لم يكن يتصوران يوماً ان يصبحا حبيبين ولم يخططا لذلك وعندي ثقة ان أي منهما لم ولن يصدق ولن يعتقد يوماً ان يقع في حب احد من خارج محيط بلده لكنه القدر هو الذي جمع بينهما ، وأي قدر ذلك الذي جمع بين شاب وشابة او رجل وامرأة يحمل كل منهما لغة بلده ويعتقد كل واحد منهما ان مستقبله سيكون مع احد أبناء بلده فيحصل معه العكس ، لم يكن أحلى من هذه المصادفة عندهما (رغم ان قول صدفة في الشرع حرام ) وتبقى أمنية النهاية السعيدة لقصتهما هي جل ما يفكر كل واحد منهاما فيه ونحن معهم .
هذه مجموعة من قصص الحب الحقيقي التي جمعت بين اثنين كل واحد منهما من بلد تجمعهم لغة ودين وعواطف و(حب مشترك) .
القصة الاولى
حب نهايته سعيدة
خرج الشاب من بلده بعد أن لاقى فيه ما لاقى من عذاب وويلات حتى انه لم يكن سعيداً مع أهل بيته (زوجته) لأسباب تكاد تكون معروفة منها الزواج لإرضاء رغبة عائلته (الأم والأب) أو للتخلص من مشكلة فيقع في مشكلة اكبر ..
لم يدر في خلده يوماً أن يلتقي نصفه الآخر هناك في بلد آخر وفي مجتمع آخر لكنه القدر العجيب والجميل له ولها . بعد أن وصل هناك وبعد أن استقر كان لابد له من أن يخرج يستطلع ويتعرف على مكانه الجديد وكيف سيكون ملاذه البديل بعد أن ترك الوطن وسيتعرف على وجوه جديدة بعد أن ترك خلفه وجوه وسيجمع له أصدقاء بعد أن ترك (مجبراً) أصدقائه مع انه لم ينساهم ولن ينساهم لان الصداقة تأتي في المرتبة الثانية بعد الحب .. ولكي يديم اتصالاته مع أهله وأقربائه وأصدقائه وزوجته كان لابد له من أن يستخدم وسائل الاتصالات الحديثة (موبايل ) وحيث أن شركات الموبايل تستخدم الطرق الحديثة بـ(سحب أموال المستخدمين ) ، فقد كان ولابد أن يمر بمكاتب بيع بطاقات تعبئة الموبايل ..
هي كانت تدير أحدى هذه المكاتب وكانت نشيطة في عملها كنشاطه حين كان يدير مكتباً في بلده .. مجدة ومجتهدة كما كان مجداً ومجتهداً وتحمل روحاً مرحة تشبه روحه المرحة وكان في قلبها فراغ كما في قلبه ولكن الفراغ هذا لم يكن ليملأه أي شخص وحسب ولم يكن مهيئاً لاستقبال كل من هب ودب وإنما كان ينتظر شخصاً بعينه هو من يسكن فيه للأبد .
حين التقى الاثنان في المكتب واخذ ما يحتاجه ، خرج من المكتب وهو يفكر فيها وتأخذه الأفكار بعيداً فهي ترسله إلى زوجته التي ينتظر منها مولوداً وأخرى تذهب به إلى الأوضاع التي يعيشها حالياً وهو مغترب عن أهله والمال الذي يأتيه ليس ملكه وحده وأهله يتعبون فيه حتى يتمكنون من جمعه وإرساله له لتعينه في حياته الجديدة . وبينما هو غارق في أفكاره إذا به يرى نفسه أمام المكتب مرة أخرى ..
لم يكن وحده هو من يفكر ويناقش نفسه ، فقد كانت هي كذلك تفكر وتناقش نفسها حول الموضوع نفسه ( هل هذا هو الشخص الذي سيسكن قلبي ؟) . لقد خفق القلبان الصغيران خفقة واحدة واتجهت باتجاه واحد ، وحين التقت الوجوه وتقابلت الأعين لم يكن أي منهما ليمنع نفسه من الابتسام للمقابل .
كانت هذه بداية حب كبير جمع بين قلبي شاب وشابة ..
وكبر الحب هذا حين التقت افكارهما في نفس المنعطف وأصبحا مذ ذلك اليوم لا يستطيع احدهما مفارقة الآخر كان الفرق بينهما إن الشاب يحب الالتزام بالشريعة الإسلامية فكان يمتعض حين يرى حبيبته وقد نثرت شعرها الجميل كما انه يكره أن تقف حبيبته في المكتب لان ذلك يؤدي إلى انها (بحكم العمل) تضطر إلى التكلم مع شباب وهو لا يحب ذلك ..
هذه المشكلة واجهتهما حين تكلم معها بصراحة وطلب منها أن تتحجب وان تترك العمل في المكتب كما اخبرها بضرورة أن تبدأ في الالتزام بأوقات الصلاة ، لم يكن طلبه سهلاً عليها بحكم البيئة التي تعيش فيها لكنها كانت تدرك أن مطلبه هذا يمثل تحدياً لحبهما فقررت دون تردد أن تطيع حبيبها وهكذا كان وما هي إلا أسابيع قليلة حتى تم الاتفاق على عقد القران ورغم عدم موافقة أهليهما في بداية الأمر إلا أنهم رضخوا للأمر الواقع بعد أن علموا أن هذا الحب حقيقي وليس نزوة شباب ..
إن (سيف و لين ) اليوم هما عريسان يعيشان أحلى ايامهما ..