خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي

خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي

بتاريخ 1/4/1414هـ الموافق 17/9/1993م

تحدث فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي في خطبته هذه عن المآسي التي يعيشها عالمنا الإسلامي اليوم، وكيف أن كل قوى الشر من يهودية وصليبية ووثنية تآمرت على المسلمين، تريد أن تقتلع جذورهم وأن تهدم عليهم بنيانهم، وأن تأخذهم من دينهم وعقيدتهم. وتحدث فضيلته عما يعانيه إخواننا المسلمون في البوسنة والهرسك، حيث يواجهون جيشاً صربياً عاتياً يعتبر رابع الجيوش في أوروبا، وذكر كيف أن أهل البوسنة ظلوا كالطود الشامخ بما نفخ فيهم من روح الإيمان الجديد.

ثم تحدث فضيلة الشيخ عن معاناة المسلمين في الهند وما يلاقوه على يد الهندوس الوثنيين.

ثم تحدث فضيلته عن قضية المسلمين الأولى «قضية فلسطين».. أرض الإسراء والمعراج فقال:-

وثالثة الأثافي أيها الأخوة هو ما يجري في قضية القضايا في قضية المسلمين الأولى قضية فلسطين أرض النبوات.. أرض المسجد الأقصى.. أرض أولى القبلتين.. مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ها نحن نرى اليوم فصلاً جديداً من فصول هذه الرواية. لقد عايشنا قضية فلسطين منذ وعينا على هذه الدنيا، منذ أن بدأنا نعي أن هناك عالماً إسلامياً، وأن هناك مآسي وقضايا له.

فكانت قضية فلسطين هي القضية الأولى التي تشغلنا، تشغل الفكر وتشغل القلب وتشغل اللسان.. في كل سنة في ذكرى ما سمي وعد بلفور من نوفمبر (بلفور وزير الخارجية البريطاني الذي وعد اليهود أيام الحرب العالمية الأولى بوطن قومي لهم.. وقد علق على ذلك من قال من لا يملك لمن لا يستحق، وعلق عليه مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني رحمه الله بقوله: (إن فلسطين ليست وطناً بغير شعب حتى تستقبل شعباً بغير وطن).

ولكن جرت الأحداث وصنعت بريطانيا ما صنعت خلال الأعوام الثلاثين التي حكمت فيها فلسطين وهيأت لأبناء صهيون الفرصة ليستوطنوا ويهاجروا من أوروبا الشرقية وغيرها وقامت العصابات الصهيونية بأعمالها الإرهابية إلى أن حدث ما حدث في سنة 1948م -قبل ذلك كان قرار التقسيم الذي رفضه الفلسطينيون ورفضه العرب بالإجماع- كيف يقسم بلد بين أهله وبين غرباء عنه -لا يستطيع الإنسان أن يقسم الإنسان زوجته بينه وبين عاد عليه يريد أن يهتك عرضه وينتهك حرمته- كان التقسيم مرفوضاً ومع هذا حدث ما هو شر من التقسيم وقامت دولة إسرائيل واعترفت بها أمريكا ثم اعترفت بها روسيا وقال الجميع أن إسرائيل خلقت لتبقى ودخلت الجيوش العربية السبعة إلى فلسطين وبالخيانات والتآمر والأسلحة الفاسدة التي كانت تقاتل بها بعض الجيوش انهزمت الجيوش السبعة أمام العصابات، كنا نقول عن إسرائيل وكانت أجهزة إعلامنا المقروءة والمسموعة (لم يكن هناك أجهزة مرئية في ذلك الوقت) الصحافة والإذاعة كانت إذا ذكرت إسرائيل تقول إسرائيل المزعومة بين قوسين (المزعومة) وظللنا سنوات نقول عن إسرائيل المزعومة ثم خجلنا من أنفسنا حين كانت هذه المزعومة تركل هذه الجبهة وتصفع هذه الجبهة وتعتدي هنا وهناك ولا يملك العرب المعتدى عليهم إلا أن يشجبوا وينكروا هذا العدوان ويحتجوا لدى مجلس الأمن وهيئة الأمم، وهناك آلاف الاحتجاجات والاستنكارات بعد ذلك خجلنا من أنفسنا أن نقول عن إسرائيل المزعومة بعد أن أوشكنا أن نكون نحن المزعومين وظل هذا الوهن إلى أن هيأ الله الفرصة لجهاد فلسطين يقوم على أكتاف أبناء فلسطين أنفسهم.

