180 يوماً هي فترة خلع الرئيس السابق حسني مبارك عن حكم مصر في «11 فبراير« الماضي، و«180» ائتلافاً هي عدد الائتلافات التي تم تكوينها عقب ثورة «25 يناير» أي بمعدل ائتلاف كل يوم تقريباً منذ الثورة، منها ائتلافات حقيقية تدافع عن مطالب الثوار التي لم تنفذ بعد وأخري وهمية يجتمع فيها خمسة من الأصدقاء ويعلنون عن تأسيس ائتلاف جديد حب منهم في الاستحواذ بكعكة الظهور الإعلامي والتمويل من قبل بعض الجمعيات الأهلية أو رجال الأعمال المحسوبين علي النظام السابق.
< ميدان التحرير حالياً يشهد حرباً شرسة بين الائتلافات التي تتزايد كل يوم والتي تلهث وراء تحقيق مكاسب مادية ناتجة عن تمويل أحد الأشخاص لهم لتحقيق أجندته الخاصة ولتحقيق أيضاً مكاسب معنوية عن طريق الظهور الإعلامي والبحث عن دور سياسي خلال تلك الفترة المهمة من تاريخ مصر.
< وإذا استعرضنا خريطة الائتلافات المتواجدة بالميدان سنجد ان الائتلافات الحقيقية التي نشأت منذ بداية ثورة «25 يناير» هي ائتلاف شباب الثورة الذين يتكون من ثلاث حركات سياسية وهم حركة «6 أبريل» وشباب الإخوان وحملة دعم البرادعي، وساهم في تأسيس هذا الائتلاف كل من شادي الغزالي حرب شقيق الدكتور أسامة العزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطي ومحمد القصاص وزياد العليمي وأحمد دومة وعبدالرحمن سمير وغيرهم، ويدعم هذا الائتلاف معنوياً ومادياً كل من الدكتور أسامة الغزالي والدكتور عمرو حمزاوي، حيث يكون الدعم بتسهيل ظهور مؤسسي الائتلاف علي الساحة الإعلامية،ودعمهم بإمدادهم بالخيم وغيرها من المستلزمات التي تساعدهم في مواصلة الاعتصام.
< أما ثاني الائتلافات الحقيقية المتواجدة بالميدان فهو ائتلاف تحالف ثوار مصر الذي أسسه عامر الوكيل والدكتور مرسي منصور في «30 يناير» الماضي، والذي تم تأسيسه حسب قول مؤسسة عامر الوكيل للقيام بعمل توحيد بين الائتلافات المتواجدة في التحرير.
< وفجر الوكيل مفاجأة من العيار الثقيل بقوله ان واحداً من رجال الأعمال التابعين للنظام السابق والحزب الوطني المنحل حاول أن يعرض تمويلاً ضخماً ومقراً لائتلاف تحالف ثوار مصر وعرض أكثر من مليون جنيه علي الائتلاف في محاولة لشراء مؤسسيه وتبني أجندته، مشيراً الي ان رجل الأعمال المحسوب علي الحزب الوطني متواجد في روكسي وعرض علي أكثر من ائتلاف دعمه مادياً، لافتاً الي انه رفض عرضه وشراءه لهم.
<أما ثالث الائتلافات الحقيقية فهو ائتلاف شباب الثورة الذي أسسه حمادة الكاشف وعمرو خالد ورابع هذه الائتلافات هو اعلان مصر الحرة الذيأسسه الدكتور طارق زيدان الذي أطلق عليه العديد من الائتلافات لقب اللواء طارق زيدان لادعائه المستمر بعلاقاته الجيدة بالمجلس العسكري.
