وفى شأن تخفيف العبء على المواطنين فى توفير احتياجاتهم ، تتواصل فعاليات معرض مستلزمات شهر رمضان، الذى انطلق فى السادس عشر من شهر يوليو الجارى ويستمر حتى الخامس من أغسطس المقبل، برعاية الدكتور جودة عبد الخالق وزير التضامن الإجتماعى وذلك بمبنى اللجنة العامة للمساعدات الأجنبية بمدينة نصر.
يشارك فى المعرض هذا العام عددا من عارضى القطاع الخاص والإستثمارى ،إضافة إلى أصحاب مشروعات شباب الخريجين ،بهدف عرض كافة مستلزمات السلع الرمضانية لأكثر من 300 نوع بأسعار تنافسية وجودة عالية حيث تقل عن أسعار السوق بنسبة خصومات تصل فى بعض الأصناف إلى 25%.
أسعار منافسة
يقول محمد ربيع بائع عطارة وأحد المشاركين فى المعرض ،أنه يشارك فى المعرض للعام الثالث على التوالى ،وذلك لما يوفره المعرض من ظروف بيعية مواتية من حيث المكان والهدوء ومستلزمات العرض من إنارة وايجارات منخفضة الأسعار ،لا يوفرها له أى مكان آخر.
ويشير إلى أن المعرض ينفرد عن غيره من المعارض بعرض السلع الجديدة غير المخزنة وطرحها للمستهلكين بأسعار الجملة بما يقل عن أسعار أمثالها فى الخارج بحوالى 5 جنيهات ،فعلى سبيل المثال بلغ أعلى سعر للبلح فى المعرض 13 جنيه فقط على العكس من أسعاره فى الخارج التى تصل فى بعض الأحيان إلى 25 جنيه ،و"المشمشية" التى تُباع داخل المعرض بسعر 35 جنيه ،فى حين يصل سعرها خارجه إلى 50 جنيه ،و"الفسدق" الذى يُباع داخل المعرض بـ 60 جنيه فى حين يتراوح سعره فى الخارج من 80 إلى 85 جنيه.
ياميش بطعم الثورات
يوضح حسين فتحى ،تاجر عطارة بالمعرض، أن الأحداث التى تمر بها الدول العربية هذا العام تركت آثارا واضحة على أسعار السلع ، ففى حين انخفضت أسعار بعض السلع سجلت أخرى ارتفاعا ملحوظا فى مقدمتها "الياميش" السورى، وذلك نظرا لصعوبة دخوله إلى مصر إضافة إلى الظروف غير المواتية التى تمر بها سوريا الآن وهو ما يدفع تجارها إلى رفع الأسعار.
ويلفت التاجر إلى تأثر العديد من التجار بالثورات قائلا: بعد أن كانت أسماء الفنانيين ولاعبى الكرة تستحوذ على أسماء البلح ،استوحى التجار هذا العام مسميات منتجاتهم من البلح من ميادين الثوار ،التى حظيت بشعبية منقطعة النظير ،حيث نجد هذا العام "بلح 25 يناير" ،"بلح التحرير" ،"بلح جمعة الغضب" ،"بلح الثورة"، و"بلح التنحي" وأخيرا "بلح مساجين طرة" ،وهو أرخص أنواع البلح وأردأها وتصل أسعاره إلى جنيهين للكيلو فقط لاغير.
لاعزاء للمنتج المصرى
عندما سألنا أقدم مشارك بالمعرض - منذ 11 عاما- عن حجم الإقبال هذا العام على المنتج المصرى ،فاجأنا محمد رفعت بالرد بأنه لاوجود للمنتج المصرى من الأساس ضمن "ياميش" رمضان هذا العام أو غيره من الأعوام ،حيث يقتصر وجوده على استيحاء على بعض أنواع "الزبيب" و"قمر الدين" ،فى حين تستحوذ منتجات "الياميش" التركية والإيرانية والسورية على السوق المصرى ،التى لم يتغير الإقبال عليها بشكل ملحوظ بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير رغم وصول أسعار بعضها إلى الضعف.
