تسود حالة من التوتر والارتباك داخل الأوساط الرسمية للدولة بسبب المظاهرة المليونية المنتظرة غداً بميدان التحرير أكدت مصادر وجود مخاوف لدي أجهزة الدولة بسبب إصرار المتظاهرين علي الخروج غداً. للمطالبة بعزل جميع القيادات السياسية والتنفيذية المستمرة في مناصبها منذ عهد مبارك، وإقالة المحافظين وحل المجالس المحلية الشعبية، واستبعاد الشخصيات التي تجاوزت سن الستين عاما، ويتولون مناصب حساسة وهامة بالدولة منذ عهد النظام السابق والإصرار علي بقائهم تحدياً لإرادة الشعب.
أشارت المصادر إلي اعتبار بعض الأجهزة الرسمية للدولة في حالة انعقاد دائم تحسباً للمظاهرة المليونية، عقد الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء أمس عدة اجتماعات مكثفة للخروج من مأزق المليونية. اتهمت المصادر التحقيقات والمحاكمات التي تجري حالياً لرموز النظام السابق بأنها شكلية ولا تلبي مطالب الشعب. وأوضحت أن تجاهل التحقيق مع بعض المحافظين المتورطين في قضايا فساد واستمرارهم في مواقعهم حتي الآن وعدد من الوزراء السابقين وعلي رأسهم أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق وعائلته وعلي مصيلحي وزير التضامن الاجتماعي الذي أهدر 13 ملياراً تم صرفها من وزارة المالية لدعم المخابز وهو ما لم يتحقق.
وفي سياق متصل يشارك جميع القوي السياسية في مليونية الغد للمطالبة بسرعة محاكمة الرئيس السابق »مبارك« ورجاله، ووجه ائتلاف شباب الثورة دعوة للشباب للمشاركة بجمعة »المحاكمة والتطهير«.
حدد الشباب 10 مطالب عاجلة وأساسية تتضمن نجاح الثورة، علي رأسها المحاكمة العاجلة للرئيس السابق حسني مبارك ونجله جمال مبارك وفتحي سرور وعزمي وصفوت الشريف، وفتح كل ملفات فسادهم بلا استثناء، والقصاص السريع والعادل من قتلة الشهداء ومحرضيهم، والاسراع في خطوات استرداد الأموال المنهوبة لمصر، ووضع خطة زمنية لمشروع حد أدني للأجور لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتطهير البلاد من قيادات النظام السابق الفاسدة والحزب الوطني وإقالة المحافظين وحل المجالس المحلية الشعبية، وإقالة رؤساء الجامعات، ووقف الانفلات الأمني، وتفعيل دور الشرطة في الشارع علي أساس من احترام حقوق الإنسان والرقابة القضائية مع الاستعانة بشرفاء ضباط الشرطة.
كما قرر المتظاهرون رفع مطالب بإنشاء هيئة قضائية مستقلة تختص بمتابعة ملفات الفساد والتطهير والمحاسبة، كما تتولي متابعة تنفيذ الأحكام الصادرة، وإعادة العمل بنظام قاضي التحقيق، ومراعاة مشاركة جميع القوي الوطنية في صياغة قوانين ولوائح الانتخابات البرلمانية والرئاسية والمحلية والنقابية فعلياً، وإحالة المتهمين المدنيين إلي القضاء العادي ومنع محاكمتهم عسكريا.
كما يطالب المتظاهرون المجلس العسكري بسرعة تطهير جهازي الإذاعة والتليفزيون من بقايا النظام بدأت من رؤساء القطاعات ورؤساء القنوات ومرورا ببعض المذيعين وبعض البرامج.
حدد الشباب هذه المطالب عقب اجتماعهم الاثنين الماضي مع الأحزاب والقوي السياسية لاتخاذ خطوات جادة لإنقاذ الثورة، بعد بطء التحركات الرسمية لتحقيق مطالب الثورة وتغلغل الثورة المضادة.
وكانت حركة »شباب مصر الحرة« قد أعلنت عن توزيعها غدا الجمعة »بالتحرير« مليون نسخة من منشور يتضمن قصة الثورة وأهدافها وصناعها، مناشدة المواطنين المشاركة لتحقيق مطالب الشباب وتوفير مناخ آمن ومستقر لإعادة بناء الوطن.
واستعان الشباب بالموقع الاجتماعي »الفيس بوك« - لضمان مشاركة أوسع من القاعدة الشبابية - وظهر العديد من الدعوات للمشاركة بالمليونية تحت عنوان »8 أبريل جمعة المحاكمة والتطهير لمبارك ورجاله بحضور 10 ملايين مصري«، و»جمعة الشرعية الثورية 8 أبريل اعتصام مفتوح لإكمال الثورة المصرية«، و»جمعة التطهير: الشعب يريد معرفة إيه النظام«، ضمت في عضويتها أكثر من 20 ألفا، معلنة ضرورة تنظيم محاكمة شعبية بمشاركة 10 ملايبن شاب في ميدان التحرير، وقائلة: »لازم نكون إيجابيين مش هانستني محاكمة مدنية ولا هانطالب بمحاكمة عسكرية.. هانحاكمهم محاكمة شعبية.. وهانقدر نعمل كده لو الدعوة دي وصلت لنص مليون علي الفيس بوك«.
وانتشرت شائعات كثيرة حول مشاركة ضباط من الجيش والقوات المسلحة في المظاهرة: »الجيش والشعب هيكمل المشوار«، وانقسم الشباب إلي فريقين أحدهما مؤيد للمشاركة لمنحها ثقلاً والتأكيد علي أن الشباب يد واحدة في البلاد، وآخر رافض بدعوي أنهم مندسون لافشال المليونية.
وهدد شباب الفيس بوك بالزحف في مسيرة مليونية أخري إلي شرم الشيخ يوم الجمعة المقبل، إذا لم يتم محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك وجميع المتهمين بالفساد في عهده.
وعلي صعيد آخر شهدت محافظة الإسماعيلية مظاهرة لأعضاء حركة 6 إبريل رفعت شعار: »تطهير الإسماعيلية« شارك فيها من أهالي الإسماعيلية بالقرب من مبني ديوان عام محافظة الإسماعيلية طالبت المظاهرة المجلس العسكري بسرعة إقٍالة اللواء عبدالجليل الفخراني محافظ الإسماعيلية وحل المجالس المحلية وإحالة الفاسدين بالمحافظة للمحاكمة. كما طالبوا بالزحف نحو شرم الشيخ في تظاهرة مليونية. هتف المتظاهرون بإسقاط محافظ الإسماعيلية.
فيما نظم أمس أكثر من ألف مواطن مظاهرة من حركة 6 إبريل بالمحلة أمام مبني مجلس مدينة المحلة للمطالبة بأن يكون يوم 6 ابريل من كل عام عيداً قومياً للمحلة. وصرف معاش شهري لأسر الشهداء والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وصرف تعويضات للمصابين واستكمال علاجهم علي نفقة الدولة خصوصا ان معظمهم مصابون في عيونهم!!