وقامت فتح وقامت فصائل مختلفة تجاهد وتنادي ثورة حتى النصر ثورة حتى النصر إلا أن قامت حركة المقاومة الإسلامية (الجهاد باسم الإسلام)، ثورة المساجد الثورة التي انطلقت من بيوت الله وكانت صيحاتها من فوق المآذن من ميكروفونات المآذن حي على الجهاد - حي على الجهاد.. راياتها المصاحف -القرآن الكريم مرفوعاً- شعاراتها لا إله إلا الله .. الله أكبر، أناشيد أبنائها وأشبالها خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود.

هذه الثورة المسجدية الإيمانية قلبت الموازين وجعلت هؤلاء يحسبون ألف حساب لهذه الروح الجديدة، فما كانوا يخافون كثيراً أن يكون الجهاد باسم الوطنية أو تحت شعار القومية إنما الذي كان يخيف يهود وأبناء صهيون أن ينطلق الجهاد باسم الإسلام، كانوا يريدون أن يكون جهادهم أو نضالهم أو قتالهم تحت اسم التوراة أو التلمود، أما المسلمون فما كانوا يحبون أن ينطلق جهاد لهم تحت راية الإسلام لكن هذا الذي حدث ومن هنا كان الضغط المستمر على المقاومة الإسلامية وكان تكسير العظام وكان القتل وكان التشريد وكان السجن وكان هدم البيوت.. الخ. ولكن لم يفت ذلك في عضد هؤلاء المجاهدين الجدد إنه الإسلام -الإسلام أنشأهم خلقاً جديداً يرون أن الموت هو عين الحياة، ما أخشى ما يخشاه الناس؟ الناس يخشون على أمرين: يخشون على الرزق ويخشون على العمر، والرزق بيد الله والعمر بيد الله، لا يستطيع أحد أن ينقص من رزقك لقمة أو درهما ولا يستطيع أحد أن يؤخر أجلك يوماً أو ساعة أو لحظة من زمن الأرزاق والأجيال بيد الله. ولهذا لم يخف هؤلاء من الموت، لم يبالوا أوقعوا على الموت أم وقع عليهم، فإما أن نعيش سعداء وإما أن نموت شهداء، إنما هي إحدى الحسنيين: ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتا، بل أحياء ولكن لا تشعرون- ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون...

هذه الروح الجديدة وهذا الجهاد الجديد هو الذي جعل أبناء صهيون يفكرون تفكيراً جدياً.. دعوكم من كل ما يكتب ويقال... أحياناً تنقل وكالات الأنباء وتقارير الصحف الأجنبية والعالمية ما وراء السطور- قالت رويتر إن الذي جعل الإسرائيليين يعملون بالاتفاق الجديد هو خوفهم من تنامي الأوصولية الإسلامية...

إن هذه الأصولية يصلب عودها يوماً بعد يوم، قامت ثورة إسلامية في إيران ووصل حكم إسلامي إلى السودان وفاز الإسلاميون في الأردن وفي اليمن وأوشك الإسلاميون في الجزائر أن يصلوا إلى الحكم بطريق ديمقراطي و..و الخ، وهذا هو الخطر .. العالم كله الآن يتنادى بالتحذير (أقصد العالم الغربي والصليبي) يتنادى بالتحذير مما سموه الخطر الأخضر يقصدون الخطر الإسلامي..

