تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :في ليلة من ليالي صفاء الذهن راحت يدي تقلب صفحات ديوانٍ لـ ((نزار قباني)) فوجدته يقول هو عن نفسه في مقدمة ذاك الديوان : (( أريد أن أكتب قصتي مع الشعر قبل أن يكتبها أحد غيري , أريد أن أرسم وجهي بيدي إذ لا أحد يستطيع أن يرسم وجهي أحسن مني )) فشدني هذا الكلام وجعلني أقف على كل قصيدة كتبها في ذاك الديوان حتى وقفت على قصيدته : إلى تلميذة . والتي بدأها بقوله :
قل لي _ ولو كذبا _ كلاما ناعما *** قد كاد يقتلني بك التمثال
ومنها قوله :
الحب ليس رواية شرقية *** بختامها يتزوج الأبطال
لكنه الإبحار دون سفينة *** وشعورنا أن الوصول محال
هو أن تظل على الأصابع رعشة *** وعلى الشفاه المطبقات سؤال
إلى أن قال فيها :
كلماتنا في الحب تقتل حبنا *** إن الحروف تموت حين تقال
فدوى هذا البيت في ذهني ورحت أسأل نفسي أأنصف نزار في هذا البيت وأن الحب يجب أن يظل حبيس النفس وأنه لايسمح للمحب بأن يقول لمن يحب (( أحبك)) ..؟!
وجاءت إجابتي ... بخطاب نزار على شكل قصيدة ولكم أن تقفوا معي أو مع نزار :
الحب الخفي000؟
نتسارقُ النظـراتِ سرقـا بيننـا
وعواطفُ الحـبِّ الخفـي تؤزنـا
وحديثُ قلبي في فـؤادكَ خاطـر
ما بالنا نخفي ؟ وتفضـحُ عينُنـا
سرُّ النفوس معلـقٌ فـي طرفهـا
وكـأن أعينَنـا _تسلهـمُ_ ألسُنـا
دعْ قلبكَ المجروحَ ينبضُ داخلـي
واسمع وجيبَ القلبِ يُقتـلُ كِبرُنـا
(كلماتنا في الحـب تقتـل حبنـا)
لا .. يا نزار ! ظلمتَ حبا ما جنى
كلماتنا في الحـب تُحْيـي حبَّنـا
وتعيد جسما زال من فرط الضنى
إنـا بكتـم الحـب نقتـلُ حبنـا
ونضيعُ أحلاما ترفـرف كالمنـى
إنا بكتـم الحـب نجـرحُ حسَّنـا
ونطيع كِبْـرا قـد يُبَعْثـر أمرنـا
إنا بكتـم الحـب نخلـقُ عـاذلا
هو شكنا وعلـى يديـه مصيرنـا
هي أحرف ... بدأ الهجاء ببدئهـا
وحياتنا ... بـدأت بثانيهـا لنـا
واللب ... يختم _لو فطنت_ بثالثٍ
والكاف .. آخرها , فقـل متكهنـا
أو سلِّـم العـذالَ روحَ مـعـذب
وصَّى عليك وإن قتلتَ وما ونـى
وَرَدَ المنيـة حاضـنـا آمـالَـه
وحياتُـه حلـمٌ يـؤرِّق أجفـنـا
حلـمٌ تَغَشَّـى روحــه وكـأنـه
قبـل الوفـاة غـدا بـه مُتَكَفِّنـا
حلـمٌ لـه أمـلٌ يداعـبُ ظـلَّـه
ويضيء درب خياله كي يَضْعنـا
مـع ذكريـات للحبيـب يبثـهـا
شـوق يخالـج نفسـه أن تسكنـا
تنبيه أخوتي أعني بالحب /
الحب الذي لم يدنس بأنانية الغدر أو الخيانة أو جرثومة الاستغلال
تحيتي