فتحت سارة عينيها ونظرت الى وجه ابنتها الجميل وهي نائمه وحمدت الله على نعمه الكثيره عليها ، قامت من سريرها وهي متثاقلة الخطى منهكه لانه لم يغمض لها جفن طوال الليله الماضيه ، من كثرة الهموم والمشاكل وخصوصا مشكلتها الاخيره التي لم تجد لها حلا مع انها استشارت جميع صاحباتها واهلها الا انها لم تقتنع بأي رأي منهم ، والرأي الذي احست انه ممكن ان يكون فيه الحل والخلاص بالنسبه لها احست انها لن تجرؤ على مجرد التفكير فيه.
جهزت نفسها للنزول بعد ان طبعت قبله على وجنة ابنتها البالغه 6 سنوات وتمنت من الله عز وجل ان يحفظها لها سالمه دائما وابدا...
وصلت الي مكان عملها وانشغلت طوال النهار وحتى في الاوقات القليله الهادئه نسبييا من ازدحام العمل لم تجرؤ على مجرد التفكير بمشكلتها لانها كانت تعبة ومرهقه ...
وهي في طريق العوده الى منزلها استسلمت لافكارها وسالت نفسها : يا ترى حييجي يتغدى ولا حايكبر راسه زي كل مره لحد ماتنخ وترضخ لطلباته التعجيزيه بالنسبه لها؟ وعندما اوشكت على الوصول الي باب بيتها اسلمت امرها الى الله وقالت لنفسها : اللي ربنا رايده يكون …
دخلت الى البيت وسالت الخادمه عن زوجها ردت عليها بانه لم يرجع بعد… قبلت ابنتها وسالتها ماذا فعلت طوال اليوم ( حيث انهم في شهر يونيو والاطفال في اجازة) كلمت ابنتها قليلا وصلت الظهر ولما احست بانه لن يأتي رفعت الغداء لانها لا تحب ان تتغدى لوحدها ودلفت الى حجرتها لتنام قليلا بعد الظهر..
يتبع...قامت من نومها المتقطع على صوت التلفون ( الموبايل ) وقالت لنفسها لعله هو ولما رات الرقم ابتسمت ...
هي بتعب : آلو
هو بترقب : ازيك...
هي بهدوء : الحمدلله
هو : عامله ايه النهارده
هي : الحمدلله وانت؟
هو : الحمدلله كويس … الحقيقه انا قلت اتصل اشوفك عايزه حاجه قبل ماسافر ..
هي بضيق : انت مسافر امتى؟
هو بتردد : ان شاءالله كمان يومين ... لو تحبي أأجل سفري اسبوع كمان ..
هي بضعف واضح : زي ماتحب ... انا مقدرش افرض عليك الحاجه دي ... انت ادرى بظروفك...
هو : ايمان ازيها ..
هي : الحمدلله ولو انها بتسال عليك على دايما... وبتسالني هو بابا مسافر لسه؟
هو : ربنا يسهل واحاول اعدي عليكم النهارده .......... تحبي نقعد نتكلم قبل ماسافر؟
هي بتوجس : حانتكلم بايه ... طالما كل واحد متمسك برأيه وانا كل مره بحاول اقرب وجهات النظر لينا احنا الاتنين .. وانا اساسا تعبت اني كل مره اقدم تنازلات وانت باين اتعودت على كده خلاص ومعندكش استعداد للتفاهم ولا لتقديم اي تنازلات ولا حتى تقريب وجهات النظر ....انا زهقت من الخناق وشايفه ان عمرنا ماتفقنا على حل يرضينا احنا الاتنين؟
هو بنفاذ صبر : خلاص خلاص مش مهم انا حاعدي على ايمان واشوف طلباتكم لو عايزين حاجه ..... ولو حبيتي نخرج شويه ونتكلم معنديش مانع... سلام ...
هي بصوت يغلب عليه البكاء : سلام..
رجعت بذاكرتها الى اكثر من سبعة سنوات مضت وتذكرت كيف كانت حياتها سعيده ومستقره وهانئة قبل ان يحدث ماحدث ... وتحسرت على حياتها التي كانت تعتقد انها كامله ولا يعكر صفوها اي سوء ...
تذكرت كيف تزوجت حمدي عن حب كبير وفرت دمعه من عينيها عندما تذكرت لحظات الصفاء والود بينهما .... كانت تظن انه نور حياتها وكانت تقول له دائما : انت محوري الي بلف وادور حواليه مقدرش ابعد عنه لان ربنا خلقني حواليك وخلقك ليا ..... افضل الف الف الف ولا اتعبش.....
وكان يرد عليها : انتي عاملالي عمل يا حبيبتي؟ انا مبزهقش منك ابدا ابدا
وطول النهار وانا في شغلي وصورتك في عينيا ... وفي قلبي ...
كان كريماً جدا معها عاطفيا وماديا ولم يبخل عليها بأي شىء لدرجه احست معها في بدايه حياتها معه كانها اميرة من اميرات القصص الخيالية.....
كيف كان يتمنى دائما رضاها عليه وتساءلت كيف تغير؟ ولماذا … هل هي قصرت في حياتها معه ...؟ ام هي ظروفها التي جعلت من وضعها ضعيف امام وضعه القوي؟؟ بعد ما ربنا وسع في رزقه كثيرا واصبح ثريا؟؟؟