علي عرش الفتنة الطائفية يتربع عشرة من قادة السلفيين في مصر في مقدمتهم بطل فتنة كاميليا شحاتة الشهير بـ»أبويحيي« الذي من غير المصادفة أن يصبح هو نفسه بطل فتنة »عبير«.
كان أبويحيي أو »مفتاح محمد فاضل« أعلن أن كاميليا جاءته هاربة من زوجها كاهن ديرمواس بالمنيا، وطلبت منه حمايتها وتفقيهها في الإسلام، مؤكداً أنها أسلمت بعد ذلك وذهبت للأزهر لإشهار إسلامها، إلا أن جهة سيادية اختطفتها أثناء سيرها معه فوق كوبري قصر النيل.
»أبويحيي« فجر تلك القنبلة في أغسطس الماضي، وسكت دون أن يعلم أحد سبب ظهوره أو سبب سكوته، صامتاً حتي تفجر الغضب الشعبي لدي المصريين بسبب تزوير الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فإذا بـ»أبويحيي« يظهر من جديد علي مسرح الأحداث طالباً تحرير الأخت الأسيرة »كاميليا«.
ونظم »أبويحيي« وأتباعه مظاهرات عديدة في القاهرة والإسكندرية، طالبين الانتقام ممن خطف كاميليا ـ علي حد قولهم ـ لينسي الجميع جريمة اختطاف مجلس الشعب بتزوير الانتخابات.
وعندما اندلعت ثورة 25 يناير اختفت مظاهرات »أبويحيي« والتزم الصمت حتي مارس، حيث عاد من جديد لرفع شعار »استرداد كاميليا« ولجأ للقضاء الإداري، مطالباً بإصدار حكم قضائي يحرر كاميليا من الأسر، ولم يكتف بالقضاء وحده فأعلن الجهاد ودعا للتظاهر أمام الكاتدرائية المرقسية واستجاب لدعوته آلاف السلفيين، فرفع سقف مطالباته بالدعوة لاقتحام الكاتدرائية لتحرير كاميليا لولا تدخل ياسر برهامي أحد أعضاء المجلس الرئاسي للدعوة السلفية، الذي أقنع المتظاهرين بالانصراف بعد عدة مكالمات تليفونية تلقاها من جهة رفض الإفصاح عنها.
ومازالت مظاهرات كاميليا تتواصل.. وتطل علينا مرة من أمام مسجدالنور وأخري من أمام دار القضاء العالي والفضل كله لـ»أبويحيي«، أو »مفتاح فاضل« الذي لم يكتف بأن يكون مفجر ثورات كاميليا فراح يلعب دوراً رئيسياً في قيادة غزوة »عبير« التي شهدتها إمبابة قبل أيام، حيث تولي الاتصال بالسلفيين وتجميعهم أمام كنيسة »مارمينا« حتي صار المكان ساحة معركة سقط فيها 12 قتيلاً وأكثر من 200 مصاب.
ويلي »أبويحيي« في قائمة الفتنة خالد حربي مدير موقع المرصد الإسلامي لمقاومة التنصر الذي يحمل شعار »ولن ترضي عنك اليهود ولا النصاري«.. ويعد الموقع الإلكتروني منصة لإطلاق كل أنواع الأسلحة علي الوحدة الوطنية فلا يتوقف »حربي« عن دعوة مسلمي مصر إلي القصاص من شنودة »يقصد البابا« واقتحام الأديرة والكنائس، حتي إنه قال بصريح العبارة: »لابد أن يدخل المسلمون إلي مقر شنودة ويقصوا شاربه ويقلموا أظافره ويصرخوا في وجهه قف مكانك فنحن هنا«.
وعلي نفس نهجه يسير أشرف يوسف حسن أحد شباب السلفيين بإمبابة الذي يسعي بكل ما أوتي من مفردات الخطابة لأن يحرق إمبابة كلها، حيث قال وسط حشد من الشباب: »مانبقاش رجالة لو ما ولعناش الكنايس اللي في امبابة كلها«.
كما قال بأعلي صوته: »الكنائس فيها عصابات ومافيا والنصاري كلهم معاهم أسلحة وإحنا معتقلين مش معانا غير الطوب«!
أما مصطفي العدوي، أحد مشايخ السلفية، فيعتبر أقباط مصر »مشركين لا عهد لهم ولا ذمة« ويدعو إلي الجهاد والقتال في أي قضية تخص العقيدة الإسلامية.
بينما سخر الطبيب حسام أبوالبخاري حياته لما أسماه دعم المسلمين الجدد ويري أن هذا الدعم لن يتحقق إلا بعزل البابا شنودة وطالما ردد أن شنودة معزول بقرار من الرئيس السادات، وأنه عاد لمنصبه بقرار مخالف في عهد مبارك.
البخاري كغيره يدعو ليل نهار إلي تفتيش الأديرة والكنائس للتأكد من خلوها من الأسلحة.