زال الخطر الأحمر الذي كان يتمثل في الشيوعية العالمية بقيادة الاتحاد السوفياتي والخطر الأصفر الصيني لم يعد يخوفهم.. الخطر الجديد هو الخطر الإسلامي.. هل الإسلام خطر والمسلمون بهذا الضعف والمسلمون في مؤخرة الأمم، وفي ذيل القافلة، كيف يعتبر هذا خطراً تحشد القوى للتخويف منه وتضخيم مخاطره وغرس هذه المعاني في العقول والنفوس أن يعود الإسلام قوة من جديد، صحيح أن الإسلام ضعيف الآن ولكنهم يقولون لقد عرفنا من طبيعة الإسلام أن يقوم ضعيفاً ثم سرعان ما يقوى متفرقاً ثم سرعان ما يتجمع إذا وجد من يقود الأمة باسم الله ومن يخاطبها بكلمة الله فسرعان ما يظهر هذا العملاق يخرج من قمقمه ويتحدى الدنيا كما فعل ذلك أيام صلاح الدين وأيام محمد الفاتح وغير ذلك وغير هؤلاء الأبطال، إنهم يخشون أن يعود صلاح الدين من جديد، هذا ما يخشاه هؤلاء. ولذلك سارعوا بمثل هذا.. اتفاق لا يعطي الشعب الفلسطيني ما كان يتنادى به من سنين طويلة من حق تقرير مصيره وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل ترابه وإعادة اللاجئين المشردين إلى أهلهم وإلى ديارهم وإلى أوطانهم التي أخرجوا منها بغير حق وأن تكون عاصمة هذه الدولة المستقلة القدس الشريف...

هذا ما كانوا يتنادون به ولكن للأسف لم نجد هذا في الاتفاق الجديد -كان مما قاله الذين مثلوا الجانب الفلسطيني أننا نأمل أن تحل المشاكل الصعبة في المرحلة القادمة، مشاكل القدس والمستوطنات واللاجئين والحدود... إذا كانت هذه المشكلات معلقة فما الذي حل من مشكلات إذن..

إن رابين عشية ذهابه إلى واشنطن لحضور حفل التوقيع صرح لوكالات الأنباء أن القدس ستبقى العاصمة الموحدة الدائمة لإسرائيل وأن علم فلسطين لن يخفق فوقها في يوم من الأيام.. أردا بذلك أن يبلغ الجانب الفلسطيني أن هذه القضية هي إحدى الثوابت التي لا تقبل التغيير أو التعديل أو التنازل وفي كلمته في حفل التوقيع قال نحن قادمون من القدس العاصمة التاريخية والأبدية للشعب اليهودي..

هل يمكن أن نقبل تنازلاً عن القدس عن المسجد الأقصى عن أولى القبلتين وثالث المسجدين العظيمين، هل يمكن أن يصبح هذا أمراً هامشياً يترك إلى نهاية المفاوضات بعد أن يكون كل شيء قد تم وتم الاعتراف وتم التطبيع وتم الاختراق وتم وتم... وماذا يملك الذين يمثلون فلسطين عند ذلك؟ هل يرجعون في كل ما تم.. إذا تصلب الجانب الإسرائيلي وهو متصلب من اليوم.. كيف نفرط في القدس.. كيف نسكت عن اللاجئين الملايين الأربعة المشردين... ذكر رابين في كلمته يهود الشتات وهؤلاء اليهود المشتتين كما يسمهم يهود عاشوا في أقطار قرون من الزمن ولدوا فيها ونشأوا هم وآباؤهم وأجدادهم وأجداد أجدادهم ويسميهم يهود الشتات. وسكتنا نحن عن فلسطينيي الشتات وكثير منهم ولد في فلسطين وعاش فيها ونشأ فيها شهد بنفسه مجازر دير ياسين وغيرها.. كيف نسكت عن هذا ولا نقول كلمة واحدة عن هؤلاء المشتتين وما عانوه وما يعانونه؟ هذه قضية اللاجئين.. وقضية الاستيطان لا زال المستوطنون يصولون ويجولون هؤلاء الذين جاءوا من خارج فلسطين أصبحوا يتحكمون في أرض فلسطين وفي أهل فلسطين، في الضفة الغربية وغيرها الاتفاق يعطي القوات الإسرائيلية الحق في التحرك بحرية في الطرق ما بين غزة وأريحا.. أين الانيسحاب إذن؟ كيف رضينا بالهوان؟ كيف قبلنا بهذا الدون؟ لقد وقفنا ضد اتفاقية كامب ديفيد وقلنا أنها خيانة فما الذي جعلنا نقبل ما هو شر منها، ولهذا إن البعض يقولون الآن إن كامب ديفيد الأولى خير من كامب ديفيد الثانية. كما قال أبو الطيب المتنبي:

يقضى على المرء في أيام محنته حتى يرى حسناً ما ليس بالحسن

ما السر في هذا؟ إنه الوهن.. الوهن الذي أصاب القائمين على هذه القضية، وهو ما حذر منه القرآن فقال :«فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم».. هؤلاء يقولون ليس معنا أحد.. ذهبت روسيا التي كانت تعضدنا والعالم العربي ممزق وضعيف فلم يبق أمامنا إلا أن نقبل ما يعرض علينا..

هذا هو الوهن، الوهن الذي يصيب الأمم في مرحلة الضعف وحذر حتى النبي صلى الله عليه وسلم الأمة في مرحلة الغثائية حينما تصبح كثرة كغثاء السيل فقال: ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن -قالوا وما الوهن يا رسول الله؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت. هذا هو الوهن النفسي أن يخلد الناس إلى الدنيا إلى المناصب إلى الشهوات ويكرهوا الموت في سبيل الله.. حب الدنيا وكراهية الموت.. لهذا نهى القرآن عن الاستسلام لهذا الوهن والضعف.

فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون.. لأن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه والله معكم إذا تخلت عنكم روسيا أو غيرها، فالله معكم حسبك أن يكون الله معك ومن كان الله معه فلن يضيع ومن نصره الله فلن يغلب (إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده).

لنأخذ مثلاً من إخوتنا في البوسنة والهرسك..( هؤلاء الصامدون الذين رأيناهم كما نشرت الصحف من ايام ثمانية عشر رجلا منهم في سجن الكروات يقتسمون رغيفا من طول ما اهلكهم الجوع كل واحد يأخذ منه لقيمة . . ومن شدة العطش لعقوا بأفواههم الثرى عسى ان يجدوا فيه بعض الندى . . هؤلاء صمدوا . . فأين ابناء فلسطين . . لماذا لا يصمدون . . لماذا يهنون ..) وقد قال الله تعالى في شأن قوم «وما من نبي الا قاتل معهم ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين، وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين».

أي أنهم اتهموا أنفسهم إذا كنا أصبنا في بعض المعارك فلا بد أن نكون قد أذنبنا أو قصرنا، ولذلك سألوا الله المغفرة قبل أن يسألوه التثبيت والنصر.. اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.. ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين.. ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون..

إن قلتم أننا قد ضحينا وتعبنا وعانينا فالعدو أيضاً يضحي ويعاني ويتعب، ولكن فرق بين من يعاني ويتعب في سبيل الله في سبيل الحق، في سبيل الشرف والعدل، ومن يعاني ويتعب في سبيل الطاغوت، في سبيل الظلم والباطل.. (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون).

