أبدت مصادر أمنية تخوفها من انعقاد محاكمة الرئيس السابق محمد حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء، ورجل الأعمال المصري حسين سالم الهارب خارج البلاد، وكذلك وزير الداخلية السابق حبيب العادلي و6 من كبار مساعديه داخل قاعة المؤتمرات التي أنشأها النظام السابق لمحاكمة الجماعات الإسلامية، في ظل الانفلات الأمني والمساحة الواسعة التي عليها القاعة داخل أرض المعارض .
وأبدت المصادر تخوفها من عدم السيطرة على الحضور من أهالي الشهداء والمتظاهرين، لإطلالها من الجهتين على طريق الأوتوستراد، والناحية الأخرى على طريق صلاح سالم.
سيناريو المحاكمة
المستشار أحمد رفعت رئيس دائرة الجنايات أبدى موافقته على انعقاد الجلسة.
وصرح المستشار محمد منيع مساعد وزير العدل بأن الموافقة النهائية على انعقاد محاكمة قتلة الثوار وعلى رأسهم الرئيس السابق تم الاتفاق على انعقادها بقاعة المؤتمرات بعد عقد اجتماع مع وزير التجارة والصناعة، على ذلك.
وقد أكدت بعض المصادر القضائية أن محاكمة مبارك لها سيناريو.. حيث أكدت تلك المصادر على ضرورة حضور المتهم في أولى جلسات المحاكمات كي يصبح الحكم حضوريًا حتى ولم يحضر بعد ذلك.
مؤكدين أن هناك عدة سيناريوهات لأولى جلسات المحاكمة التي سوف تتم والمحدد لها يوم الاثنين المقبل، بأن يتم إحضار مبارك بطائرة الإسعاف الطائر، أو يتم نقله إلى مستشفى وادي النيل بحدائق القبة التابعة لجهاز المخابرات، أو أن يتم تغييبه بتقرير طبي يصدر من الطبيب المعالج له بأن حالته الصحية لا تسمح بانتقاله لتردي الحالة الصحية له وعندئذ تأمر المحكمة بتشكيل لجنة طبية للكشف على الرئيس السابق وإعداد تقرير طبي بحالته لتحديد موقفه من حضور الجلسات.
أما بقية المتهمين فسوف يتم نقلهم في سيارات الترحيلات إلى أرض المعارض بدلاً من محكمة القاهرة الجديدة التي تنحى رئيسها المستشار عادل عبد السلام جمعة عن نظرها وضم وزير الداخلية و6 من كبار مساعديه كمتهمين في قتل الثوار إلى ملف قضية مبارك لاتهامه بتلك الاتهامات الموجهة لحبيب ومساعديه والتي تنظرها المحكمة برئاسة المستشار أحمد رفعت رئيس دائرة الجنايات وقد انتهت مدة خدمته مع انتهاء السنة القضائية الحالية.
قاعة المشاهير
قاعة المحاكمة التي سوف تشهد محاكمة قتلة الثوار وعلى رأسهم مبارك والعادلي ومساعدوه، هي قاعة كبيرة داخل أرض المعارض بمدينة نصر أو بالأحرى تقع ما بين العباسية ومدينة نصر، خصصها النظام السابق لمحاكمة التنظيمات الدينية وكانت أولى المحاكمات بها محاكمة قتلة الرئيس السابق محمد أنور السادات وبدأت محاكمتهم عام 1982م، وكانت قد ضمت 302 متهم، كان على رأسهم عبود الزمر وابن عمه طارق الزمر والدكتور عمر عبد الرحمن، وصدر حكم بعقوبات متفاوتة نال عبود منها 25 عامًا فيما تم تبرئة عمر وآخرين من تهمة التحريض على قتل السادات وكان يرأسها المستشار عبد الغفار محمد.
كذلك شهدت محاكمة تنظيم "الناجون من النار" برئاسة المستشار عمر العطيفي والذين كانوا يحاكمون بمحاولة اغتيال كل من حسن أبو باشا والنبوي إسماعيل ومكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين .
أيضا شهدت إعادة محاكمة الدكتور عمر عبد الرحمن قبل هروبه وحكم ضده بالسجن 5 سنوات باعتباره الزعيم الروحي للجماعات الإسلامية في قضية الفيوم، كذلك قضية تنظيم ثورة مصر التي كان يتزعمها محمود نور الدين ونجل الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر الدكتور خالد عبد الناصر وآخرون.
وكان آخر المحاكمات المطولة التي تمت داخلها وتم تبرئة جميع المتهمين فيها كانت قضية اغتيال الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق وطاقم أفراد حراسته وكان على رأس المتهمين صفوت عبد الغني قائد الجناح العسكري لتنظيم الجهاد.