وهــم الحــب كتب عليا ما كتب على كل
البشر، كتب عليا أن أشرب كأس الخطر، أن يكون الحب في النهاية قدر وانكتب،
ولا يستطيع احد أن يرحل مهما أقتدر. فماذا أفعل. سلكت طريقي .وبدأت رحلتي :
فكان في البداية صديقي وأصبح قرب النهاية حبيبي وكنيتي، فلا أعرف نفسي إلا
من خلاله، ولا أرى النور إلا من كلماته ترشدني..........تق...ودني ......
تمنعني من أن أضيع وسط مسالك طريقي الطويل، فهو المرشد وهو منذ بداية
الرحلة هو الصديق . وفي رحلتي بدأت أرى بشر وكأنهم ليسوا من البشر، عيونهم
مليء بأحزان لا تحتمل، وكلما خطوت خطوة رأيت الآلام البشر تزداد، فلماذا
.لماذا.؟! إن هذا الطريق هو الحياة فلما يتألمون لما يبكون لما يموتون وهم
أحباء عاشقون ؟!!!!!!!!!!! . فإذا بهم يصرخون يقولون لي أرجعي، فكلما خطوتي
في هذا الطريق ضاعت منك أحلى ذكرياتك، ضاعت منك أحلام الطفلة وأمال
الصبية، ضاعت أيامك لا تكوني مخدوعة كما خدعنا، اتركيه، فارقيه، فقد صدقنا
مثلك من لا يصدق، وأحببنا من لا يعرف الحب، وضعنا وها نحن لا نعرف كيف نرجع
ولا نستطيع الرجوع، أرجعى من تحمليه بين ثنايا قلبك أكثر خطراً عليك مما
نحن فيه، فدعيه، واتركيه، وصدقينا أحقاً أحقاً يا رفيقي هل تستطيع أن تفعل
بي مثل هؤلاء أحقاً ما يقولون، هل تخدعني هل تقتلني هل تأخذني إلى طريق لن
أرجع منه ؟ أجابني وكل حنان الدنيا يملوء صوته، أجابني وعينيه تحتويني،
أجابني وهو يمسك يدي وقال لي هل تصدقين أنت أن افعل أنا فيك هكذا، هل تصدقي
أن أحيا بدوك، أنا أرى النور بدونك، أن أتنفس الهواء بدونك، كيف أحيا وأنا
لا أجد الهواء إلا بصدرك ولا أجد الحياة إلا معك ولا أجد النور إلا في
عينيك، فانا لا اسكن إلا بداخلك وليس لي وجود إلا معك، فهل استطيع أن اهدم
بيتي ....حياتي .... عمري ... لا ...لا تخافي .هاتي يديك أمضي معي كي
احميكي، من كل هذا ......هيا أمضي . آآآآآه من كلماته كم هي صادقة، فسكنت
يدي بين كفيه ومضيت معه ومضيت، وكلما مضيت أحببته واشتقت إليه وهو معي، حتى
أصبح هو أنا بل اغلي مني أنا أتنفس حبه، أحسست بأنني أصبحت أحيا. أسكن
قلبه كما سكن قلبي، أغلق رموش عيني فأراه داخل مقلة العين، أحضانه كانت شوق
لا استطيع أن احلم بان أكون بين ذراعيه، خفت أن أدنسه برغبتي أو أن احلم
كباقي البشر، فكنت شمسه، وقمره، وليله ونهاره، وما لبثت أن رأيت زهرة
.جميلة . رقيقة . ناعمة . ورآها معي فأراد أن يقطفها فسألته لماذا ؟ دعها
تحيا وتعيش، فأجابني هل للزهر عمر، كلما مرت عليه الأيام يذبل لحاله،
فلماذا لا نستمتع به، رأيت رفيق عمري يسوق الموت للزهر، ولكنى لم أرى خطر
ذلك عليا. وبدأ الطريق طويل، ولا نهاية له وأخذ من عمري الكثير والكثير،
ولما مضيت فيه كلما أزداد هذا الحب حتى إنني لا أستطيع أن أتخيل ما هو
مقدار حبي له ولا أستطيع أن أصفه، وفجأة ارتعشت يدي في كفه ورأيتني لست في
قلبه، ماذا حدث ماذا فعل، لا أدري، لا أعلم ما الذي يدور من حولي فها هو
الطريق نهايته أمام عيني، أين أنا خائفة .تائهة . أين هو أمامي وليس معي،
يسكنني وليس في بيتي، يكلمني ولا يسمعني، يجرحني. ويجرحني. ويجرحني . يمرح
من حولي، اخذ شمس ونهاري، أخد ليلي وأقماري . أخذ عمري وقلبي، وأخذ معه كل
حلم بأحلامي، لماذا؟ لماذا ؟ لماذا ؟ ما الذي يحدث بلا مقدمات بلا أسباب،
إن للموت سبب فما هو سبب كل تلك الآلام، وهل هو القدر وما بال القدر بنا،
لما نظلمه معنا، هل أنا عمياء . صماء . بكماء، أجيبني يا من كنت رفيقتك،
حبيبتك، لماذا . أجيبني، يا من كنت كنيتك لماذا ؟ أجيبني لماذا؟ وظللت أصرخ
حتى تحدث وقال : ألم تعلمي الم تدركك الحقيقة . لأن نهاية طريقي معك الآن،
ولأنك لست من هذا الزمان، ولأنني لا أسكن في قلب إنسان هذا الزمان، ألم
تعلمي من أنا منذ بداية الطريق، أنا الحب ذاته، والحب لن تجديه في طريق
العشاق، أو في لهيب نيران الأشواق، أو في بحور الفراق، أو في ثنايا مكتوب
الاقتدار، لن تجدي في زمانك من يعلم مداه في قلبك، أو يستحق حتى يستحق مثل
حبك ، أو يسمع حتى صداه في كونك، فلهذا لن تجدي إلا الأشواك، لن تجدي قلباً
لك مشتاق، كل من تدخليه قلبك، ستكونين أنت له سلوى ولن تكوني له حبيبة،
فلن تجدي مع حلم عمرك إلا الفراق، أما رأيت الزهرة ذبلت ماتت ضاعت بين
أقدام العشاق .أنا الحب أقولها، سأصف في طريق عودتي حبك لكل البشر ولكن
صدقيني لن أجد من بني البشر من يستحق هذا الحب، أشهد الله عليك أنك لا
تستحقين غير من يملك قلبا بكل هذا الوفاء، وفي هذا الزمن لن أجد مثل هذا
الرجل، ولكن على وعد مني يا من جعلت ليا معنى . يا من أحييتني بعدما تلاعب
بيا كثير من المغرمين، أعدك أنني سأبحث عن قلبك يكون لك أمين، فيا ليتك مع
كل هذا العذاب تتحملين، حتى أجده . وجلست وحدي أريد أن أرجع ولا أستطيع
الرجوع، أريد أن أمضي لوحدى ولا أستطيع التقدم وهو ليس معي، أن أحذر من
يأتي بعدي ولا أستطيع، فلن يأتي إلى تلك البقعة أحد قبلي ولن يأتي إليها
أحد بعدي فلم يصل لنهاية الطريق غيري ولن يصل إليه غيري فألآمه ستقتل
القلوب قبل النهاية ودموعه ستعمي العيون وأوهامه ستجن العقول فكما علمت أن
أحزانه بلا بداية و ألآلامه بلا نهاية، وأوهامه لا تحتويها ألف ألف حكاية،
بل أحتوى وهم الحب قلبي

تسلمى يا احلى دمعه وشكرا ع مرورك الجميل المتواضع

تحياتي ليكي

سالم