تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
في يوم الإصابة عاد الشهيد خليل (9 سنوات) من المدرسة، وطلب من والدته أن تعدّ له أكلته المفضلة وهي، "الملفوف المحشي" ، وأعدّت له ذلك، وأكل منها حتى شبع، ثم خلع ملابسه المدرسية، واستبدلها بملابس أخرى، وفتح التلفاز وشاهد برامج متنوعة.
منزل الشهيد خليل لم يبعد عن مكان الانفجار اكثر من (24) مترا فقط،وكان يجلس أمام المنزل ينتظر عودة والده لكي يأخذه إلى المعلمه لمساعدته في دراسة مادتي الرياضيات، والعربي وغيرهما من الدروس قبل وقوع الانفجار بعشر دقائق،ولذلك انشغل باللعب مع شقيقته وبقية الأطفال لحين عودة والده.
وقبل بأسبوع من إصابته وقع حادث سير مع زملائه وهو بصحبتهم حيث صدمتهم سيارة في إحدى شوارع غزة، فأصابت أربعة منهم بجراح، وأما الشهيد خليل فقد تمكن من الهرب لحسن حظه من أمام السيارة، وتدحرج بعيدا عنها بقدرة قادر،
وسلم من الحادث، وتم نقل أصحابه الأربعة إلى المستشفى لتلقي العلاج
وفي ثاني يوم الحادث، طلب الشهيد من والده أن يشتري له باقة زهور،وعلبة حلوى، ففعل له ذلك، وحملهما الشهيد، وذهب إلى المستشفى، وزار أصحابه، واطمأن عليهم.كما طلب من والده أن يشتري له علبة حلوى ثانية لزيارة أصحابه بعد الخروج من المستشفى، ولكن للأسف هذه المرة تم تحويلهم إلى المستشفيات المصرية، ولم يتمكن من زيارتهم، فعاد إلى المنزل، ووزع علبة الحلوى على أخواته الأربع، وشقيقه الثاني.
تقول والدته
قبل بيوم من إصابته ، كان صدري يؤلمني،ورأيت في المنام أن جماعة حملت ابني الثاني الصغير، ووضعوه في ثلاجة، وكانوا يريدون دفنه!، وطلبت منهم عدم دفنه، ولم يستجيبوا لطلبي، وحينئذ خفت من هذا الحلم المخيف واستيقظت من منامي". وتذكر والدته يوم مولده وتقول:" كان مولده بالنسبة لنا عيدا، خاصة وأنه أول ولد بعد ما رزقنا الله البنت البكر،وكان والده مسرورا جدا لمجيئه، وذبح رأسين من الخراف،وعملنا الولائم للأقارب
وقبل بيوم من إصابته،قام الجيران بخلع أشجار نخيلهم،وبدأ الشهيد وأولاد عمه يحضرون جريد النخيل ويصعدوا به على سطح المنزل لعمل بيت عزاء!، ومن ثم حملوا على أكتافهم الطفل شادي البالغ من العمر خمس سنوات وهم يرددون "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وصعدوا به إلى سطح المنزل حيث عملوا بيت العزاء! هذه لعبة الأطفال التي أصبحت سائدة والتي رسمها الاحتلال الصهيوني في أذهان أطفالنا بجرائمه المستمرة.
وكان من بين أحلام الشهيد أن طلب من والده أن يفتح له دكانا خلال العطلة الصيفية ليعمل فيها، خاصة وأن والده يقوم بتوزيع الحلوى على المحلات التجارية في مركبته الخاصة لكسب قوت عيش عائلته، ولكن هذا الحلم لم يتحقق؟.
ي يوم الإصابة بتاريخ 30/4 كانت سلطات الاحتلال تقصف غزة،وصعد الشهيد على سطح المنزل للعب . وكان ينادي دار عمه، ويطلب منهم الاختباء من القصف!،وقد طلبت زوجة عمه منه بأن يختبئ هو الآخر،وكان ذلك قبل نزوله عن السطح إلى أمام المنزل بعشر دقائق قبل وقوع الانفجار الرهيب في منزل الشهيد محمد المجاور لهم
بطل قصتنا هذه هو،الطالب خليل بطل قصتنا هذه المرة هو،الطالب خليل استشهد يوم 31/5/آخر أيام العام الدراسي
متأثرا بجراحه التي أصيب بها بتاريخ 30/4
و دخوله في حالة الموت السريري، والغيبوبة التامة .
الطالب استشهد اثر انفجار مدّبر من الاحتلال أدى إلى تطاير الأبواب الحديدية للمخازن التجارية التي وقع بها الانفجار وارتطم باب حديدي في رأسه، وجسمه، والصقه بالحائط وهو أمام منزلهم مما أدى إلى كسور في رأسه، وتهتك في دماغه، وجروح بالغة في ظهره وجانبيه.
الانفجار الذي وقع قتل طالبين على الفور حينئذ وهما: محمد (17 سنه ) وحمدى (17 سنه )
بينما أصيب الطالب خليل بجراح بليغة، وكذلك أصيبت شقيقته
التي كانت تلعب معه- بجراح طفيفة في ساقها اليسرى وتم نقلهما إلى مستشفى .
وأصيب خليل أمام منزلهم وهو ينتظر والده ،ولم يأت والده ، ولم يصل الشهيد إلى خالته المعلمة لتساعده في دروسه المطلوبة منه في ذلك اليوم المشؤوم الذي راح ضحيته ثلاثة طلبة مدارس، ومكث خليل في المستشفى في غيبوبة تامة، وموت سريري لمدة شهر كامل بعيدا عن مدرسته،حتى فاضت روحه الطاهرة إلى خالقها في آخر أيام العام الدراسي31/5 مستشهدا.
رحم الله شهودائنا
ان لله وانت اليه راجعون