على غير المعتاد في التحرير كل صباح ساد الهدوء في التحرير وشارع محمد محمود المؤدي إلى وزارة الداخلية لأول مرة منذ اندلاع المظاهرات منذ 6 أيام عقب التوصل إلى اتفاق بين قوات الأمن والمتظاهرين يقضي بتوقف المناوشات تماما بين الجانبين .
ولم يشهد شارع محمد محمود المؤدي إلى وزارة الداخلية لأول مرة منذ ست ليال أي اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، في تطور كان ينتظره الجميع منذ بداية الأحداث ليلة السبت الماضي.
وساد الهدوء جميع جنبات الشارع الذي امتلأ عن آخره بسلاسل بشرية من مختلف القوى السياسية والحركات الشبابية من أجل وقف نزيف الدماء في الوقت الذي التزمت فيه قوات الأمن بالتمركز على مسافة كافية بعيدا عن المتظاهرين.
والتزمت قوات الأمن المركزي والشرطة بالاتفاق كما التزم المتظاهرون وأقام المتظاهرون متاريس على جميع مداخل الشوارع التي كانت تشهد اشتباكات بالإضافة الى تشكيل دروع بشرية لمنع الاحتكاكات .
ويطوف الشباب الميدان داعين المتظاهرين إلى الهدوء والالتزام بأماكنهم وعدم الانجراف وراء أي استفزاز وهتفوا "الشارع أمان الثورة في الميدان". وأكدوا تواصل اعتصامهم حتى تحقيق مطالبهم.
ومن جانبه، قال اللواء إبراهيم الدماطي نائب رئيس الشرطة العسكرية ـ للقناة الأولى بالتليفزيون المصري ـ إن الهدوء عاد مرة أخرى إلى ميدان التحرير منذ الساعة الثالثة فجر اليوم "الخميس" حيث تمت السيطرة تماما على الموقف من خلال التعاون مع الشباب المخلصين من رجال الثورة.
وأضاف الدماطي أن شباب الثورة تفهموا جيدا أن ما يحدث وتتناقله وسائل الإعلام يسيىء إلى مصر.. مشيرا إلى اننا "دخلنا في حوار مع الثوار الذين استجابوا تماما وتم التوصل إلى هذا الاتفاق، ولم تحدث بعد ذلك اي مشاكل داخل شارع محمد محمود"، مؤكدا أن الأمور مستقرة وهادئة تماما داخل الشارع.
وحول اتخاذ أي إجراءات ضامنة لعدم تجدد العنف مرة اخرى قال الدماطي إن بعض شباب الثورة ما زالوا متواجدين وهم لهم مطلب واحد الآن، هو الإفراج عن المعتقلين، مشيرا إلى انه سيتم التنسيق مع وزارة الداخلية لبحث حالات المعتقلين، تمهيدا للإفراج عن شباب الثوار.
ومن جانبه، قال المقدم محمد نبيل عمر المنسق العام لائتلاف ضباط الشرطة: "إن أعضاء الائتلاف حرصوا على التنسيق مع مختلف القوى السياسية وائتلافات شباب الثورة من أجل تكوين حائط صد بشري في شارع محمد محمود الذي شهد مواجهات دامية بين المتظاهرين وقوات الأمن للحيلولة دون إراقة مزيد من الدماء بين أبناء الوطن الواحد".
وأضاف عمر أنه تم التنسيق مع رجال القوات المسلحة لتكوين حائط الصد بعد قيامهم بتأكيد التزام قوات الأمن بعدم التقدم أو الاعتداء على المتظاهرين، مشيرا إلى أن اللواء إبراهيم الدماطي نائب قائد الشرطة العسكرية على التواجد بين السلاسل البشرية لتذليل أي عقبات قد تواجههم.
وتابع أن سلاح المهندسين التابع للقوات المسلحة قام من جانبه بنصب قواعد حديدية مغطاة بالأسلاك الشائكة في شوارع محمد محمود وفهمي ومنصور والفلكي المحيطة بمبنى وزارة الداخلية الكائن بشارع الشيخ ريحان.
وقال إن الغرض من ذلك هو الفصل وعدم إتاحة الفرصة لمن يحاولون إثارة بعض المتظاهرين والزج بهم في مواجهات مع قوات الأمن.
واصطفت سلاسل بشرية متتالية في قطاعات ضيقة بشارع محمد محمود. وناشد أفرادها المتظاهرين عدم التوافد على الشارع والتمركز داخل ميدان التحرير للتعبير عن رأيهم بالشكل السلمي الذي ميز ثورة 25 يناير وأبهر العالم أجمع.
الدروع البشرية في ميدان التحرير
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية