحتاج من يجلسه على الكرسي .
الى ف دماغو رئيس يدخل يقول ايه السبب لاختياره للرئاسة