كلمات من نور سنن الاذان

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

سنن الأذان ~",

كلمات من نور سنن الاذان - صفحة 2 Besim

سلآمـآ منْ البآريْ يحتضنُ أروآحكم الدفيئه ..
أسأل الله لكُم يومآ تغمرهُ محآافلً الذكرِ و الصلاةَ على الحبيبِ صلى الله عليه وسلم، و تدثرهُ السكِينة
إن أهم ما يعتني به المسلم في حياته اليومية هو العمل بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام ، و لكن للأسف نجد أن منا من يحرص على أموره الدنيوية أكثر من حرصه على السنن النبوية ، و من هذه السنن سنن الأذان التي امتن الله علينا بسماعه خمس مرات في اليوم و الليلة ، و قل منا من يستشعر هذه النعمة ،،،
يقول ابن القيم في كتابه زاد المعاد :
( و أما هديه عليه الصلاة والسلام في الذكر عند الأذان و بعده فشرع لأمته منه خمس أنواع :
أحدها : أن يقول السامع كما يقول المؤذن إلا في لفظ ( حي على الصلاة و حي على الفلاح ) فإنه صح عنه إبدالهما بـــــــــ ( لا حول و لا قوة إلا بالله ).

قال ابن عثيمين – رحمه الله – هذه الكلمة " لا حول و لا قوة إلا بالله " هي مشروعة عند الحيعلة و هي كلمة استعانة فكأن المؤذن عندما قال حي على الصلاة تبرأت من حولك و قوتك إلى ذي الحول و القوة فاستعنت به و قلت : لا حول

و لا قوة إلا بالله و هذا من باب التوسل من باب الداعي ..

ما هو الحول و القوة ؟ قال العلماء : الحول بمعنى التحول بمعنى لا تحول من حال إلى حال إلا بالله  ، و القوة أخص من القدرة ، فلا أستطيع و لا أقوى على التحول إلا بمعونة الله و لهذا نقول إن الباء في قوله إلا بالله للاستعانة ، كل إنسان لا يستطيع أن يتحول من حال ، سواء من معصية إلى طاعة ، أو من طاعة إلى أفضل منها إلا بالله  .
و قوله حي على الفلاح بعد قوله حي على الصلاة دعاء إلى الثواب بعد الدعاء إلى الصلاة ، كأنه يقول أقبل إلى الصلاة فإذا صليت نلت الفلاح .
و في متابعة الأذان دليل على رحمة الله  و سعة فضله ، لأن المؤذنين لما نالوا ما نالوه من أجر الأذان شرع لغير المؤذن أن يتابعه لينال أجراً .
إذا قال المؤذن في صلاة الصبح " الصلاة خير من النوم " ماذا يقال ؟
الصحيح : أن يقال مثل ما يقول " الصلاة خير من النوم " لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول " أخرجه البخاري .

السنة الثانية من سنن الأذان كما قال ابن القيم
( الثاني أن يقول و أنا أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ، رضيت بالله رباً و بالإسلام ديناً و بمحمد رسولا ، (و أخبر أن من قال ذلك غفر ذنبه ) يقولها عقب قول المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله .
قال ابن القيم : ( الثالث أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من إجابة المؤذن ، و أكمل ما يصلى به

عليه و يصل إليه هو الصلاة الإبراهيمية ).
فقد جاء من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا على ثم سلوا لي الوسيلة ، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له شفاعتي ) رواه مسلم..
قال ابن القيم الرابع أن يقول بعد صلاته عليه :" اللهم رب هذه الدعوة التامة ، و الصلاة القائمة ، آت محمداً الوسيلة
و الفضيلة ، و ابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته ) .
قال الشيخ البسام – رحمه الله – في كتابه " توضيح الأحكام شرح بلوغ المرام " شارحا لمعاني هذا الدعاء العظيم :

اللهم : يعني يا الله
رب : الرب هو المربي المصلح للإنسان
الدعوة : هي ألفاظ الآذان المشتملة على التوحيد
التامة : وصفت بالتمام لأن فيها أتم القول ( لا إله إلا الله ) و لأنها اشتملت على أصول الشريعة و فروعها
و الصلاة القائمة : أي التي ستقام أو الدائمة التي لن تغيرها ملة و لا نسخ ، فهي قائمة ما دامت السموات و الأرض
آت : أعط
الوسيلة : هي في اللغة ما تقرب به إلى الغير ، و هي المنزلة العلية كما صرح الرسول صلى الله عليه وسلم إنها منزلة في الجنة لعبد من عباد الله ، و أرجو أن أكون أنا هو ) رواه مسلم .

الفضيلة : مرتبة زائدة على سائر الخلق .
مقاما محمودا : يطلق على كل ما يجلب الحمد من أنواع الكرامات و المراد هنا الشفاعة العظمى في فصل القضاء حيث يحمده الأولون و الآخرون.
حلت له : أي وجبت له ، و استحق الشفاعة , فهي ثابتة لا بد منها بالوعد الصادق .
شفاعتي : الراجح أن المراد بهذه الشفاعة العظمى ، و يحتمل إرادة غيرها من شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم ، كشفاعته بإدخال الجنة بغير حساب ، و كرفع الدرجات ليعطى كل واحد ما يناسبه و الله أعلم .
يوم القيامة : القيامة في اللغة اسم لما يقوم ، لما فيها من الأمور العظام ، و سميت القيامة لقربها فإن كل آت قريب .
قال ابن القيم : ( الخامس : أنيدعو لنفسه ، و يسأل الله من فضله ، فإنه يستجاب له )
لما ثبت عن أنس بن مالك  عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( الدعاء لا يرد بين الأذان و الإقامة فادعوا ).
و ختاماً أسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول و العمل إنه ولي ذلك و القادر عليه ،،،