ذكرت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" اليوم الثلاثاء ان معظم الإسرائيليين يرون أن الاحتجاجات الشعبية التي تجتاح الشرق الأوسط تعتبر "شتاء مظلم كئيب" يشعرهم بالخوف وقلة الحيلة.
ونقلت الصحيفة عن الكاتب توبياس باك قوله في تقرير بعنوان " الربيع العربي برد قارس على الإسرائيليين" : "إن إسرائيل تشعر بالقلق هي والعديد من الدول الغربية إزاء نوايا قوى المعارضة العربية "، مشيرا الى انه "لا يوجد مكان في العالم يتأرجح فيه الشعور بالأمل والخوف كما هو في إسرائيل".
وأشارت الصحيفة الى استطلاع للرأي يشير الى ان 56 % من الاسرائيليين يعتقدون ان الاحداث الجارية في العالم العربي ستكون "سيئة لاسرائيل" .
ويقول شلومو أفنيري أستاذ العلوم السياسية والمدير السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية :"جدول اسرائيل يختلف عن الدول الغربية ، لو كنت تقيم في أوروبا وترى الفوضى تضرب مصر فهذا أمر سيئ جدا بالنسبة لك، لكن هنا فالأمر ليس شديد السوء فحسب بل ويغير حياتك. فقد عشنا 30 سنة من السلام مع مصر، والآن لا ندري".
ومن جانبه، قال كوبرفاسر يوسف ، المدير العام لوزارة شئون اسرائيل الاستراتيجية. "لا يمكننا ان نتجاهل الجهود التي تبذلها بعض العناصر لتحويل الاحتجاجات العربية إلى الثورة تتحول إلى التطرف... ما يحدث الآن هو إضعاف القوى المعتدلة في الشرق الاوسط".
ويستطرد الكاتب فيقول "إن ما يضع إسرائيل في خانة مختلفة عن الغير ليس القلق حول المستقبل فقط وانما تفسيرها للحاضر، فالمسئولون والمحللون يرون أن الاضطرابات السياسية هي موجه للتخلص من أنظمة الحكم الطاغية لكن الكثيرين يشعرون بالخوف من الصراع الدائر بين المعتدلين والحكام المؤيدين للغرب من ناحية وبين القوى "الأصولية" للإسلام من ناحية أخرى".
واشار الكاتب الى ان المسئولين الإسرائيليين يخشون من استغلال الجماعات المعادية لإسرائيل مثل "الإخوان المسلمون" من أي انفتاح ديمقراطي وخاصة في مصر، ويخشون من استخدام إيران ـ التي لا تزال تعتبر أكبر خطر يهدد الدولة اليهودية ـ لهذه الاضطرابات لترسيخ موقعها في المنطقة".
ويقول الكاتب إن من أشد مواطن قلق الإسرائيليين الإدراك بأنه ليس بوسعها ما تفعله للتأثير على الأوضاع الحالية.
ويتابع: "إن المسئولين يدركون جيدا أن إسرائيل تظل هدفا سياسيا واضحا في المنطقة، وهذا يعني أن أي إعلان علني لتأييد أي جماعة أو نظام سيرتد في شبه يقين إلى نحرها".
وشار الكاتب الى ان ما يزيد مخاوف اسرائيل هو ارتفاع التوتر في الفترة الاخيرة في غزة الذي تسيطر عليه حماس، مشيرا الى ان ثمة حرب في غزة وهي لا تقدم للأنظمة العربية هدفا مفيدا لتفادي الاحتجاجات المحلية.