رسالة فوق جراح القلب
من أين أبدأ وأنا أعرف أن ما أكتبه لا يستدير سوى لنفسه .. مللت حروف الانتظار الوهمية .. مللت الكتابة .. مللت الصمت أيضا .. كلما أقف على خارطة الوقت أجد نفسي أغرق في دوامة من الحيرة .. أغرق في دوامة من الوجوم الإجباري
.
حبيبتي
..
أحيانا أجد نفسي مرغما على نطق هذه العبارة .. ربما تسأليني لماذا أكون مرغما على نطقها ؟
!
أتريدين أن تعرفي .. ؟
سوف أقول لك لماذا .. ؟
كلما حاولت الركض إليك أجدك تصدين خطواتي الصغيرة .. تلك الخطوات التي تحمل لي الكثير من الأحلام .. تلك الخطوات التي تحمل لي الكثير من التباطئ الزمني الذي لا يرحم ضعف روحي الهائمة في بحر الحب ذلك الحب الذي يحرق شواطئ هذا القلب
..
حبيبتي
..
تقيدني الكثير من الأسئلة الأسطورية التي لا أجد لها أجوبة سوى الصمت التي تتربص بنبضات قلبي .. تلك النبضات التي لا تجد طريقا الى الخروج إلا من بوابة الانتظار .. نعم الانتظار خلف بوابة المجهول
.
قد لا تعين ما أكتب .. لكن .. صدقيني سوف تعلمين يوما ما ... أن ما أكتبه هو الواقع لكنه بصيغة البسطاء الذين لا يجدون سوى الصبر واستدراج ذلك الواقع الى حيث نشاء .. لكن ما أصعب استدراج هذا الواقع
..
حبيبتي
..
لماذا أصبحت اجهل هوية نفسي .. من أنا .. ؟
لماذا أصبحت أبحث عن نفسي بين طرقات هذا الخوف وذلك الصمت .. ؟
حتى متى وأنا أركض بين يديك كعلبة بين أحضان الموج ترمي بها الأمواج الى الشاطئ تارة وتارة الى أعماق البحر ؟
حتى متى وأنا أبحث عن إجابة مقنعة منك ... ؟
مللت الانتظار .. مللت الانتظار كالطفل الذي يبحث عن رضاء تلك الأم بعد أن غضبت عليه لا لشيء سوى أنه لا يعرف كيف يقبلها
..
حبيبتي
..
متى سوف أدخل شفافية قلبك المبهم الذي أصبحت أجهل الكثير عنه
..
حتى أنني أصبحت أجهل حقيقته تجاه حبي .. نعم .. فلقد تبدلت موازين الحياة بالنسبة لي بين ابتسامة ضائعة ودمعة تغسل حقيقة هذا الواقع
..
حبيبتي
..
سألتك عن مدى حبــــــــــــك لي .. رأيت الصمت أكبر إجابة
..
تارة أفسره بحبك العميق لي فأكون فرحا لدرجة الغرور الذي فرضه ذلك الحب
..
وتارة أخرى أفسره بلا مباله منك فأكون أسير ذلك الصمت
..
حبيبتي
..
متى سوف أقتنع بعبارة .. أو همسة أو رسالة منك تكون نبراسا ينير لي درب الأمل الذي طالما بحثت عنه
..
متى سوف أجد منك تلك الكلمة العذبة التي ما زلت في انتظارها بين الفينة والفينة
حبيبتي
..
متى سوف أستنشق نسمات الخلود التي يحملها قلبك المرهف الذي يحمل الكثير من المشاعر المتدفقة
..
تلك المشاعر التي لم ترحم عاطفتي المجروحة بحبك
.
حبيبتي
..
قفي قليلا .. تأملي مدى قساوة قلبك الذي لا يرحم من يحمل لك كل الحب .. وكل الوفاء وكل الإخلاص
.
قد أكون مجنون في السؤال عنك
..
أو في البحث عن كل صغيرة وكبيرة تخصك
..
أو في التقاط الهواء الذي تتطاير حباته من بين خياشيمك الممزوجة بشموخ الأنوثة .. قد أكون مجنون بذلك
..
لكن صدقيني .. أن حبك هو السبب الذي جعلني أنظر الى كل شيء بميزان الغيرة التي لا ترحمني
..
إن كانت غيرتي تسبب الأذى لك فأنا أعتذر عن ذلك .. لكن صدقيني .. أتمنى أن تغاري علي ولو جزأ من غيرتي عليك
.
صدقيني .. أن من يحب يخشى على حبيبه من نسمات الهواء الطائرة .. هل تعين ذلك ؟؟ ... قد تعين ما أرمي إليه .. أنا لا أريد أن أقول أنك لا تحبيني .. لا .. فأنا لا أعرف عن ذلك سوى ما سطرته لي بصمتك
..
لكن أقول لك أنك قد تجدين لهيب حبي لك في كل شيء أفعله لك .. أم أنني مخطئ فيما أقول .. لا أضن أنني مخطئ
.
حبيبتي
..
لا أريد أن أختم رسالتي هذه إلا بنغمة طالما أرددها بيني وبين نفسي
..
أتعلمين ما هي .. ؟
أحـبـــــــــــــــك
.. أحبـــــــــــــــك .. أحبـــــــــــــــك .. أحبــــــــــــك
..
هي النغمة التي طالما أرددها
..
فهل تعين معنى هذه النغمة .. قولي .. هل تعين .. ؟
متى سوف أسمعها منك .. قولي .. متى .. ؟
فأنا سئمت الانتظار .. نعم .. سئمت الانتظار خلف الصمت الذي نحته في أعماق أعماقي
..
فهلا توقفتي عن هذا الصمت .. هلا توقفتي .. ؟
حبيبتي
..
نعم .. حبيبتي .. سوف أترنم بها ما حييت حتى أرى منك إشارة تنهاني عن ذلك .. وحين أجد تلك الإشارة سوف أكون حينها مرغما على التوقف .. نعم سوف أكون مرغما على ذلك
..
والآن حتى رفع القلم عن الورقة لن يكون إلا بإذن منك
..
فهل تسمحين لي الآن أن أرفع قلمي عن الورقة .. ؟
أو أن تقولي لي أحبك حبيبي