وبشكل أكثر حدة يعتبر الدكتور إسماعيل النقيب، النصاري »كفاراً«.. ولنا أن نتخيل ما الذي يمكن أن يفعله شاب نصف متعلم أو بدون تعليم نهائي في كافر.
بينما يدعو هشام كمال، منسق عام ائتلاف دعم المسلمين الجدد، إلي مظاهرة مليونية لاسترداد 70 أسيرة ــ علي حد وصفه ــ داخل الكنائس.. ويطالب أيضاً بعزل البابا شنودة ومحاكمته أمام القضاء هو والأب بيشوي سكرتير المجمع المقدس وجميع القساوسة المسئولين عن مسرحية كنيسة محرم بك الشهيرة عام 2006 والتي اعتبرت تطاولاً علي الإسلام.
إلي ذات الأفكار تقريباً يدعو محمد الزغبي أحد مشايخ السلفية الذي كان يعتبر »مبارك« أميراً للمؤمنين ويري الخروج عليه خروجاً علي صحيح الدين، قبل أن يتغير ميدان قتاله ويصبح قاصراً علي استرداد »الأخوات المسلمات« في الكنائس وإسقاط »شنودة« وعلي جمعة بسبب موقفه من النقاب، مردداً: إذا لم يتدخل المجلس العسكري ويعيد »كاميليا« فسنتدخل ونعيدها بأنفسنا«.
الأمر نفسه يدعو إليه د. ياسر برهامي، عضو المجلس الرئاسي للدعوة السلفية بالإسكندرية، الذي أعلن أن تفتيش الأديرة والكنائس صار أمراً ضرورياً لا يجوز السكوت عليه.
ويبقي محمود القاعود، أحد مشايخ السلفية، حالة خاصة جداً، فكلامه لا يحمل للأقباط سوي التهديدوالوعيد ويردد دائماً أنه آن الأوان لتفكيك دولة شنودة، والويل كل الويل لمن يتحدث عن الأقباط باحترام.. حدث وفعلها د. يحيي الجمل، وكتب مقالاً بعنوان »قداسة البابا شنودة« فما كان من القاعود إلا أن قال إن د. يحيي الجمل صار القمص يحيي الجمل أي أنه خرج عن الإسلام!!
أحدهم طالب باحتلال مصر وفرض الوصاية عليها.. و10 كهنة ونشطاء يتزعمون تطهير مصر من المسلمين
»باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلي مبغضيكم، صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم«، هذه بعض من كلمات السيد المسيح عليه السلام التي يحفظها الأقباط عن ظهر قلب.
تتنوع قائمة مثيري الفتنة ومشعلي الحرائق علي الجانب القبطي، بين كهنة ورهبان ونشطاء في الداخل والخارج أيضاً، بعكس الجماعات السلفية.
وعلي رأس هؤلاء موريس صادق، رئيس الجمعية الوطنية القبطية الأمريكية، الذي هاجر إلي أمريكا أواخر الثمانينيات ووظف نشاطه الإعلامي للنفخ في نار الفتنة، محاولاً استغلال أي حادث بين المسلمين والأقباط لصالح خطابه التحريضي علي مصر، الذي أسفر مؤخراً عن مطالبته بفرض الوصاية الدولية علي مصر، ودائماً ما يصف المسلمين بأنهم كفرة وغزاة وطالب بطردهم من مصر.
موريس صادق اعتاد منذ عدة سنوات الهجوم علي الإسلام ووصف الرسول صلي الله عليه وسلم بعبارات وألفاظ غير لائقة كان من شأنها استفزاز المسلمين في مصر، بل إنه اعتمد علي تقرير صدر باسم منظمة التضامن المسيحي الدولية ومنظمة أخري تدعي المؤسسة القبطية لحقوق الإنسان، وأعده كل من ميشيل كلارك المتخصص في قضايا الاتجار بالبشر ونادية غالي وهي ناشطة قبطية، تحت رعاية السيناتور الأمريكي فرانك وولف، كشف عن اضطهاد للمسيحيين في مصر، وقدمه إلي أفيدجور ليبرمان، وزير خارجية إسرائيل، متهماً الأزهر بتحريض المسلمين علي حرق الكنائس وقتل الأقباط.
ومن موريس صادق إلي الأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس، لا يختلف الحال، كثيراً، حيث إن تصريحات بيشوي المثيرة للجدل والاستفزاز لدي المسلمين لم تتوقف إلا بأمر من البابا شنودة، حيث تسببت تصريحات بيشوي بأن »الأقباط أصل مصر وأن المسلمين ضيوف عندنا«، وأن الأقباط مستعدون للشهادة في حالة التدخل في شئون الكنيسة، استفزازاً للمسلمين، وحدوث احتقان طائفي كبير بين المسلمين والأقباط نهاية العام الماضي.
