عندما تطل التماسيح برأسها من المياه لتنقض علي فريستها، يسيل الماء من عيونها، لكنها ليست دموع، إنها مياه البحر الذي خرجت منه تجري من عيونها الجامدة قبل أن تنقض علي فريستها وتغرس أسنانها في لحمها وتحطم بفكيها عظامها لتلتهمها في وحشية.
كثير من المصريين استحرضوا هذا الموقف، عندما ورأوا المشير محمد حسين طنطاوي الذي استأمنوه علي ثورتهم ودماء شبابهم وأعراض بناتهم يزور المصابين في أحداث مجلس الوزراء بإحساس بارد ومشاعر جافة تغاضت عن مشاهد القتل والإبادة التي روت تراب شوارع وسط القاهرة بدماء الشهداء والمصابين.
لماذا ذهب المشير لزيارة المصابين؟
هل كانت زيارته من موقع المسئولية عن دماء أريقت وأعراض نهشت وصرخات دوت في سماوات الظلم والقهر والصلف والغرور؟ وهو الذي كان يملك بإشارة من يده أن يوقف كل ما حدث..
كان الفاروق عمر يبكي حين ولي أمور المسلمين ويقول لنفسه: ماذا تقول لربك غدا ياعمر؟
فهل تذكر المشير يوما، أنه سيقف مسئولا بين يديه ربه عن عرض الفتيات اللاتي نهشها جنوده وضباطه في مشاهد بربرية تليق بحيوانات في غابة وليس بفتيات هن أنقي وأشرف وأعز من كل من يتحدث عنهن زورا وبهتانا؟! تري ماذا سيكون رده عندما تقف تلك الفتاة التي نزع عنها أبطال جيشه الأشاوس ملابسها وجروها علي ظهرها فانكشف جسدها الطاهر، بينما هم يصرخون فرحين برجولتهم وتفانيهم في تنفيذ أوامر مشيرهم، هل سيجد الرد الذي يغنيه عن عدل وقصاص ستطلبه منه في حمي الرحمن الذي لا يدع ظالما يهنأ بظلمه كثيرا؟.. بماذا سيرد المشير عندما يسأله رب العزة عن المصحف الذي مزقه جنوده وعن مسجد عمر مكرم الذي داسته أقدامهم بأحذيتهم الثقيلة التي دفعنا ثمنها من أموالنا؟!
من أين يجد جوابا عن الجنود الذين الذين تبولوا في وجه الشباب وهم صنعة الله التي فضلها علي كثير ممن خلق تفضيلا؟!
تري، هل يجروء المشير على ترديد نفس الحجج والمبررات التي يقولها لنا الآن؟.. هل سيقول المشير أنه كان يراعي الله فيما فعل وخطط وقرر؟، أم أنه سيعترف في حضرة الرحمن أنه كان يراعي رئيسه مبارك الذي اختاره في منصبه وعينه في موقعه قبل عشرات السنين؟!
فهل فكر المشير ولو للحظة.. ماذا سيقول لرب العزة غدا؟