دندونة المشرفة العامة
تاريخ التسجيل : 23/06/2009 المشاركات : 1212 التقييم : 13 النقاط : 1873 العمر : 32 الجنس : الإقامة : المهنة : الهواية : مزاجى :
| موضوع: لا تحزن ان الله معنا الثلاثاء 18 يناير 2011 - 14:51 | |
| تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
(لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)
هذه الكلمة الجميلة الشجاعة قالها صلى الله عليه وسلم وهو في الغار مع صاحبه أبي بكر الصديق وقد أحاط بهم الكفار قالها قوية في حزم ، صادقة في عزم ، صارمة في جزم : لا تحزن إن الله معنا ، فما دام الله معنا فلم الحزن ، ولم الخوف ولم القلق ؟ اسكن ، اثبت ، اهدأ ، اطمئن ؛ لأن الله معنا . لا نغلب ، لا نهزم ، لا نضل ، لا نضيع ، لا نيأس ، لا نقنط ؛ لأن الله معنا ، النصر حليفنا ، الفرج رفيقنا ، الفتح صاحبنا ، الفوز غايتنا ، الفلاح نهايتنا ؛ لأن الله معنا . لو وقفت الدنيا كل الدنيا في وجوهنا ، لو حاربنا البشر كل البشر ، ونازلنا كل من على وجه الأرض فلا تحزن لأن الله معنا . من أقوى منا قلبا ، من أهدى منا نهجا ، من أجل منا مبدأ ، من أحسن منا مسيرة ، من أرفع منا قدرا ، لأن الله معنا . ما اضعف عدونا ، ما أذل خصمنا ، ما أحقر من حاربنا ، ما أجبن من قاتلنا لأن الله معنا . لن نقصد بشرا ، لن نلتجئ إلى عبد ، لن ندعو إنسانا ، لن نخاف مخلوقا لأن الله معنا . نحن أقوى عدة ، وأمضى سلاحا ، وأثبت جنابا ، وأقوم نهجا ؛ لأن الله معنا . نحن الأكثرون الأكرمون الأعلون الأعزون المنصورون ؛ لأن الله معنا . يا أبا بكر اهجر همك ، وأرح غمك ، واطرد حزنك ، وأزل يأسك ؛ لأن الله معنا . يا أبا بكر ، ارفع رأسك ، وهدئ من روعك ، وأرح قلبك لأن الله معنا . يا أبا بكر ، أبشر بالفوز ، وانتظر النصر وترقب الفتح ؛ لأن الله معنا . غدا سوف تعلو رسالتنا ، وتظهر دعوتنا ، وتسمع كلمتنا ؛ لأن الله معنا . غدا سوف نسمع أهل الأرض روعة الأذان ، وكلام الرحمن ، ونغمة القرآن ؛ لأن الله معنا . غدا سوف نخرج الإنسانية ، ونحرر البشرية من عبودية الوثنية ؛ لأن الله معنا . هذه كلمات قالها رسولنا صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق وهما في الغار وقد أحاط بهما الكفار من كل ناحية ، وطوقهم الموت من كل مكان ، وأغلقت الأبواب إلا باب واحد ، وقطعت الحبال إلا حبل واحد ، وعز الصديق والقريب ، وغاب الصاحب والحبيب ، وعجزت الأسرة والقبيلة ، وبقي الواحد الأحد الفرد الصمد ، حينها قالها عليه الصلاة والسلام : ( لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) . لا تحزن إن الله معنا ، إذا معنا الركن الذي لا يضام ، والقوة التي لا ترام ، والعزة التي لا تغلب ، وما دام الله معنا فممن نخاف وممن تخشى وممن ترهب ؟ فهو القوي العزيز ، وهم الضعفاء الأذلاء ، ما دام الله معنا فلا تأسف على قلة من عدد ، أو عوز من عتاد ، أو فقر من مال ، أو تخاذل من أنصار ، إن الله معنا وكفى ، معنا بحفظه ورعايته ، بقوته وجبرته ، بكفايته وعنايته ، بدفاعه وبطشه ، فلا تحزن إذا تلاها الخادم يهدد الناس بقوته سيده من ملوك الأرض فيخافون ويذعنون ، فكيف برب الناس ملك الناس إله الناس ، أ\إن أعظم كلمة في الخطب وأشرف جملة في الكرب هي هذه الكلمة الصادقة الساطعة : لا تحزن إن الله معنا . وسر هذه الكلمة في مدلولها وعظمتها في معناها يوم تذكر معية الله عز وجل وهو الذي بيده مقاليد الحكم ، ورقاب العباد ، ومقادير الخلق ، وأرزق الكائنات ، وهذه الكلمة في زمانها الذي قيلت فيه وفي جوها المخيف المرعب وفي مكانها المزلزل المذهل لها طعم آخر وقصة أخرى ، لقد جاءت في لحظة طوق فيها على المعصوم وصاحبه في الغار ، وأغلق الباب وأحاط الأعداء بكل جانب ، وسلوا سيوف الموت ، يريدون أشرف مهجة خلقت ، وأزكى نفس وجدت ، وأطهر روح خلقت ، فما الحيلة ؟ الحيلة رفع ملف القضية وأوراق الفاجعة وسجل الكارثة إلى من على العرش استوى ، ليقضي فيها بما يشاء ، ولكن صاحب الرسالة ذا القلب المشرق الفياض أرسل لصاحبه أبي بكر رسالة رقيقة هادئة باسمه حانيه نصها: لا تحزن إن الله معنا، فصار الحزن سروراً والهم فرجاً، والغم راحة ، والكرب فرجاً، والهزيمة نصراً عزيزاً.ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت عليخير البرية لم تنسج ولم تحمعناية الله أغنت من مضاعفة من الدروع وعن عال من الأطموكلمة ( لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)، يحتاجها المسلم كل: فإذا تكاثف همك وكثر غمك وتضاعف حزنك فقل لقبلك: ) لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)وإذا ركبك الدين، واضناك الفقر، وشواك العدم، فقل لقبلك: ) لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)، وإذا هزتك الأزمان، وطوقتك الحوادث، وحلت بك الكربات، فقل لقلبك: إن الله معنا. |
|