يا أيها الأخوة، ربما يقول البعض هذا شأن فلسطين وهل نحن فلسطينيون أكثر من الفلسطينيين أو ملكيون أكثر من الملك كما يقال ونقول. صحيح أن هذا ربما كان في المقام الأول شأناً فلسطينياً ولكن هل دعيت السلطة الشرعية الوطنية الأولى للفلسطينيين في مثل هذا الأمر الجلل.. هل دعي المجلس الوطني الفلسطيني قبل أن يصدر القرار ويفاجأ بالأمر الواقع.. لم يحدث، ثم إن هناك فصائل لها شأنها في الجهاد الفلسطيني إسلامية وغير إسلامية ترفض هذا. لم يجمع إذن الشعب الفلسطيني ثم من يقول أن فلسطين، أن المسجد الأقصى، أن قبة الصخرة، أن أرض الإسراء والمعراج هي ملك للفلسطينيين وحدهم -لا- إنها ملك المسلمين جميعاً، ملك هذه الأمة من مشرق الأرض إلى غربها.. ملك الأجيال القادمة -فلسطين أرض المسلمين- إن الذي حرر المسجد الأقصى من الصليبيين من قبل بعد بقائه تسعين عاماً في أيديهم لم يكن فلسطينياً ولم يكن عربياً بل كان رجلاً كردي الأصل، وإن عربه الإسلام -كان كردياً اسمه صلاح الدين الأيوبي هذا هو الذي هيأ الله على يديه النصر وقامت معركة حطين ومعركة بيت المقدس.. فتح بيت المقدس.

لهذا نقول إن هذه القضية قضية المسلمين حيثما كانوا لا ينبغي أن تسقط الراية أبداً، سيظل الجهاد مستمراً وعندنابشائر من رسول الله ( ص ) ان المعركة بيننا وبين اليهود قائمة ، نقاتلهم ويقاتلوننا ، قال نقاتلهم وفي رواية يقاتلون اليهود فتسلطون عليهم حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر فيقول الحجر يا عبد الله هذا يهودي ورائي فاقتله . . . وفي بعض الالفاظ حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر يا عبد الله يا مسلم هنا يهودي ورائي فتعال فاقلته . . هذا ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر وعن ابي هريرة ، وروى عبدالله بن احمد في السند والطبراني في معجمه الكبير بسند رواته ثقات عن ابي امامة الباهل رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال Sad

لا تزال طائفة من امتي على الدين ظاهرين ولعدوهم قاهرين لايضرهم من ناوأهم او جابههم الا ما اصابهم من لأواء لاي من اذى كان يسقط منهم شهداء وضحايا ، قالوا يا رسول الله واين هم قال بيت المقدس واكناف بيت المقدس )، هؤلاء المرابطون مستمرون بشائر رسول الله صلى الله عليه وسلم تعطينا الامل وتزرع في نفوسنا الرجاء ان هذه الامة منصورة وان هناك طائفة ستظل مستمسكة بعروة الحق لا انفصام لها ، لا تستخفي لاتنحي لا تستلم مهما عصفت الريح من حولها لانهم يعتقدون ان نصر الله آت لا ريب فيه ، وان هناك معركة قادمة سيكون كل شئ فيها مع المسلمين ولصالح المسلمين حتى الحجر والشجر ينطق . . هل ينطق بلسان الحال ام ينطق بلسان المقال ، اي فسرنا هذا الامر فعندما ياتي النصر يكون كل شئ معك . . وعندما يقدر عليه الخذلان فكل شئ ضدك حتى السلاح الذي في يدك كما رأينا هذا في معركة 1967 . . ان المعركة قادمة وفلسطين هي ارض الاسلام والاقصى يجب ان يكون اسلاميا وفي يد المسلمين والقدس عاصمة فلسطين .