حيث يلفت إلي أن موسم "الياميش" هذا العام يشهد ارتفاعا فى الأسعار أعلى من الموسم الماضى ،خاصة أسعار المكسرات ،و"جوز الهند" ،حيث يصل سعره الآن إلى 28 جنيها بعد أن كان يُباع فى الماضى بـ 8 جنيهات فقط، وكذلك "الزبيب" الذى وصل سعره إلى 20 جنيه.
وجوه من المحافظات
من أسوان، إلتقينا بـ محمد عبد الله الذى شارك فى المعرض ضمن مشروعات شباب الخريجين بمحافظة أسوان ،فإلى جانب البلح يبيع الشاب الفول السودانى والكركديه والدوم وتوابل الدواجن واللحوم ،جميعها من منتجات شباب الخريجين بأسوان.
يرجع محمد سبب ارتفاع أسعار بعض أنواع البلح خاصة البلح الأسوانى هذا العام إلى السيول التى تعرضت لها محافظة أسوان العام الماضى، مما أسهم فى نقص كميات المعروض من البلح هذا العام، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار هذا النوع .
لم يقتصر المعرض على منتجات "الياميش" ،حيث فتح أبوابه لمنتجات أخرى للمشروعات الصغيرة والتنمية بالمحافظات، حيث لاحظنا تخصيص ركنا لبيع منتجات الخوص والسلال والفخار، والتي أشار محمد محمود ـ بائع ـ أنها نتاج صناعة سيدات محافظة الفيوم اللاتى يعكفن على صناعتها يدويا بمحافظتهم ثم يقوم الرجال بتسويقها داخل وخارج المحافظة.
أما جمال عبد الحميد بائع بشركة "أبناء الساحل" ،فقد اضطر للمشاركة بالمعرض لبيع منتجاته من البلح بأنواعه المختلفة بعد نقل سوق البلح من منطقة الساحل إلى سوق العبور، وقصره على بيع منتجات أخرى ،مشيرا إلى ما يحققه من مبيعات خلال مشاركته بالمعرض نظرا لانخفاض الأسعار ،لافتا إلى وصول بعض أنواع البلح المعروضة فى المعرض إلى 2 ، و3 جنيهات.
مزايا نسبية
يشهد المعرض يوميا إقبالا من المستهلكين من كافة أنحاء الجمهورية ،خاصة بعد أوقات الذروة حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ،فى حين يقل هذا الإقبال أثناء فترة الصباح والظهيرة نظرا لتواجد شريحة كبيرة من المستهلكين فى أعمالهم ،وهو ما أكده لنا البائعون بالمعرض.
تذكر إحدى المترددات على المعرض ـ مُدرسة ـ أنها اعتادت على زيارة المعرض كل عام ،نظرا لما يتمتع به من مزايا نسبية بالنسبة لها فى مقدمتها قربه المكانى من محل إقامتها لكونها من قاطنى مدينة نصر منذ عام 1979 ،فضلا على ما يشمله من منتجات تفى بكافة احتياجات الأسرة المصرية خلال شهر رمضان ،إضافة إلى جودة المنتجات وضمانها لعدم تلاعب التجار فى الأسعار نظرا لكونه تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعى.
وعن ارتفاع أسعار السلع هذا العام لفتت إلى أن الأسعار المرتفعة طالت كافة المنتجات والسلع فى جميع أنحاء الجمهورية، وذلك ابتداء من منبع تداولها مما يجعل أسعارها مرتفعة حتى فى حالة بيعها بأسعار الجملة.
فى حين قاطعتها سيدة أخرى بإشارتها إلى محاولات التجار بالخارج إلى اللجؤ إلى الرفع التدريجى لأسعار المنتجات بشكل يومى لضمان استمرار الجمهور على الشراء دون امتناع أو مقاطعة وفى نفس الوقت تحقيق الربح.
ويوضح مصطفى عمر أن تجميع كل هذا الكم من المنتجات المتنوعة فى مكان واحد ،يساعد المستهلك على ضمان الجودة والكشف السريع عن الأسعار بعيدا عن التلاعب من خلال تعدد عرض السلعة الواحدة وطرحها بالمعرض عبر أكثر من بائع.