قرر المجلس الانتقالي الليبي دفن معمر القذافي في مكان غير معلوم، ومن المقرر أن يعلن المجلس خلال ساعات عن تحرير ليبيا بشكل كامل، وذلك بعد مقتل القذافي ونجليه معتصم وسيف الإسلام، وعدد آخر من كبار رموز نظامه السابق، كما يكشف المجلس عن الإعلان الدستوري الذي سيتم من خلاله إدارة شؤون البلاد في المرحلة الإنتقالية وحتى إجراء انتخابات وإقامة مؤسسات للدولة حرمت من أي مؤسسات حقيقية طوال سنوات حكم القذافي التي استمرت أكثر من أربعين عاما.
وكان القذافي، الذي وصف معارضيه في بداية ثورة السابع عشر من فبراير الماضي بأنهم «جرذان» قد إنتهى نهاية مأساوية، حيث تفيد أغلب الروايات بأنه تم الإمساك به وهو يختبيء في أنبوب لصرف النفايات والقاذورات.
وروي أحمد السحاتي وهو مقاتل من قوات الحكومة عمره 27 عاما، بأن القذافي كان يجلس بجوار أنبوبي صرف أسفل طريق سريع في مدينة سرت، وتساءل قائلا «إن القذافي وصفنا بأننا جرذان لكن أنظر أين وجدناه».
وروى السحاتي قصة الساعات الأخيرة للزعيم المخلوع، وتعقب مقاتلي القوات الحكومية ولقطات تسجيل مصورة ومشاهد مذبحة.
ووفقا لتلك الرواية فإن القذافي خرج قبل صلاة فجر الخميس بقليل وكان يحيط به بضع عشرات من حرسه الخاص الموالين له ويرافقه قائد جيشه الذي لم يعد له وجود أبو بكر يونس جبر من حصار سرت المستمر منذ شهرين وشقت المجموعة طريقها في إتجاه الغرب، في محاولة للفرار من المدينة، ولم يبتعد الموكب كثيرا قبل ان يتعرض لغارة من طائرات حلف الناتو.
وقال الحلف إن طائراته ضربت عربات عسكرية تابعة لقوات موالية للقذافي قرب سرت الساعة الثامنة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي الليبي وقال الحلف إنه غير واثق مما اذا كان القذافي قتل في هجومه.
وعقب الغارة كانت هناك حوالي 15 شاحنة صغيرة مركب عليها مدافع الية محترقة ومحطمة تتصاعد منها أدخنة بجوار محطة كهرباء فرعية تبعد نحو 20 مترا عن الطريق الرئيسي الذي يقع على بعد ميلين الى الغرب من سرت.
وداخل الشاحنات كانت رفاة السائقين التي تفحمت والركاب الذين قتلوا على الفور في الضربة مازالت على المقاعد، وبعض الجثث الأخرى رقدت وقد بترت أجزاء منها وأصبحت مقلوبة على العشب، وكان عدد الجثث نحو 50 جثة إجمالا.
ونجا القذافي وحفنة من رجاله من الموت وفروا فيما يبدو وسط مجموعة أشجار نحو الطريق الرئيسي وإختبأوا في أنبوبي صرف لكن مجموعة من مقاتلي الحكومة كانت تسير على دربهم في نفس الإتجاه.
وقال سالم بكير بينما كان يحتفي به بعض رفاقه بالقرب من الطريق في البداية أطلقنا النار عليهم من مدافع مضادة للطائرات لكنها لم تكن مجدية، وأضاف ثم توجهنا إليهم سيرا على الأقدام.
وقال لرويترز «أحد رجال القذافي جاء وهو يلوح ببندقيته في الهواء ويصرخ مستسلما لكن بمجرد أن رأى وجهي بدأ يطلق النار علي، وقال بكير «أعتقد أن القذافي لابد أنه أمرهم بأن يتوقفوا، وهتف أحد رجال القذافي «سيدي هنا سيدي هنا.. معمر القذافي هنا وهو جريح»».
وأضاف بكير توجهنا إلى هناك وأخرجنا القذافي، وكان يقول: «ما الخطب.. ما الخطب.. ما الذي يحدث ؟ ثم أخذناه ووضعناه في السيارة».
وقال بكير إنه في وقت القبض عليهم كان القذافي جريحا بالفعل بأعيرة نارية في الساق والظهر.
ولكن محمود شمام وزير الإعلام في المكتب التنفيذي التابع للمجلس الانتقالي قال لاحقا إن القذافي ألقى القبض عليه حيا وقتل أثناء نقله إلى مصراتة، دون أن يعطي مزيد من التفاصيل عن الكيفية التي قتل بها.