وصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأمم المتحدة بأنه ناري وشوه سمعة إسرائيل،
ودليل على الموقف الفلسطيني الحالي الذي يلفه اليأس العميق من الشريك الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة إن الرئيس عباس سار على غرار سلفه الراحل ياسر عرفات من حيث الخطابات الرنانة والنارية التي تأخذ القلوب والعقول، ودليل واضح على مدى اليأس الفلسطيني من محادثات السلام مع إسرائيل.
واعترفت الصحيفة بأن خطاب عباس شوه سمعة إسرائيل وأظهرها بمظهر الدولة التي تقوم بحملة تطهير عرقي ضد الفلسطينيين بالقدس، لدرجة دفعت وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان بوصف الخطاب بـ"التحريضي".
وأضافت الصحيفة أن خطاب عباس عنوانه العاطفة وتطرق لما حدث في العالم العربي حيث دعا إلى إنجاح "الربيع الفلسطيني"، ونقل رسالة إلى العالم العربي مضمونها أن القضية الفلسطينية يمكن حلها من خلال الاعتماد على الذات، مشيرا إلى أنه بعد 63 سنة من النكبة قرر الفلسطينيون أن يحددوا مصيرهم بأيديهم، وأنهم مصممون الآن على تحقيق الاعتراف من اجل إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.
وأوضحت الصحيفة أن عباس طوال خطابه لمحاولة إقامة الدولة الفلسطينية سعى لتلطيخ سمعة إسرائيل الدولية، وفي الوقت نفسه، اعترف بحقها في الوجود وشرعيته، ولكنه يرغب في إقامة دولة فلسطين إلى جانبها، وصب انتقاده على المشروع الاستيطاني والوجود العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وهذا يشير إلى أن عباس سار في خطابه على غرار خطابات عرفات، حيث حرص على رسم الخطوط التي من شأنها أن تمكنه من الحفاظ على صورة الفلسطينيين المستضعفين الذين يقاتلون من أجل الاستقلال باستخدام الأدوات المدنية، وكان هذا هو الحال أيضا عندما أكد عباس إدانة استخدام الإرهاب *يلة لتسوية الصراع، ملمحا إلى "إرهاب الدولة".
وبحسب الصحيفة، فقد عزز عباس وضعه على منصة الأمم المتحدة بوصفه قائدا للحركة الوطنية الفلسطينية، ورأى الملايين من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة على شاشات التليفزيون وسط تصفيق كبير للرئيس، كما استمع أعضاء "حماس" لكلمات عباس وشاهدوا قوة العرض الذي أنتج باستخدام الوسائل الدبلوماسية، وتمكن عباس من العودة بالقضية الفلسطينية إلى جدول الأعمال العالمي وحرك مشاعر ايجابية تجاه تطلعات الاستقلال.
محاولة الفلسطينيين من جانب واحد يدل على خلاف بينهم وبين حكومة إسرائيل وكذلك الولايات المتحدة الوسيط، وفي خطابه سعى عباس -ونجح على ما يبدو- في تحويل الضعف العسكري الفلسطيني إلى قوة دبلوماسية، وإن المحاولة الفلسطينية في مجلس الأمن الآن نتاج ملحمة نضال دبلوماسية، قد تؤدي إلى تقويض مكانة أمريكا لدى العرب في المنطقة.
وفي خطابه أراد عباس تعزيز وتدعيم مكانته على المسرح الفلسطيني، ولكن كلماته القاسية جعلته يفقد نقاط في أوساط الرأي العام في إسرائيل.