< والغريب انه بعد تأسيس تلك الائتلافات وعقب أيام قليلة من خلع مبارك اندلعت بينهم حرب كبيرة واحتدم الصراع بين أعضائها لدرجة انه انشق مجموعة من كل ائتلاف لتكوين ائتلاف جديد فانشقت عن ائتلاف شباب الثورة حملة دعم البرادعي بعد ما رأي أعضاء حملة دعم البرادعي أن عدداً من أعضاء الائتلاف يريدون الظهور الإعلامي بمفردهم دون أن يكون لهم نصيب في ذلك، كما انشق عمرو خالد عن اتحاد شباب الثورة تاركاً حمادة الكاشف بمفرده في الائتلاف بعد صراعات بينهما علي العديد من النقاط الخلافية المتعلقة بمطالب الثوار والتنسيق مع المجلس العسكري من عدمه، كما انقسمت أيضاً حركة «6 أبريل» الي حركتين، حركة بقيادة مؤسسها أحمد ماهر، وحركة أخري بقيادة طارق الخولي بعد خلافات نشبت بينهما.
< وإذا كان كل ائتلاف قد انشقت عنه مجموعة معلنة تشكيل ائتلاف جديد، فان الصراعات والحرب بين الائتلافات والتخوين والتشكيك قد طغت علي المشهد السياسي في ميدان التحرير خلال الفترة السابقة، حيث ان معظم الائتلافات بدأوا في تخوين ائتلاف مصر الحرة الذي أسسه الدكتور طارق زيدان واتهموه بخيانة الثورة ومطالبها لحساب نفاق السلطة والتنسيق معه لدرجة وصلت الي حبس طارق زيدان في عمارة قناة الجزيرة مباشر مصر بعد ان اتهم بعض الائتلافات بأن اعتصامهم وراءه أجندات يتم تنفيذها لصالح تيارات معينة.
< نفس الأمر تكرر مع عامر الوكيل مؤسس ائتلاف تحالف ثوار مصر الذي انشق عنه عدد من أعضاء الائتلاف واتهموه بالعمالة لصالح النظام السابق، وذلك لعدم ظهورهم اعلامياً مثله خلال الفترة الماضية.
< سبوبة الائتلافات المتواجدة بالميدان ناتجة عن دعم قيادات سياسية لهذه الائتلافات مما شجع البعض علي الارتماء في أحضان ميدان التحرير ليكسب جزءاً من كعكة التمويل، ووصل الأمر الي ان الدكتور ممدوح حمزة المهندس الاستشاري قام بدعم عدد من الانتهازيين مادياً وأقام لهم منصة منذ «8 يوليو» الماضي دون علمه انهم لا يفهمون شيئاً في السياسة ولا في الثورة، وذلك حسب ما أكده عامر الوكيل الذي أثار أن ممدوح حمزة قام بتمويل مجموعة مشكوك فيها وأمدهم بمنصة وإذاعة في ميدان التحرير منذ «8 يوليو» الماضي لافتاً إلي ان هؤلاء الأشخاص يدعون كل يوم بأنه تم تكليفهم بوزارات من قبل الدكتور عصام شرف وأنهم رفضوا ذلك.
وإذا أردت ان تعرف كلمة السر لتمويل الائتلافات فإن الدكتور محمد البرادعي وعمرو حمزاوي هما كلمتا السر في حملات التمويل ويشاركهما الدكتور ممدوح حمزة في ذلك، لدرجة ان احد شباب الثورة الذي رفض ذكر اسمه اكد للوفد الأسبوعي، ان هؤلاء الثلاثة لهم ما يقرب من «3» ائتلافاً داخل الميدان يقومون بتمويلها وهذه الائتلافات لها أسماء مختلفة بحيث يكون للبرادعي «10» ائتلافات ومثلها لحمزة ومثلهما لحمزاوي.
< حبر الائتلافات وسبوبة الائتلافات جعلت بعضاً من المحسوبين علي النظام السابق يعلنون تشكيل ائتلافات مثل ائتلاف العاملين بمجلس الوزراء وائتلاف حلمية الزيتون وائتلاف الثوار العرب ومعظم هذه الائتلافات وهمية ويقوم بتشكيلها خمسة أو ستة من الأصدقاء للاستفادة من التمويل والبحث عن دور سياسي وهو ما دعا شباب الثورة الي القول بأن هؤلاء عرفوا الثورة في مارس وشاركوا فيها في إبريل وأصبحوا قيادات في مايو ويونيو