قالت صحيفة "السفير" اللبنانية اليوم الاربعاء إن ثورة 25 يناير أعادت تصحيح مسار سياسة مصر الخارجية، إذ أصبحت مصر أما شرعية للعرب، بعد 30 عاما من انقلاب الموازين وتقرب النظام السابق من أمريكا وإسرائيل على حساب القضايا العربية.
وقال الكاتب فرحان صالح في مقاله: " إن الثورة صححت مفاهيم الصديق والعدو في السياسة الخارجية لمصر، وأصبح الرأى العام مختلفا، قبل 25 يناير شيء وبعد ذلك التاريخ شيء آخر، الأولويات برمتها اختلفت، أصبح هناك رأي عام، الرأي العام الذي اضطهد طويلا، أصبح هناك من ينتقد ويسأل، من يقول لا.. من يشير وينتقد حالات الفساد، ويعدد الأسماء.. من يطالب بإسقاط الفاسدين الذين اغتنوا كأفراد، وأضعفوا الشعب المصري كل الشعب".
وتابع يقول إن مصر أصبحت عنوانا للحرية، للكرامة، إن الثورة أسست لحالة رأي عام شعبي في مصر لا يمكن بعد الآن تجاهلها، فالشعب الذي كان بعيدا عن السياسة وعن الاهتمام بشئون حياته، أصبحت السياسة بعد 25 يناير حديثه اليومي.
وأوضح أن أخطر ما مارسه الحكم السياسي (في ظل نظام مبارك) هو إبادة البنية التي تتخرج منها القيادات الشابة، كالانتخابات الجامعية والنقابات المهنية والمحلية، والمجالس النيابية، والأخطر عدم توظيف معظم الكفاءات المهنية والعلمية والإدارية في المؤسسات العامة.
وقال "التغيير هو في البداية محصلة صراع بين مجموعة من القوى، ولا تتخيل أبدا أن يستسلم القديم للجديد بسهولة، فكل طرف يقاتل من أجل ما يتصور أنه يحقق مصالحه".
وأشار فرحان صالح إلى أن الأوضاع التي عاشها الشعب المصري، كانت تدفع هؤلاء الشباب للانكفاء واللامبالاة والعدمية، وبالتالي دفعهم للهجرة .
ولفت إلى أن شباب مصر الذين تنفسوا الحرية، بدأوا ينظرون لأمهم مصر بعيون أخرى، وأصبح هواء مصر مختلفا عما كان عليه قبل 25 يناير، وأن هؤلاء الشباب يمتنعون اليوم عن التفكير بالهجرة، إذ بدأ كل منهم يفتش عن دور ما يخدم به مصر.