بيشوي الملقب بالرجل الحديدي داخل الكنيسة، حاول أن يفوز بثقة الأقباط ليكون خليفة للبابا شنودة، عن طريق آرائه المثيرة للجدل تجاه المسلمين، والتي قامت بتأجيج الفتنة الطائفية في مصر.
أما صاحب المركز الثالث في القائمة فهو القس مرقص عزيز الذي تجاوز كل خطوط الهجوم علي الإسلام وسب كل رموز الإسلام، بداية من الرسول والصحابة والخلفاء الراشدين، وحتي الدعاة الحاليين، ودخل بسبب تصريحاته في خلافات مع البابا وقادة الكنيسة الذين طالبوه بالكف عن تصريحاته المثيرة للفتنة، حيث هاجر إلي الولايات المتحدة الأمريكية لرفع الحرج عن الكنيسة.
مرقص عزيز كاهن الكنيسة المعلقة بمصر القديمة كتب العديد من المقالات التي تم توقيعها باسم بوتا هاجم فيها الرسول شخصياً ما زاد من نار الفتنة والغضب الإسلامي علي الأقباط.
ورابع هؤلاء هو القس زكريا بطرس صاحب الأسلوب المستفز، الذي ذاع صيته منذ عام 2003 بعد ظهوره علي قناة الحياة القبطية التي يمتلكها مرقص عزيز، والتي هاجم فيها الإسلام والمسلمين بأبشع الأوصاف والألفاظ غير اللائقة، إلا أن تم إيقاف برنامجه عام 2010 بعدما أبلغت منظمة جويس باير وهي منظمة قبطية أمريكية تعمل بالشراكة مع قناة الحياة القبطية قناة بي بي سي بإيقاف برنامج بطرس، بسبب انتقاد بعض القيادات القبطية لتصريحاته المشعلة لنيران الفتنة في مصر، ومازال بطرس يحل رتبته الكهنوتية رغم مطالبات البعض بشلحه.
وخامسهم مدحت قلادة المقيم بأمريكا وهو ابن أخت الراحل عدلي أبادير، الذي عرف باسم زعيم أقباط المهجر تخصص قلادة في كتابة العديد من المقالات في الصحف المصرية التي تحرض علي الفتنة الطائفية، ويشغل منصب المدير التنفيذي لاتحاد المنظمات القبطية الأوروبية متهم بأنه يقوم بكتابة مقالات تخيلية عن قتل قبطي علي يد مسلحين مسلمين أرادوا أن يجبروه علي اعتناق الإسلام بالقوة.
وسادسهم في الإثارة مايكل منير، رئيس منظمة أقباط الولايات المتحدة الأمريكية، الذي طالب أكثر من مرة بفرض الحماية والوصاية الدولية علي مصر والتدخل الأمريكي لحماية الأقباط من اضطهاد المسلمين وهو يمارس دوره في إيجاد مناخ من الاحتقان الطائفي لتهيئة المناخ لأمريكا للتدخل لحماية الأقباط.
وسابع القائمة هو الأنبا ميتاس، راعي كنيسة عزبة النخل، والذي اشتهر بتصريحاته المعادية للإسلام والمسلمين وسب القرآن والإسلام في المجلة الشهرية التي تصدرها كنيسته باسم »الكتيبة الطيبية« الذي وصف فيها عمرو بن العاص الذي فتح مصر بأنه العاصي من العاصي، وسب جميع الصحابة في تلك المجلة.
الأنبا أغابيوس كاهن كنيسة ديرمواس يعتبر مفجر أزمة كاميليا شحاتة زوجة الكاهن تداروس سمعان رزق بعد أن صرح بأن بعض المسلمين قاموا بخطفها لإجبارها علي اعتناق الإسلام.
بينما يمثل القس فلوباتير جميل، كاهن كنيسة السيدة العذراء ومارمرقس بفيصل، أحد مفجري الاحتقان الطائفي في أطفيح بعد أن دعا الأقباط إلي الدخول في اعتصام مفتوح أمام ماسبيرو اعتراضاً علي هدم الكنيسة، رغم تعهدات المجلس العسكري بإعادة بنائها قبل احتفالات الأقباط بعيد القيامة.
ويبقي اسم نجيب جبرائيل في ذيل قائمة سماسرة التحريض الطائفي من الجانب القبطي، فقد دخل في معارك قانونية وكلامية مع العديد من الشيوخ ورموز الإسلام في مصر بسبب تصريحاتهم التي تكون بعيدة كل البعد عن الفتنة الطائفية، إلا أن جبرائيل يحاول دائماً إظهار أية تصريحات تصدر من بعض المفكرين الإسلاميين والشيوخ بأنها ذات مغزي طائفي، وهو ما حدث مع الدكتور محمد هدايت الذي قاضاه جبرائيل بعد أن صرح بأن البابا شنودة يقول: إن أكل الخنازير شيء لا يستحب عند الأقباط، واعتبره جبرائيل تصريحاً طائفياً.