ينبغي أن نؤكد على أمور لا بد منها، وهي أن المعركة دينية إسلامية، هذه هي الحقيقة ومن أجل هذا نتحدث عنها على هذا المنبر، لا يظن بعض الناس أننا نتحدث في السياسة، إننا نتحدث في الدين، في صلب الدين نتحدث في أرض الإسراء في المسجد الأقصى - القضية إسلامية كما أنها من جانب بني صهيون يهودية لحماً ودماً هل شاهدتم وسمعتم الحفل.. حفل التوقيع هل سمعتم ما قاله رابين.. إنه انتهز فرصة أن العالم يسمعه فأراد أن يؤكد يهودية القضية واستشهد بالتوراة وقرأ فقرات من سفر الجامعة أحد أسفار العهد القديم وتحدث عن السنة العبرية اليهودية، إن لهم سنة غير سنوات الناس الأخرين.. أراد أن يؤكد الهوية اليهودية. استشهد بالتوراة ولم نر أحداً من وفدنا استشهد بآية من القرآن أو جرى على لسانه مجرد ذكر الإسلام أو ذكر مجرد كلمة المسجد الأقصى. فيا للهوان ويا للضياع.. القضية إسلامية هذا ما ينبغي أن نؤكده والنصر ينبغي أن نؤمن به.. قد يبطئ علينا وهذه سنة من سنن الله حتى نستكمل عدده وحتى تمحصنا الأحداث ليمتحن الله ما في صدورنا ويمحص ما في قلوبنا ولتفرز المعركة الأبطال الحقيقيين ويتميز الخبيث من الطيب، ولكن النصر آت لا ريب فيه، لا ينبغي أن نستعجل الثمرة قبل أوانها ونفرط في طريق الجهاد ويضيع دم عزالدين القسام وعبدالقادر الحسيني وأبي جهاد وأبي إياد وغيرهم وتضيع الدماء في صبرا وشاتيلا عبثاً.. لا .. ينبغي ألا نفرط في هذه الدماء.

في معرض الكتاب بالدوحة الذي عقد في ديسمبر الماضي (1992) وأقيمت فيه ندوة شعرية ألقيت فيها قصيدة أنكر فيها ما يعرض في مؤتمرات السلام هذه أنكر فيها أن نرضى بحكم الكل ما بقي من فلسطين تحت الرعاية الصهيونية والعلم الإسرائيلي. وقلت فيما قلت في ذلك الوقت:

فيا عجباً لمن يجري وراء سراب النفس يظن له به ريّاً ويرجع فارغ الكأس

يفرط في دم الشهداء يا للعار والبؤس يبيع الأرض والتاريخ بالأرخص من فلس

بحكم بني صهيون يا للثمن البخس وضاع جهاد قرن كامل دفنوه في الرمث

جهود كلها ذهبت كأن لم تغن بالأمس فما معنى فلسطين بلا أقصى ولا قدس

فلسطين بلا قدس كجثمان بلا رأس، ولكن قبلنا الجثمان بلا رأس.. قبلنا هذا..

القضية إسلامية والنصر آت.. وينبغي أن نعلم ذلك لأبنائنا ونلقنه أبناءنا هؤلاء المظلومون المضيعون.. أشفق والله على أبنائنا وأحفادنا الذين ظللنا نعلمهم أناشيد العودة وأغاني البطولة.. والقدس والأقصى، ثم بعد هذا نسكت عن هذا كله مرة واحدة، إسرائيل التي قلنا أنها خطر اقتصادي وديني وثقافي وسياسي وعسكري .. الآن نمد إليها اليد ونرى سفاحي الأمس شرفاء اليوم.. ماذا نقول لأبنائنا وأحفادنا.. ينبغي أن نحمي أبناءنا من الخطر القادم الآن وهو عملية غسيل المخ.. احذفوا من القرآن( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود).. احذفوا من القرآن (وإذ تأذن ربك ليبعثن إليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب).. احذفوا من البخاري ومسلم: (ستظلون تقاتلون اليهود ويقاتلونكم إلى أن يحدث كذا وكذا).. اغسلوا أمخاخ أبنائكم وأحفادكم.. لا والله سنثبت ونصبر ونقاوم .. القضية لم تنته بعد وهي مستمرة، كل ما نريده من أبناء فلسطين وقد حدث ما حدث ألا يضرب بعضهم رقاب بعض.. ألا يسفك بعضهم دماء بعض .. حرام أن تراق قطرة دم من أجل ما يريد اليهود..

دعوا الانتفاضة تعمل عملها خارج غزة وأريحا، في الأرض المحتلة الباقية ما دامت الأرض المحتلة الباقية، وهذا أضعف الإيمان.. لأننا ظللنا سنين نقول: إسرائيل كلها قائمة على الاغتصاب والعدوان، وما قام على الباطل فهو باطل، ولا حق لها في الوجود حتى لو يتحكم رضينا بالذل بمله مسلم بمنطق الإسلام والإيمان.. حتى لو رضينا بهذا، لا يجوز أن تقمع الانتفاضة ويقمع الجهاد من أجل حماية أمن اليهود.. لا يجوز هذا.

