هي قصة حقيقية لانسانة أعرفها قبل وبعد الألتزام.
كانت فتاة في ريعان شبابها لكنها متبرجة كباقي بنات بلدتها،قليل منهن من ترتدي الحجاب،ذهبت لتدرس بعيدا عن أهلها ومن حظ الفتاة استاذ ملتزم وحيي يدرس القانون الأداري مضى من الوقت شهر أو اكثر حينها نظر اليها وقال اسمك له دلالة........ولكن وأصبح يرددها كلما دخل القسم الحقيقة احرجت الفتاة امام الطلبة، وفي اليو التالي استأذن منهم وقال:هل تسمحولي بدقيقة من وقتكم وكانت في آخر الحصة طبعا شباب يحب الاستراحة خاصة ادا كان الأستاذ جاد جدا،أوقفها أمام المكتب وبكل حياء وسرية قال يافلانة !!!!!!!هل لي من سؤال ؟ ولا اريد أجابة !!! ؟ فقال : هل يرضيك ان تسافري الى صحراء قاحلة بلا ماء وزاد وكل الناس معهم ماء وزاد الا انت ما يكون مصيرك ؟وسكت الأستاذ الطيب بدى على المرأة نوع من الذكاء وفهمت القصد ثم قالت والله احب ان اتحجب ثم رجعت مكانها خرج الاستاذ وترك في قلب الشابة خوف ووجل من الله وكان يومها آخر حصة وعطلة الاسبوع،قررت الذهاب الى منزلها ليشتري لها الوالد لباس العفاف ما لبثت ان تركب الحافلة حتى راودتها مخاوف قالت لنفسها ما يكون مصيري لو انقلبت الحافلة وانا متبرجة وصلت بحمد الله في عافية اشترت ولبست لباس الطهر أردت أن يفرح الاستاذ ويبارك لها الحجاب المفاجأة ان الاستاذ انتقل الى مكان عمل آخر في الصحراء الجزائرية تأسفت وكانت خطوة نجاح الى الأمام في أول يوم من رمضان 11ماي1986تحجبت ومن ثم بدأت المسيرة ، جهاد مع النفس قلة مجالس العلم في عين المكان و الناس،فمنهم من فرح بحجابها ومنهم من تأسف على الشباب المدفون .
وكانت البداية مع الهموم من جانب بعض الملتزمين وبدى الرفض ظاهرا على الوجوه لا نريدها بيننا تلك التي كانت متبرجة أتابت اليوم وكان عليها ان تلتحق بالقلة القليلة الموجودة من الأخوات لكن رفضت وسميت بشتى الاسماء لا استطيع ذكرها حتى لا أجرح مسامع أحبتي من القراء.
اختكم لا تعلم شيئا عن التدين الا الصلاة والصوم عرفتهما بالوراثة فقط ولم تجد من يساعدها ويعلمها فشدت عليها ازارها وقالت بسم الله أتعلم وأعلم في نفس الوقت،دخلت مسجدا من مساجد المدينة في يدها ورقة تفسر فيها حديث من كتاب الاربعين النووية وبعد صلاة الجمعة خرجت النساء ولم يبقى معها الا اختا واحدة كانت تصغرها سنا وألقت ما في جعبتها واستمعت الاخت ثم خرجتا في اتجاه واحد وهو الدعوة الى الله.
بدات بتحضير دروس الجمعة للنساء بسيطة جدا ولكن نابعة من قلب تائب الى الله وهي لا تدري هل تجد من يسمع أم لا ووالله العلي العظيم رغم الرفض المحضور عليها ما يأست وبفضل الله بدأ عدد النساء يزداد كل جمعة وأصبح في كل بيت من بيوت المدينة أخت أو أكثر من الملتزمات المحجبات أقبلت النساء على المسجد للاستفادة وكن يحضرن بناتهن الصغيرات ويضعهن في حضن اختنا للتكفل بهن وهو فوج البراعم وجزى الله خيرا الاخوات اللواتي قدمن المساعدة و الحمد لله اصبحت المدينة تقريبا كلها محجبة.
هذا العمل جعل العنصر الرجالي ينشط في المساجدومن ثم بدأت حركة النشاط الاسلامي .
وكانت نكبة 1991 العنف والارهاب الذي حل ببلادنا أغلقت فيها جميع المساجد لا للعمل أو النشاط الأسلامي في المساجد وحتى البيوت.
حملت اختنا هم الدعوة وانتقلت مع زوجها الى مدينة اخرى مجاورة لا حركة لا نشاط حاولت وحاولت ان تجمع النساء في بيتها ولكن مراقبة لا قدرة لها على ذلك هل تعلمون اخوتي أنها ما تركت بابا الا وطرقته ولكن من دون جدوى ستة عشرة عام واختكم تنزف دما والقلب يتقطع في بلدة أدارية لا حراك فيها.
وفي يوم من الايام قررت أن تتوجه الى نظارة الشؤون الدينية وتتوسل سبق لها وان فعلت من قبل لكن هذه المرة نجحت بفضل الله فقال لها الناظر لا مانع في ذلك اختاري احد المسجدين وتفضلي والله يا اخوتي كان حلما وهي تمشي وتضحك تحت خمارها وتقول هل هي حقيقة ام خيال هل أنا في المنام شكرت ربها وتوجهت الى المسجد وجمعت النساء وطلبت منهن الحضور ثم اخبرت اختا لها هي كذلك قلبها معلق بالدعوى وطلبت منها المساعدة على هذا المشروع الاسلامي جزاها الله خير الجزاء لبت وعملت ومازالت تعمل واجتمع الشمل وفتحت اقسام لمحو الأمية حفظ القرآن وفتح مسجدين .
أبعدوها عن المسجد الدي دخلته ودموعها جارية واخرجوها منه وعيناها باكية
وتعود تعمل في المسجد الثاني وهي تقول اللهم اجعلني من اللذين اذا حضروا لم يعرفوا واذا غابوا لم يفتقدوا، اللهم واجعل عملي خالصا لوجهك آمين