الجمال الباكى مـلـكــة الـمـنـتـدى
تاريخ التسجيل : 05/12/2008 المشاركات : 456 التقييم : 10 النقاط : 360 الجنس : المهنة : الهواية :
| موضوع: إنما بعثه الله ليكمل مكارم الاخلاق الخميس 16 يوليو 2009 - 22:33 | |
| تذكير بمساهمة فاتح الموضوع : بسم الله الر حمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }
أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وبعد .
فلا شك أن مكارم الأخلاق منهاج النبوة وطريق الصالحين ، وهي ركن أركان البعثة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " . وفي رواية : " إنما بعثت لأتتم صالح الأخلاق " . والحديث صحيح بشواهده .
ومكارم الأخلاق من مقومات تمكين الأمم العزيزة
قال الشاعر :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ** فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا
وأفضل من أمرنا باتباعه والاقتداء به هو محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى : { لَقَدْكَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } [الأحزاب : 21] وهو صاحب الخلق العظيم كما وصفاه القرآن بقوله تعالى : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [القلم : 4] وهنا وفي هذه الورقات سنقف على بعض من أخلاقه الكريمة وسيرته العطرة لعلها تكون عونا لنا في التخلق بالأخلاق الفاضلة والسير على منهاج النبوة .
------------------------------------
أخلاق النبوة
قال تعالى : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [القلم : 4]
عن سعد بن هشام قال : سألت عائشة رضي الله عنها فقلت أخبريني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقالت : كان خلقه القرآن . رواه مسلم .
وتفسير ما قالته السيدة عائشة : أي عاليا به ن مستعليا بخلقه الذي منَّ الله عليك به ، وحاصل خلقه العظيم ما فسرته به أم المؤمنين رضي الله عنها لمن سألها عنه ، فقالت : " كان خلقه القرآن " وذلك نحو قوله تعالى له : {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }[الأعراف : 199] { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ ..[آل عمران : 159] { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } [التوبة : 128] وما أشبه ذلك من الآيات الدالات على اتصافه صلى الله عليه وسلم بمكارم الأخلاق ، والآيات الحاثات على الخلق العظيم ، فكان له منها أكملها وأجلها ، وهو في كل خصلة منها في الذروة العليا ،
فكان صلى الله عليه وسلم سهلا ليناً ، قريباً من الناس مجيب لدعوة من دعاه قاضياً لحاجة من استقضاه ، جابرا لقلب من سأله ، لا يحرمه ، ولا يرده خائباً ، وإّا اراد أصحابه منه أمراً وافقهم عليه ، وتابعهم فيه إذا لم يكن فيه محذور ،
وإن عزم على أمر لم يستبد به دونهم ، بل يشاورهم ويؤامرهم ، وكان يقبل من محسنهم ، ويعفو عن مسيئهم ، ولم يكن يعاشر جليساً له إلا أتم عشرة وأحسنها ، فكان لا يعبس في وجهه ، ولا يغلط عليه في مقاله ، ولا يطوي عنه بشره ، ولا يمسك عليه فلتات لسانه ، ولا يؤاخذه بما يصدر منه من جفوة بل يحسن إلى عشيره غاية الإحسان ويحتمله غاية الاحتمال صلى الله عليه وسلم .
اللهم صلى وسلم وبارك عليك يا سيدى يا رسول الله
دمتم بخير
منقول
|
|