قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن المتظاهرين في مختلف المدن العربية التي شهدت الربيع العربي عادوا لميادين الثورة الجمعة في محاولة لإنقاذ الربيع العربي من الخسوف، خاصة مصر التي نزل آلاف إلى الساحات العامة في مختلف أنحاء البلاد في "جمعة الإنذار الأخير" للمجلس العسكري الحاكم، ووسط مخاوف من أن الثورة التي أطاحت بحسني مبارك يجري خيانتها.
وأضافت الصحيفة أن آلاف المتظاهرين تدفقوا على ميدان التحرير وسط القاهرة استجابة لدعوة النشطاء المعتصمين في الميدان منذ الجمعة الماضية للتظاهر احتجاجا على عدم تنفيذ مطالب الثورة، دون بارقة أمل في قرب نهاية هذا الاعتصام.
وتابعت، إن المتظاهرين اتهموا المجلس العسكري، -الذي تولى السلطة في أعقاب سقوط مبارك ووعد بإفساح الطريق لحكومة مدنية منتخبة ديمقراطيا في وقت لاحق من هذا العام-، بخنق المطالب الثورية والعمل على حماية عناصر من النظام القديم.
ونقلت الصحيفة عن شادي علاء الدين أحد متظاهري التحرير قوله:" كما يقول العديد من على الفيس بوك فإن العلاقة بين الشعب والمجلس العسكري هي نفسها العلاقة بين الزوج والزوجة حينما يعرف أحد الطرفين أن شريكه غير مخلص، في البداية تسكت في محاولة لعدم تدمير الأسرة وتؤذي الأطفال، وفي النهاية تكتشف الزوجة (الشعب) أن الزوج (العسكري) لا يكترث للأسرة في كل شيء".
وتابع شادي:" في البداية حاولنا أن نكذب على أنفسنا، ونعتقد أنهم معنا، لكن الآن الشارع استيقظ ويقول للمجلس العسكري نحن الحكام، ويجب أن تتبع أوامرنا - وليس العكس".
في ظاهرة مشتركة بين جميع المتظاهرين -بحسب الصحيفة - كان الغضب متصاعدا من خطاب المجلس العسكري الذي أذاعه المتحدث باسم المجلس محسن الفنجري، والذي حذر أولئك الذين يسعون إلى "زعزعة النظام العام"، واعتمد لهجة تذكر المتظاهرين بمبارك في خطاباته الأخيرة إلى الأمة.
وتتصاعد الضغوط حاليا على حكومة رئيس الوزراء المؤقت عصام شرف وزير، الذي يبدو غير قادر على مواجهة تعنت الجنرالات، ويجري الآن حثه على الاستقالة من قبل العديد من أنصاره.