للصلاة فضل عظيم في ديننا وأثر كبير في حياتنا
فهي مستراح العابدين وأنس المحبين وروضة المشتاقين
فيها يلقى العبد ربه وقد تعب قلبه من هموم الحياة وصخب الدنيا
فيها يلقى العبد ربه وقد ظمأت روحه من أثر الذنوب والمعاصي
فيها يلقى العبد ربه وقد عانت نفسه من أغلال الشيطان وقيود الهوى
فيلقاه ليرتاح قلبه ولتروى روحه ولتطمئن نفسه
فيخرج منها سعيدا منشرح الصدر قد تخفف من ران القلب ومن طغوط الحياة
وقد قوى قلبه واشتد عزمه على مواصلة السير في هذه الدنيا وليجعل من حياته طاعة وجهادا من أجل دينه وعز
أمته ومن موته تضحية وشهادة لتكون كلمة الله هي العليا.
هذه هي النفس التي يجب أن يعيش بها كل مسلم!
هذه هي النفس التي لن تحققها إلا الصلاة!
ولكن أي صلاة هذه التي تحقق تلك الثمرة الغالية؟!!
هيا بنا نتعلم كيف تكون صلاتنا صحيحة:
شروط صحة الصلاة:
أولًا: دخول الوقت:
للصلاة المفروضة وقت لا تصح قبله، ولا تصح بعده إِلا من عذر، قال - عز وجل -: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء:103]،
أي: مفروضًا في أوقات محددة.
ثانيًا: الطهارة من الحدث
1- الطهارة من الحدث الأصغر:
وتكون بالوضوء، قال - صلى الله عليه وسلم -: «لَا يَقْبَلُ الله صَلَاةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ» .
2- الطهارة من الحدث الأكبر :
وتكون بالاغتسال؛ لقوله - عز وجل -: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} [المائدة:6]
ومَنْ تذكر أنه محدث في صلاته، أو أحدث في أثنائها فقد بطلت صلاته، ولزمه الخروج منها للتطهر وبدون
تسليم؛ لأن الصلاة انقطعت ولم تنته، والتسليم إِنما هو ختام الصلاة.
ثالثًا: طهارة الثوب والبدن والمكان
1- طهارة الثوب:
لقوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدَّثر:4]
2- طهارة البدن:
لما ثبت أن رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ عَلَى قَبْرَيْنِ، فَقَالَ- صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهُمَا يُعَذَّبَانِ،
وَمَا يُعَذَّبَانِ فِى كَبِيرٍ، أَمَّا هَذَا فَكَانَ لَا يَسْتَنْزِهُ مِنَ الْبَوْلِ» .
3- طهارة المكان:
لحديث الأعرابي الذي بال في المسجد، قال - صلى الله عليه وسلم -: «دَعُوهُ، وَهَرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ ذَنُوبًا مِنْ
مَاءٍ» .
رابعًا: ستر العورة
عورة الرجل: من السرة إلى الركبة.
عورة المرأة في الصلاة: جميع بدنها عدا الوجه والكفين.
خامسًا: استقبال القبلة
والقبلة هي الكعبة المشرفة.
قال الله - عز وجل -: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ }
[البقرة:144].
ويجب مراعاة بعض الأمور:
1- الواجب على من يصلي داخل المسجد الحرام أن يتوجه إِلى ذات الكعبة، أما من يصلي بعيدًا عن الكعبة
فإنه يتوجه إِلى جهتها؛ لأنه قد لا يستطيع أن يتوجه إِلى ذاتها؛ ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
«مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ» .
3- صلاة النافلة للراكب: يتحرى القبلة في أول الصلاة ما استطاع، فإن عجز عن ذلك صلى حيث توجهت به
الراحلة؛ لما ثبت أن رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُسَبِّحُ عَلَى رَاحِلَتِهِ قِبَلَ أَيِّ وَجْهٍ تَوَجَّهَ، وَيُوتِرُ
عَلَيْهَا، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْهَا الْمَكْتُوبَةَ .
ماذا يفعل من لا يعرف القبلة؟
من لا يعرف القبلة إن كان في البنيان أو يوجد ناس قريبين يسأل عنها أو يتعرف عليها بمحاريب المساجد أو
بالبوصلة والشمس والقمر وما شابه ذلك فإن عجز بنى على غالب الظن؛ لقولة تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا
اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16].
أدعوكم إخوتي لنتعلم كيف نصلي
بل أدعوكم لنتعلم كيف نسعد قلوبنا!!
ولسان حالنا يقول:
أحب الصلاة وأشتاقها وتسمو بروحي آفاقها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]