شهد نائب المدير
تاريخ التسجيل : 18/09/2010 المشاركات : 5742 التقييم : 52 النقاط : 14462 المهنة : مزاجى :
| موضوع: كان الرسول صلى الله عليه وسلم اشد حياء من العذراء في خدرها الأربعاء 5 يناير 2011 - 15:01 | |
| تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :[
كان الرسول صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، وقد تأثر به أصحابه ومنهم عثمان بن عفان رضي الله عنه فقد كان شديد الحياء إلى درجة انه لا يتجرد من ثيابه عند الاغتسال حياء، وقد مدحه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك واخبر بأن الملائكة تستحيي منه، بل أخبر انه هو صلى الله عليه وسلم بنفسه يستحيي منه فقال: لا أستحيي من رجل تستحيي منه الملائكة .
[ومما يدل على أهمية الحياء أخبار النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من الإيمان كما في قوله صلى الله عليه وسلم : الإيمان بضع وسبعون، أو قال: بضع وستون شعبة، فأفضلها: لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان , وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم: الحياء والإيمان قرناء جميعا فإذا رفع احدهما رفع الآخر , وقد صدق صلوات ربي وسلامه عليه إذا وجد الإيمان وجد الحياء. والحياء أنواع، أهمها الحياء من الله عز وجل وهذا النوع هو أكد أنواع الحياء، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: استحيوا من الله حق الحياء, من استحى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوا ، وليذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء .
ومن فوائد الحياء وثماره اليانعة حصول من اتصف به على الخير دائما، فالحياء لا يأتي إلا بخير كما قال النبي صلى
الله عليه وسلم : الحياء لا يأتي إلا بخير , وهذا ملاحظ فلا يأتي الشر إلا من قبل فاقدي الحياء ، فهؤلاء المجاهرون بالمعاصي ما سبب مجاهرتهم؟ أليس قلة الحياء! الذين ينادون بما يخالف الشريعة والدين وعادات المجتمع المسلم ، هل هم من أهل الحياء؟ النساء المتبرجات، المائلات المميلات، أيفعلن ذلك لو كان عندهن شيء من الحياء؟ .. وقفت امرأة على قوم تسألهم عن طفل لها فقدته ، وهي متنقبة ، فقال احدهم انظروا إلى هذه المرأة تسأل عن طفلها وهي متنقبة ! سَمعَته فقالت : لأن أرزأ في ولدي خير من أن أرزأ في حيائي أيها الرجل, نعم للحياء , يذهب الولد ولا يذهب الحياء .. فهكذا ينبغي أن تكن النساء , يقول الشاعر:
أذا لم تخـش عاقــبة اللـيالي …. ولم تستحي فاصنع ما تشاء فلا والله ما في العــيش خير …. ولا الدنيا إذا ذهـــب الحياء يعيش المرء مااستحيا بخير …. ويبقى العــود ما بقي اللحاء
فليستحيي أولئك من الله حق الحياء , وحتى ولو لم يكن الحياء من الدين فأنه من عادات أهل المروءة فالعرب في جاهليتهم كان ذوو المروءة منهم ، يمنعهم الحياء عن بعض الرذائل كما جاء عن أبي سفيان قبل إسلامه حينما سأله هرقل عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال : لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبا لكذبت عليه , وعنترة في جاهليته كان يغض طرفه عندما يرى جارته أمامه حياء حتى يواري جارته مأواها :
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها
عن عمران بن حصينٍ، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( الحياء لا يأتي إلا بخيرٍ )
أنواع الحياء
والحياء ينقسم باعتبارات كثيرة إلى عدة أقسام …ولعل أفضل تقسيم نال استحساني هو كالتالي :
الحياء من الآخرين .. الحـــياء من النفس .. الحـــــــــياء من الله .
وفعلا كما ذكرت كم من أناس يكتبون قد خلعوا لباس الحياء .. وطعنوا الفضيلة .. وتسربلوا بسربال الحرب على العفاف والحشمة والأخلاق والحياء .. فينطبق عليهم قول القائل :
إذا حُرم المرء الحياءَ فإنهُ … بكلّ قبيح كان منه جديرُ
قلما نجد كتابا تقرأ لهم تخرج بفائدة من كتاباتهم … فأين أخلاق هؤلاء من قول الشاعر :
ما إن دعاني الهوى لفاحشةٍ … إلا نهاني الحــياء والكرم ولا إلى محـــرم مددت يدي … ولا مشـــت بي لريبةٍ قدم
ألا يعلمون أن الحياء هو أول علامات حسن الخلق ! ..
أقرأ ما قاله الغزالي ( وجمع بعضهم علامات حسن الخلق فقال : هو أن يكون كثير الحياء قليل الأذى كثير الصلاح صدوق اللسان ، قليل الكلام كثير العمل، قليل الزلل قليل الفضول، براً وصولاً وقوراً صبوراً شكوراً رضياً حكيماً رفيقاً عفيفاً شفيقاً، لا لعاناً ولا سباباً ولا نماماً ولا مغتاباً ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً ولا حسوداً، بشاشاً هشاشاً يحب في الله ويبغض في الله ويرضى في الله ويغضب في الله فهذا هو حسن الخلق) انتهى .
فهؤلاء تتحاشا الرد عليهم ليس خوفا وإنما لقول أبي حازم : وإنّي ليَثْنيني عن الجهــل والخنا … وعن شَتْم ذِي القُربى خلائقُ أربعُ حياءٌ وإسلام وتقْوى وأنَّني كريم … ومِــثْلي قد يَضــــــــرُ ويَنفـــــــــع
على أن لي ملاحظة مهمة …هو الفرق بين الخجل والحياء : فالخجل هو الذي يمنعك من إنكار منكر أو أمر بمعروف …فهذا خجل وحياء مذموم .. بينما الحياء المحمود والمجبول عليه الناس هو ما ذكره بعض العلماء بقولهم : حقيقة الحياء خلقٌ يبعث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق .
|
|