هذا ما نرجوه من إخوتنا في فلسطين أمام هذا الوضع الجديد.. يا أيها الأخوة نحن في أوضاع ربما يقابلها بعض الناس بالتشاؤم أو باليأس، ولكني أقول والله أن هذه الأوضاع لن يكون وراءها إلا إيقاذ الجذوة وإلا استمرار الصحة وإلا نفخ روح القوة وإلا أن هذا العملاق سينتفض من جديد. طالما أصاب الإسلام محن طوال، تاريخه منذ حروب الردة ومنذ حروب التتار ومنذ غزوات الصليبية ومنذ عصر الاستعمار الذي احتل ديار الإسلام ولكن الإسلام لم يمت وهذه الأمة لم تمت لأن قدر الله لهذه الأمة أنها لا تموت وأنها ستظل تفرز الأبطال يوماً بعد يوم.. إن الذي أخرج طارق بن زياد من قديم وصلاح الدين الأيوبي ومحمد بن مراد الفاتح وعمر المختار وعزالدين القسام وغير هؤلاء من المجاهدين المقاتلين.. الذي أخرج هؤلاء في أوقات ضياع وضعف، سيخرج أمثالهم وأمثالهم وقد أخرج، وها نحن نرى والحمد لله ما يطمئن النفوس..

إن فلسطين إسلامية والمعركة إسلامية دينية لن يبنى الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى.. لن تنتصر اليهودية المنسوخة على الإسلام الخالد.. لن تنتصر التوراة المحرفة على القرآن المحفوظ.. لن ينتصر الباطل على الحق.. بل الحق سينتصر لأن الله هو الحق المبين «سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد»..

أقول قولي هذا أيها الأخوة وأستغفر الله لي ولكم فادعوه يستجب لكم إنه نعم المولى ونعم النصير.

الدوحة : 1/4/1414هـ

17/9/1993م

الموضوع الأصلي : خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي المصدر : منتدى الجمال الباكى الكاتب: شهد

( أشهد يا ربى أنك لا إله إلا أنت .. وأن محمد عبدك و رسولك قد بلغ الرسالة و أدى الأمانة )

خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي 863__

بارك الله فيكى يا شهد

الموضوع الأصلي : خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي المصدر : منتدى الجمال الباكى الكاتب: دمعة حزن

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الموضوع الأصلي : خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي المصدر : منتدى الجمال الباكى الكاتب: عذاب الحب

ياااااااااااااااااااااااااااااارب

اللهم انصر الاسلام والمسلمين فى كل مكان

اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا
ولا تسلط علينا بذنوبنا منلايخافك ولا يرحمنا

اللهم انا ندعوك دراعة نداء وذل احتما ء بأن تبسط لسانى بشكر النعمة منك
وان تقبض عن روحى تلصف الغفلة عنك

يامالك قبل ان يوجد مملوك ويا اول لا قبل اخر ويااخر لا بعد اول فذاك فى ذاك فقف ايها العقل عند منتهاك
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
جزاكى الله خير الجزاء شهد
وحفظ الله لنا الشيخ

الموضوع الأصلي : خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي المصدر : منتدى الجمال الباكى الكاتب: الطير المهاجر

السلام عليكم

جزاكي الله خيرا سحر

ولكي بالمثل ومن الخير مما ترضين من الله والدين

دمتي بووووووووود

الموضوع الأصلي : خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي المصدر : منتدى الجمال الباكى الكاتب: شهد

» اثار فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي في خطبة الجمعة
» خطبة الجمعة -الشيخ محمد حسان-مسجد النور بالعباسية-مصر
» ادعو للشيخ يوسف القرضاوي بالشفاء
» نص مداخلة الشيخ القرضاوي
» الدكتور ميلروالقرآن

خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي

خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة