وقال الأسد في كلمته "ايام صعبة مرت علينا دفعنا فيها ثمنا كبيرا من امننا واستقرارنا من خلال محنة غير مألوفة خيمت على بلدنا ادت إلى حالات من الاضطراب والخيبة بفعل حوادث شغب وترويع للمواطنين واعمال قتل وتخريب للممتلكات العامة والخاصة تخللت الاحتجاجات الشعبية سقط خلالها عدد من الشهداء سواء من المواطنين أو من رجال الأمن والقوات المسحلة بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الجرحى".
وادعى الاسد ان قواته "اضطرت الى استخدام السلاح ضد من سماهم المخربين" مبررا سقوط اكثر من ألف قتيل من المتظاهرين الذين يطالبون باسقاط نظامه منذ مارس الماضي .
وقدم الرئيس السوري خلال خطابه التعازي لأسر وأهالي الشهداء الذين سقطوا في الاحتجاجات الشعبية، مؤكدا أن استشهادهم ليست خسارة لأهلهم وذويهم فحسب بل خسارة للوطن بأكمله.
وأضاف الأسد "أننا نلتقي اليوم في لحظة فاصلة في تاريخ بلدنا نريدها بإرداتنا أن تكون فاصلة بين أمس مثقل بالاضطراب والالم سالت فيه دماء بريئة أدمت قلب كل سوري وغد مفعم بالامل في أن تعود لوطننا أجمل صور الألفة والسكينة التي طالما عاش فيها".
وبرر الأسد تأخره في توجيه خطاب للشعب السوري لرغبته في ألا يكون ذلك منبرا دعائيا له، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هذا التأخر فتح المجال لكثير من الإشاعات منها ما طالته هو شخصيا لكنها لم تكن صحيحة على الإطلاق.
وأضاف أنه بقدر الخسارة الكبيرة للشهداء فإن ذلك يدفع الجميع لتأمل هذه التجرية العميقة والهامةبجانبها السلبي وبجانبها الايجابي وما يحمله من اختبارات هامة اكشنفنا من خلال معدننا الوطني الحقيقي بقوته ومتانته ونقاط ضعفه، وأكد ان الخيار الوحيد هو التطلع للمستقبل، وقال: "ان هذا الخيار نمتلكه عندما نقرر ان نصنع المستقبل بدلا من ان تصنعه الاحداث وعندما نسيطر عليها بدلا من ان تسيطر علينا".
وبشأن ما تشهده سوريا من أحداث وما إذا كان ذلك مؤامرة أم خللا وغير ذلك من التساؤلات، قال الرئيس السوري بشار الاسد "لا اعتقد بأن سوريا مرت في مرحلة لم تكن هدفا لمؤامرات مختلفة لأسباب عديدة بعضها مرتبط بالجغرافيا السياسية الهامة وبعضها مرتبط بمواقفها السياسية المتمسكة بمبادئها ومصالحها".
وقال إن المؤامرات كالجراثيم تتكاثر في كل لحظة ولا يمكن إبادتها إلا من خلال تقوية المناعة لمواجهتها، مشيرا إلى أن خير دليل على ذلك هي المواقف السياسية والإعلامية التي سادت في الفترة الماضية.
وعن المواقف السياسية الخارجية، قال الأسد إن الهدف منها هو التدخل في الشأن الداخلي وليس حرصا على المواطن السوري ومن أجل تنازل سوريا عن مبادئها ومواقفها ومصالح تتمسك بها، مشددا على ضرورة التركيز على الوضع الداخلي من التصدي لهذه المؤامرات.